آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تصويت تونس

اليمن اليوم-

تصويت تونس

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ محمد طنطاوى جاء فيها:

قرأتُ مقالكم «لسنا عجبة»، الذى استعرضتم فيه ظاهرة التصويت لصالح مرشحين من خارج المؤسسات السياسية التقليدية، وتفردون عرضًا مفصلًا للحالة التونسية، بحكم الانتخابات الجارية فى البلاد، بين مرشحين يثيران التساؤلات حول النظام الديمقراطى المعاصر أكثر مما يقدمان إجابات.

أُثمّن على عرضكم، وأضيف: إجمالًا، صارت العبارة «الإجابة تونس» بمثابة عنوان لكثير من الكتابات حول التحولات السياسية، التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ بداية ما صار يُعرف بـ«الربيع العربى». وتؤكد الاستجابات التى يستدعيها الشعب، ولا أقول الناخب التونسى، عند كل مرحلة من مراحل التحول السياسى منذ نهاية ولاية الرئيس الأسبق «زين العابدين بن على». واعتبرتم أن عدم استجابة الناخب التونسى لمرشحى المؤسسات السياسية التقليدية نوع من «التصويت العقابى»، وهو تعبير شائع الآن فى أدبيات السياسة المعاصرة، خاصةً فى السنوات الأخيرة فى ضوء التحولات السياسية والاقتصادية الكبرى، التى زادت من الهوة بين شرائح عديدة من المجتمع وبين شريحة صغيرة تحصد ثمار أى تنمية، فى حالات الدول النامية والناشئة.

إجابة تونس أو «الإجابة تونس» ترجع إلى كونها دولة صغيرة محدودة الموارد، إلا أن التعليم جعلها بؤرة جذب حقيقية للاستثمارات الأجنبية، فضلًا عن السياحة الأوروبية، خاصة الفرنسية.

ولعل المُدقِّق فى سلوك حزب حركة «النهضة»، وهو حزب محسوب على ما يُعرف بـ«التيار الإسلامى»، أراه نموذجيًا فى تأثير ثقافة البلاد عمومًا وتأثير التعليم على سلوك الأفراد والتجمعات الاجتماعية المختلفة. إيجازًا، حال تأثير التعليم- الجيد- فى تونس دون توفير البيئة الخصبة لانتشار الأفكار الرجعية، ومنها الأفكار الدينية المتزمتة، وهو ما انعكس ليس فقط على السلوك الشخصى للأفراد، بل على عموم سلوك التجمعات الاجتماعية، بما فى ذلك الجماعات والمؤسسات السياسية. ليس أمرًا جديدًا لفت الانتباه إلى الاختلاف فى سلوك حزب «النهضة» التونسى وسلوك جماعة «الإخوان المسلمين» فى مصر مثلًا.

وعلى الرغم من الاختلافات فى النظام السياسى وتاريخ تطور الدولتين، فضلًا عن ثقافة كل منهما. فى المقابل، يظل التعليم عنوانًا عالميًا على انتقال المجتمعات والدول من حال إلى حال. الوعى. الوعى. فتِّش عن الوعى، سيدى. أليس الوعى، الذى يُعد التعليم أحد أهم روافده، هو ما يوفّر ليس فقط على الأفراد، بل على الدول، جهودًا وموارد لا حاجة لإهدارها مادام ثمة وعى؟ أليس حديث الإعلام والشائعات الجارى فى «مصر» الآن خير دليل على أهمية الوعى- بل العقل- فى ممارسة حياة سليمة على مستوى الأفراد والجماعات والدول؟ تَشحب التفاصيل السياسية، خاصة الإجراءات الانتخابية وتحولاتها، عند كل محطة مهمة من محطات التحول السياسى فى الدول الباحثة عن الحرية فى صورها المختلفة.

الإجابة تونس حتى إشعار آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصويت تونس تصويت تونس



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen