آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الأدوات السياسية

اليمن اليوم-

الأدوات السياسية

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

كل النظم السياسية التى عرفتها مصر وعرفها العالم، أيًا كان تصنيفها، تمتلك أدوات سياسية، تستوعب من خلالها المؤيدين، وتُحَيِّد جانبًا من المعارضين، وتواجه بها جانبًا آخر.

فى مصر كانت الأداة السياسية فى عهد نظام الحزب الواحد هى الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطليعى ومنظمة الشباب، ناهيك عن عشرات المؤسسات المدنية التى مثلت أذرع النظام وجانبًا من قوته الناعمة، وفى عهدى السادات ومبارك كان الحزب الوطنى الديمقراطى أداة سياسية نافذة اختلف معها كثيرون وليس مع أجهزة الدولة، وضم شرائح من رجال الأعمال والإعلام والصحافة استقطبت المؤيدين وحيَّدت جزءًا من المعارضين.

ولا نريد أن نذهب بعيدًا لأمثلة مثل كوريا الشمالية والصين وكوبا، وهى كلها نظم حزب واحد بامتياز، «بصرف النظر عن أن أسوأها هو النموذج الأول»، وجميعها يحكمها حزب سياسى واحد مثل الحزب الشيوعى الصينى، الذى يضم 5% من عدد سكان البلاد، وتناقش قواعده كل القضايا التفصيلية المتعلقة بشؤون البلاد وأمور السياسات العامة، وتترك القضايا الكبرى لدائرة ضيقة من أهل الحكم.

والحقيقة أن المشهد الحالى فى مصر يقول إن هناك غيابًا للأدوات السياسية والإعلام المؤثر حتى لو كان نصف مهنى، ولا يوجد حزب حاكم يشارك عبر كوادر مدربة وذات مهارات صناعة القرار مع الأجهزة الأمنية، كما أننا أمام أداء للبرلمان يُعتبر هو الأسوأ فى تاريخ مصر، حتى إنه بدا حكوميًا أكثر من الحكومة، وتحتاج الدولة الاستماع إلى تقديرات الناس حول أداء رئيسه.

عودة الأدوات السياسية ستعنى جذب المؤيدين الحقيقيين إلى جوهر المشروع، الذى قامت عليه انتفاضة 30 يونيو وليس جحافل المطبلاتية ومؤيدى كل النظم والمعاصرين. ولذا يجب أخذ كلام أسماء مثل ياسر رزق وعبدالحليم قنديل وآخرين بجدية شديدة لأن «رزق» مثلًا كان من المؤيدين عن قناعه لتدخل الجيش فى إنهاء حكم الإخوان، وقال هذه المعانى فى عز حكمهم، وتكلم بإخلاص عن ضرورة الإصلاح السياسى، أيًا كان الاتفاق والاختلاف مع ما قال.

الأدوات السياسية تعنى وجود صيغة «غير مثالية بالطبع» للتعامل مع المؤيدين والمعارضين، فتميز بين المؤيدين الحقيقيين والمزيفين، وتسعى لفتح جسور مع تيار من المعارضين، فيتم استيعاب المعتدلين منهم فى العملية السياسية، واستبعاد، ولو مؤقت، للمتشددين.

صحيح هناك قلة من النظم غير الديمقراطية لا تقبل بوجود معارضين من الأساس، وتعتبرهم جميعًا أعداء، ومع ذلك من المستحيل أن نجد نظامًا سياسيًا يعادى الحلفاء والمؤيدين، ويمتلك القدرة على تحويل كثير منهم إلى خصوم، وهى حالة غير مسبوقة فى تاريخ النظم السياسية المعاصرة.

الأدوات السياسية والإعلام المؤثر هى طريق لحماية مصر من أخطار كثيرة، وما كتبناه طوال العام الماضى حتى بدايات هذا العام عن خطورة الصراعات والتفاعلات المخفية سيزيد طالما بقى هناك حصار لمَن فى العلن والنور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدوات السياسية الأدوات السياسية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen