آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا لا يجازف مسؤول عربى؟

اليمن اليوم-

لماذا لا يجازف مسؤول عربى

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

عُنونت كثير من الصحف والمواقع العربية بهذا الخبر: «دى ميستورا ينوى المجازفة بالذهاب إلى حلب». فقد أعلن المبعوث الأممى لسوريا استعداده لمرافقة 8 آلاف مقاتل من المعارضة موجودين شرق حلب وإخراجهم من المدينة حفاظا على أرواح عشرات الآلاف من المدنيين طالهم القصف الروسى طوال الأسبوع الماضى وخلّف مئات الضحايا فى صفوف الأبرياء.

وأكد الرجل خلال مؤتمر صحفى يوم الخميس الماضى فى جنيف: «أننا فى حالة (طوارئ) فى سوريا وحلب تحديدا، ولست مخولاً بتقديم ضمانات لجبهة النصرة لمغادرة حلب، ولكن لن نقبل أن تقع مجازر فى شرق حلب تشبه رواندا وسربرنيتسا»، واعتبر أن وقف التواصل الأمريكى- الروسى شكّل انتكاسة فى سوريا.

هكذا قرر المسؤول الأممى المجازفة، أو هكذا أعلن استعداده الذهاب إلى حلب، فى حين اكتفى المسؤولون العرب داخل جامعة الدول العربية وخارجها بالمشاهدة أو الإدانة أو إبداء التعاطف اللفظى، دون أى قدرة عملية على التحرك لوقف المأساة السورية.

والمؤكد أن قضية وجود مبعوث أممى لكل ملف أو كارثة عربية تحتاج إلى التأمل، وأن الدور التقليدى الذى اعتادت أن تقوم به جامعة الدولة العربية فى التعامل مع ملفاتنا العربية بات هو الآخر يحتاج إلى مراجعة جذرية، ولم يعد بمقدور الأمين العام للجامعة ولا مساعديه القيام بدور فعال على الأرض (غير البيانات المعتادة) إلا إذا وُضع تصورٌ جديدٌ لعمل الجامعة فى الفترة القادمة.

ففى سوريا، هناك مبعوث خاص للأمم المتحدة هو دى ميستورا، لم يستطع أن يحل المعضلة السياسية، ولكنه أشرف على تقديم مساعدات إنسانية كثيرة للشعب السورى، وفى ليبيا، هناك المبعوث الأممى مارتن كوبلر، الذى تعثرت كل جهوده حتى الآن، لأنه ينطلق من تصور خاطئ يعتبر أن مشكلة ليبيا فى وجود انقسام سياسى بين تيارات ومناطق مختلفة، تتطلب الجلوس معا والتوقيع على اتفاقات (لم تُحترم)، والحقيقة أن هذا جانبٌ من المشكلة، فى حين أن المشكلة الأكبر تكمن فى غياب الدولة الوطنية الليبية، وعدم التوافق على آلية لاستعادتها مرة أخرى بعيدا عن سطوة الميليشيات.

والمفارقة الأكبر تكمن فى اليمن، ففى الوقت الذى تخوض فيه قوات التحالف العربى حرباً عنيفة ضد ميليشيات الحوثى وصالح، فإننا سنجد أن الأمم المتحدة هى التى أرسلت مواطنا عربيا كمبعوث لها فى اليمن، وهو الموريتانى إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وغابت الجامعة العربية.

والحقيقة أنه فى ظل تراجع الوزن الدولى للعالم العربى، وبالتالى الجامعة العربية، فإنه لم يعد لدينا أى طموح أن نلعب أدواراً عالمية، مثلما تفعل دول إقليمية محيطة، كتركيا وإيران، أو دولة احتلال مثل إسرائيل، إنما فقط أن نجازف مثلما فعل دى ميستورا وأن يكون لدينا دور رئيسى فى التعامل مع قضايانا ومصائبنا.

لماذا لا تفكر جامعة الدول العربية فى تعيين مبعوثين دائمين لها فى مناطق النزاع فى العالم العربى بالتوازى مع المبعوثين الأمميين، أم أننا سنظل دائما أسرى الصورة، ومن سيأخذ اللقطة (الجامعة أم المبعوث) وننسى الجوهر، أى القضايا محل النزاع؟

علينا أن نشعر بالأسى على أحوالنا حين نجد أن هناك مبعوثا دوليا لكل أزمة أو كارثة عربية، ونعتبر الأمر عاديا، فى حين أن المطلوب أن يكون هناك أولا مبعوث خاص لجامعة الدول العربية فى الملف السورى والليبى واليمنى يكون له الصوت الأكثر تأثيرا حتى لو أرسلت الأمم المتحدة مبعوثا «يجازف أو لا يجازف»، فلابد أن نكون حاضرين وبقوة على الأقل، فيما يخص الصراعات العربية- العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يجازف مسؤول عربى لماذا لا يجازف مسؤول عربى



GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!

GMT 06:36 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

سورية كما رآها الشعراء

GMT 00:20 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

مات أحمد سعيد لكن الهزيمة لم تمت

GMT 06:02 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

شروط لدولة علوية عاصمتها دمشق

GMT 06:19 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

إيران والحاجة إلى حرب…
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen