آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

استباحة سورية

اليمن اليوم-

استباحة سورية

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

استبيحت سورية من دول الإقليم منذ أن تم انتقال الصراع من أزمة سياسية ومطالب شعبية بإصلاحات ديمقراطية إلى صراع مسلح انتهى بعسكرة انتفاضتها الشعبية وتحولها من مطالب مدنية بالحرية والكرامة إلى صراع إقليمى مسلح قوامه تنظيمات القاعدة وداعش وحلفاؤهما التكفيريون، دفع ثمنه أبناء الشعب السورى من قتل وتهجير. والمؤكد أن مطالب جانب واسع من الشعب السورى فى بداية انتفاضته الشعبية كانت مشروعة، ولكن الخطايا التى ارتكبت من قبل الجميع، حكمًا ومعارضةً، وضعت البلاد على هذا المسار المأساوى منذ 7 سنوات وحتى الآن. وقد بدأت استباحة سوريا من قبل النظام القائم بجرائم ارتكبت ضد آلاف المعارضين السلميين، ثم دخل الدواعش على الخط بعد أن قرر بعض المعارضين بدعم عربى وإقليمى الانتقال من النضال الشعبى السلمى إلى العمل المسلح، لتبدأ أولى خطوات استباحة سوريا من قبل عناصر تكفيرية من كل مكان، بغطاء عربى وإقليمى، بغرض إسقاط النظام بالقوة المسلحة. واقتربت المعارضة من حسم الصراع عسكريًّا فى سوريا، وترددت أمريكا فى دعمها، فدخل الروس والإيرانيون على الخط بأداء أكثر فاعلية وبدعم مباشر للنظام القائم، ونجحوا فى تعديل الكفة لصالحه حتى نجح فى استعادة معظم الأراضى السورية التى وقعت فى أيدى المعارضة المسلحة والتكفيرية.

لقد استبيحت سوريا من قبل التكفيريين والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، كما استبيحت من قبل روسيا وإيران وميليشيات حزب الله اللبنانى، بالإضافة لميليشيات عراقية متطرفة، وأصبح هناك صراع بالوكالة لا يدفع ثمنه إلا المدنيون الأبرياء. وطوال فترة الصراع فى سوريا، ظل هناك من ينظر إليه بعين واحدة، فالاستباحة مشروعة ومبررة لو كانت فى صالح جرائم النظام، والاستباحة والقتل وإراقة الدماء مشروعة ومبررة لو كانت ضد النظام، ودفع الشعب السورى ثمنًا باهظًا لهذه الاستباحة لم تعرفه المنطقة منذ قرون. يقينًا، مشروع إسقاط النظام بالقوة المسلحة كان كارثة أكبر من بقاء النظام، وبقاء الأخير كارثة أيضا، إنما هو الوضع السيئ الباقى، لأن بديله أكثر سوءًا. وَقْفُ استباحة سوريا من قبل الجميع، أتراكًا وإيرانيين وروسًا، لن يكون إلا بالاتفاق على إطلاق مسار سياسى ودستورى يفضى فى النهاية إلى رحيل بشار الأسد فى مواجهة مشروع بقائه الأبدى فى السلطة، وكأنه غير مسؤول عما جرى لسوريا وشعبها، وأيضا مشروع إسقاط النظام والدولة فى سوريا لصالح التنظيمات التكفيرية والمتطرفة بعد أن ثبت بالدليل القطعى ضعف القوى المدنية الديمقراطية على الأرض وكارثية خيار إسقاط ما تبقى من الدولة والجيش السورى. هل ستضغط روسيا على النظام السورى لإجراء إصلاحات وطى صفحة الحرب والاستباحة؟.. لا يوجد حتى اللحظة ما يفيد السير فى هذا الاتجاه، لذا سنجد الاستباحة التركية جزءًا من استباحة شاملة تعيشها سوريا منذ سنوات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة سورية استباحة سورية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen