آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كتالوج الإخوان

اليمن اليوم-

كتالوج الإخوان

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

عادة ما تختلف التيارات السياسية على تقديم قراءات مختلفة للأحداث السياسية، إلا الإخوان الذين يرددون كلاماً واحداً لا يتغير، ويحملون نفس الكراهية لكل ما له علاقة بالشعب والدولة المصرية فى مشهد نادر التكرار مع أى فصيل آخر.

يقيناً المحاولة الفاشلة للانقلاب فى تركيا أثارت ردود فعل مختلفة فى مصر والعالم العربى إلا عند الإخوان الذين رددوا نفس الكلام المحفوظ ونفس شعارات الشماتة التى لا يستطيع واحد ترديد عكسها حتى من بين غير المقيمين فى تركيا.

انقلاب تركيا الفاشل أثار داخل التيارات المدنية المؤيدة لـ30 يونيو ردود فعل مختلفة، وهى رسالة لم تفهمها الجماعة حتى الآن، فهناك من فرح بالانقلاب وأيَّده منذ اللحظة الأولى من إعلاميين وسياسيين، ونسى أو تناسى أن الواقع التركى نجحت فيه الانقلابات حين كانت تقرر قيادة الجيش الانقلاب على السلطة المدنية، وفى نفس الوقت لديها ظهير سياسى وشعبى، وهو ما لم يحدث فى هذه الحالة، وهناك خطاب آخر مدنى مؤيد ومشارك فى 30 يونيو رفض الانقلاب منذ البداية وتوقع فشله، وبالتالى لم يضطر أن يقول إن أردوغان هو الذى رتَّبه بخيبة نادرة، وهؤلاء رفضوا سياسة أردوغان الاستبدادية ولم يؤيدوا التمرد العسكرى فى نفس الوقت.

وهناك تيار ثالث ركز اعتراضه على الطريقة المهينة التى تعامل بها البعض مع جنود الجيش التركى رغم أن هذه الصور التى انتشرت فى وسائل إعلام مختلفة لا تعبر عن مجمل الصورة فى علاقة الشعب التركى بجيشه، وهى فى المجمل علاقة وطيدة، لأن فى معظم المرات التى تدخل فيها الجيش التركى كان هناك ظهير شعبى كبير مؤيد له، مثلما حدث فى انقلاب 1980 شديد القسوة، والذى أعقب حقبة السبعينيات التى عاشت فيها البلاد أكبر حملة عنف واغتيالات فى تاريخها حتى وصفها البعض بالحرب الأهلية.

أما الكتالوج الإخوانى فهو صوت واحد، ولون واحد، ولغة واحدة، فأولاً هو يرفض الانقلاب، وهذا حقه، (لأن هناك من التيارات المدنية يسارية ويمينية ومستقلين رفضوه أيضاً)، ولكنه يشيد بالشعب التركى البطل الذى رفض الانقلاب (ماشى) ويهين الشعب المصرى (مش ماشى) الذى قبل بتدخل الجيش فى 3 يوليو، وينسى أو يتناسى أن هناك ملايين المصريين نزلوا فى الشوارع لإسقاط حكم الإخوان، وهو لا يريد فى عقله الباطن أن يعترف بأن أغلب الشعب المصرى كانوا ضد حكم الجماعة، ثم يبدأ بعد ذلك فى إظهار أردوجان على أنه خليفة المسلمين، وأنه حامى حمى ديار الإسلام، ولا ينطقون بحرف واحد اعتراضاً ولو هامساً على اعتداءاته على حرية الرأى والتعبير وإغلاقه وسائل الإعلام المعارضة، واعتقاله الصحفيين وأعضاء جماعة فتح الله جولن (أعتذر عن كتابته أمس عبدالله) الإسلامية المستنيرة.

أردوجان أنجز إنجازات كبيرة فى بدايات حكمه، ولكنه يرتكب كوارث وحماقات الآن تجعله قريباً من تيارات الاستبداد فى العالم العربى، وأن من ينوى البقاء فى السلطة 22 عاماً يقارن بـ«مبارك وبن على» لا أن يعتبره «كتالوج الإخوان» محرر الشعوب وداعماً للثورات العربية.

الكتالوج الإخوانى لديه موقف واحد، هو العداء لأى جيش وطنى، ولأى دولة وطنية، لأن مشروعهم لايزال مشروع ميليشيا وجماعة سرية، ولأنهم لم يفكروا مرة ويقولوا ولو لبعضهم: نعم هناك ملايين نزلت فى مصر ضد حكمنا، وليس فقط حديث الانقلاب والانقلابيين، وإن السياسيين الذين يدعمون الإخوان مثل أردوجان وغيره لهم أخطاؤهم أيضاً.

لا أحد يتكلم هكذا، لا شخص، ولا مسؤول، ولا بيان شارد، ولو من باب ذر الرماد فى العيون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتالوج الإخوان كتالوج الإخوان



GMT 08:30 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

زمن الغيوم

GMT 05:21 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

يريدونه «إسلامياً»!

GMT 05:52 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

الشجرة الملعونة

GMT 01:13 2019 السبت ,04 أيار / مايو

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة!

GMT 01:13 2019 السبت ,04 أيار / مايو

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen