آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

15 عاماً على 11 سبتمبر.. من تغير؟

اليمن اليوم-

15 عاماً على 11 سبتمبر من تغير

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

مرت 15 عاما على اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية، وظل السؤال الحائر حول التحول الذى أصاب العلاقات العربية الأمريكية، وهل العرب والمسلمون هم الذين تغيروا عقب هذه الاعتداءات أم الولايات المتحدة هى التى تغيرت؟

الحقيقة أنه لا العرب تغيروا ولا أمريكا تغيرت وبقى الحال تقريبا على ما هو عليه، إلا فقط ما يتعلق بانسحاب أمريكا من المنطقة، وتراجعها عن فكرة نشر الديمقراطية أو فرضها بعد أن كانت إحدى أدوات سياستها الخارجية بعد الفشل المدوى الذى أصابها فى العراق وفى غيره.

والمؤكد أن الفشل الأمريكى فى العراق كان مدويا ومزدوجا، فمن ناحية فقد فشل فى محاربة الإرهاب وتحول من مشروع لمحاربة الإرهاب إلى مصدر لانتشاره فى دول الخليج العربى والعراق، ثم تحول ثانيا نموذجه الديمقراطى، الذى رغب فى تصديره من العراق لدول المنطقة إلى كابوس حقيقى ونموذج فاشل لتجارب التغيير فى العالم كله، دفع فيه العراقيون مليون شهيد من أجل بناء دولة مأزومة وشبه فاشلة.

والحقيقة أن أمريكا ما بعد فشل تجربتها فى العراق تغيرت سياستها الخارجية ليس فيما يتعلق بموقفها من العالم العربى، الذى لم يتغير باعتباره منطقة بائسة، ثقافيا وحضاريا ومصدرة للإرهاب، إنما فى ما تصورته محاولة لإنقاذه «بالديمقراطية» المفروضة بالقوة المسلحة، فقد توقفت عن اعتبار نشر الديمقراطية أحد أهداف سياستها الخارجية، وأبدت استعدادا بقبول أى نظم سياسية فى العالم العربى، عسكرية إسلامية ليبرالية يسارية ليس مهما، المهم ألا تمثل تهديدا للاستقرار فى المنطقة ولا لإسرائيل، ولا تكون مصدرا للإرهاب واللاجئين فى العالم.

والحقيقة أن مواقف من هو أكثر فجاجة من جورج بوش الابن، أى المرشح الأمريكى لانتخابات الرئاسة ترامب، تؤكد على أن الرجل مثل معظم النخب الغربية بات يعتقد ضمنا أو صراحة أن العالم العربى تحديدا غير مهيأ للديمقراطية، مثلما ترى نخبته الحاكمة وقطاع من مجتمعه، وأن المهم الحفاظ على استقرار المنطقة من خطر التحلل والتفكك، حتى لو مازال البعض يتصور بسطحية متعمدة أن مصلحة أمريكا تفكيك دول المنطقة، والحقيقة أنها ترغب فى الحفاظ على دول المنطقة «ملصمة» لا تتفكك ولا تتقدم.

والحقيقة أن أمريكا حافظت على موقفها الأصلى من أن سبب الإرهاب هو البيئة المحلية فى العالمين العربى والإسلامى، ولكنها غيرت فى وسيلة تعاملها مع هذه البيئة، من محاولات تغييرها قسرا إلى تركها لقدرها، بشرط ألا تمثل تهديدا لأمريكا وأوروبا وقبلهما إسرائيل.

وبقى العالم العربى على حاله، فلم يعتبر أن انسحاب أمريكا وأوروبا من التدخل فى شؤونه فرصة لإصلاح ذات البين من داخله، وبناء دولة القانون والعدل، إنما استمر فى ترديد نفس نظريات المؤامرة، واعتبر أن أمريكا تسير الكون والبلاد والقرى والنجوع، ونسى أو تناسى أن هناك دائما فرصا للمناورة والفكاك من القدر الأمريكى، لا أن يحكم علينا دائما بالفشل سواء أخطأنا أم أصبنا، وسواء بنينا أنظمة ديمقراطية، ذات كفاءة اقتصادية وسياسية أم ديكتاتوريات معدومة الكفاءة، فإن النتيجة واحدة هى نجاح المؤامرات الأمريكية.

لم نتغير نحن كثيرا فى العالم العربى رغم مرور 15 عاما على اعتداءات 11 سبتمبر، التى فرضت شكلا جديدا من العلاقات الدولية، وسمحت لأول مرة لقوة غازية بأن تأتى لتحتل دولة أخرى بغرض فرض الديمقراطية وفشلت فشلا مدويا، ولم يعتبر العالم العربى هذا الفشل فرصة لنصلح نظمنا السياسية حتى نستطيع أن نواجه مؤامرات الخارج والداخل بالعدل والديمقراطية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

15 عاماً على 11 سبتمبر من تغير 15 عاماً على 11 سبتمبر من تغير



GMT 15:15 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

موقف إثيوبى مستفز!

GMT 07:33 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

ترامب يستعجل الحرب مع الصين

GMT 03:46 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

مصادفات!

GMT 02:13 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ترامب و«نوبل» !!

GMT 02:38 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen