آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الطائفية تنتصر على المقاومة

اليمن اليوم-

الطائفية تنتصر على المقاومة

بقلم : عمرو الشوبكي

تورط حزب الله فى الحرب السورية خطيئة كبرى، حولت تماما مسار الحزب من حزب مقاوم، بكل ما تمثله هذه الكلمة من معانٍ نبيلة، إلى حزب طائفى بكل تمثله من معانٍ بغيضة.

أن يقف حزب الله ضد الدواعش والتكفيرين أمر طبيعى، مثل موقف أغلب السنة والمواطنين والعرب الأسوياء، وأن يقول مثل الكثيرين فى العالم العربى إنه لا يجب إسقاط ما تبقى من الدولة والجيش السورى لصالح المعارضة المسلحة أيضا أمر مفهوم، وإنه كانت أمامه فرصة تاريخية لكى يضغط منذ سنوات من أجل رحيل بشار الأسد واستبداله بآخر من داخل الدولة والنظام (سيناريو فاروق الشرع المجهض أو غيره) قبل أن يستبيح النظام السورى الثورة السلمية ويساعد بجرائمه على مجىء آلاف التكفيريين إلى سوريا.

يقينا كان يمكن أن تلعب إيران وحليفها الوفى حزب الله دورا فى تعديل المسار بالضغط على النظام من أجل تغيير رأسه (بشار الأسد)، وفاء لتاريخه المقاوم وشعبيته الكبيرة التى نالها فى الشارع العربى عقب قيادته المقاومة وتحرير الجنوب اللبنانى.

«بشار المقدس» أو كما يقول رئيس وفد المفاوضات السورية فى جنيف: «لا مساس ولا نقاش حول مقام الرئاسة» أمر لا يقبل فى إيران نفسها حليفة بشار، التى تغير فيها الرؤساء مرات عدة، وفى العالم العربى استقال مبارك وعلى عبد الله صالح وهرب زين العابدين بن على، ومخجل أن يعتبر البعض فى 2016 أن هناك شخصا واحدا تختزل فيه الدولة والنظام والشعب ولا يجب المساس به.

إن تورط حزب الله فى سوريا وانحيازه الفج (والطائفى) للنظام الطائفى قضى على تاريخ الحزب المقاوم، والمحزن والمؤسف أن قادة حزب الله العسكريين الذى واجهوا الاحتلال الإسرائيلى بشرف وشموخ سقط كثير منهم فى معركة سوريا غير الشريفة، دفاعا عن نظام استبدادى مجرم، حتى وصل عدد قتلى الحزب فى سوريا إلى 1400 قتيل، وهو رقم أكبر بكثير من شهداء حزب الله، (وليس بالطبع المدنيين اللبنانيين) فى مواجهة إسرائيل.

إن تجربة حزب الله «ما بعد المقاومة» لا تختلف كثيراً عن تجارب نظم وتنظيمات سياسية وعقائدية كان لديها حلم ونقاء ثورى، وبعضها ناضل ضد نظم مستبدة، والبعض الآخر قاوم احتلالا أجنبيا، وبعد وصولهم إلى السلطة تحولوا إلى نظم استبدادية بامتياز.

صحيح أن حزب الله لم يصل إلى السلطة بمفرده، إنما شارك فيها، لأن لبنان لا توجد فيه سلطة بالمعنى الذى تشهده فى باقى البلدان العربية، فالطوائف والمذاهب أقوى من الأحزاب ومؤسسات الدولة، ولكنه بالتأكيد مارس ما فعلته هذه «النظم الثورية» ومدعو الممانعة حين لم ير إلا مصالح قادته الضيقة، وحاربوا بقسوة كل مخالفيهم فى الرأى من قلب حتى الطائفة الشيعية الكريمة.

على كل من يتوهم أن حزب الله قادر، بعد هذا التورط فى الحرب السورية، أن يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل مخطئ، فقد طويت صفحة الحزب المقاوم وفتحت صفحة الميليشيا الطائفية، وهو أمر يصيب كل عربى غير طائفى بالحسرة حين يرى أمامه تجارب مقاومة منتصرة ومضيئة تتحول إلى كيان طائفى بغيض، وتخسر رصيدها التاريخى والسياسى فى منطقة مضطربة ومتغيرة، لن يغفر فيها التاريخ لدويلات صغيرة دعمت التكفيريين الإرهابيين وتصورت أنها بمنأى عن شرهم، مثلما لن يغفر لقوى وأحزاب حاربت مع نظم من بين الأسوأ فى تاريخ العالم العربى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائفية تنتصر على المقاومة الطائفية تنتصر على المقاومة



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen