آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الإرهاب غير العشوائى

اليمن اليوم-

الإرهاب غير العشوائى

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

شهداء الكاتدرائية شهداء مستهدفون مع سبق الإصرار والترصد، مثلهم مثل شهداء كمين الهرم، وفصل بينهما يومان فقط، فيقينا ضرب كمين بجوار أهم معلم سياحى فى مصر ليس جريمة عشوائية، إنما جريمة محددة ومخطط لها، لضرب السياحة فى مصر، وليس فقط رجال الشرطة الشرفاء.

الجريمة الثانية الأخطر والأبشع هى تلك التى اهتزت لها مصر كلها، وراح ضحيتها 30 مواطنا (حتى آخر التقديرات)، سقطوا عقب أدائهم الصلاة فى الكاتدرائية المصرية الشامخة، منذ قرون، رغم المحن والآلام.

والحقيقة أن هذا النوع من الإرهاب المخطط، وغير العشوائى الذى يعرف أين يستهدف، ومن يصيب هو من أخطر أنواع الإرهاب، فقد بدا أن هناك قدرة واضحة لمجموعات صغيرة ومتفرقة من الإرهابيين على الحركة والإيذاء، حتى لو كانوا أفرادا معزولين أو سموا أنفسهم بحركة حسم أوغيرها (اسم الحركة التى أعلنت مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية، وتحمل رواية سياسية مغلوطة وانتقامية)، وهو اختصار لاسم «حركة سواعد مصر»، فسيظلون أفرادا معزولين، وليسوا تنظيما قويا.

والمؤكد أن أنماط الإرهاب الجديد تختلف عما شهدناه فى مصر وكثير من البلاد العربية، فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، وبات من المؤكد أن هناك مساحة أكبر للدافع السياسى والاجتماعى على حساب الجانب العقائدى والفقهى الذى سيطر على تنظيمات، مثل الجهاد والجماعة الإسلامية فى مصر، وتنظيم القاعدة قبل 11 سبتمبر.

ومثلت الدوافع السياسية والتهميش الاجتماعى والكراهية الطائفية والعوامل المادية دوافع رئيسية وراء الانخراط فى المجموعات الإرهابية الجديدة، وخاصة خارج سيناء، وليس التربية العقائدية العميقة (ولو فى الاتجاه الخاطئ)، وأن جانبا من هذه العوامل ظهر مع خطاب المظلومية الإخوانى كمبرر ودافع لعمليات كثيرة.

خطاب المظلومية السياسية كان هدفه الأساسى استقطاب جزء من الشباب لصالح العنف وممارسة الانتقام الإرهابى، وظهرت أسماء لجماعات جديدة، مثل العقاب الثورى والمقاومة الشعبية وغيرها، وكلها تحركها مقولات الإخوان أكثر من تنظيم الإخوان.

إن مواجهة هذا الشكل الجديد من الإرهاب الذى يحتمى بمقولة سياسية لن يكون فقط بالأمن والقوانين الرادعة، إنما أيضا بمقولة سياسية أخرى تواجهه لا إعلاميين فشلة، يصرخون كل يوم فى بعض وسائل الإعلام.

لقد مارس تنظيم الإخوان عنفا فى العهد الملكى، وعهد عبدالناصر، ودخلت الدولة فى مواجهات أمنية شرسة معه، ولكن فى العهد الملكى كان هناك مشروع حزب الوفد السياسى الذى ساهم فى حصار خطاب الإخوان، وفى العهد الجمهورى كان هناك مشروع عبدالناصر الملهم، من أجل التحرر الوطنى والعدالة، وفى السبعينيات أيضا رؤية السادات ومقولاته من أجل السلام، وإنهاء الحرب مع إسرائيل، وجلب التنمية والرخاء.

وفى كل هذه الحالات كان هناك إرهاب إخوانى، وكان هناك مشروع سياسى للدولة، مثل حائط صد أولى فى وجه هذا المشروع الإخوانى، وجعل المعركة هى بين تنظيم ودولة لها مشروع، فانتصرت الأخيرة بكل سهولة، فى حين أن أى معركة بين دولة بلا مشروع، ولا رؤية سياسية فى مواجهة تنظيم يردد مقولات سياسية سيعنى قدرة الأخير على خلق حاضنة شعبية، ولو محدودة، تقدم كل يوم عناصر جديدة تمارس الإرهاب أو تتواطأ معه.

رحم الله شهداء الكاتدرائية الذين أحزنوا مصر كلها، وآلموها ألما شديدا، ورحم الله شهداء الوطن، وحانت ساعة المراجعة والاعتراف بالأخطاء وأوجه القصور السياسى قبل الأمنى، لمواجهتها بالجراحة والعمل لا بالشعارات.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب غير العشوائى الإرهاب غير العشوائى



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen