بقلم/عمرو الشوبكي
أمضى خبراء معهد الشرق الأوسط (MEI) فى واشنطن ما يقرب من أسبوع فى قاهرة المعز، التقوا فيها خبراء ومسؤولين ورجال أعمال مصريين، فاجتمعوا بوزيرى الدفاع والداخلية وعدد من القيادات الأمنية والرموز السياسية، وانتهى يومهم الأخير بلقاء رئيس الجمهورية، وجاءوا بعدها إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ليجتمعوا بعدد من خبرائه لمدة تجاوزت الساعتين، وتطرق النقاش للأوضاع السياسية فى مصر والمنطقة العربية وأمريكا، وأخذ الحديث عن ترامب جانبا مهما من الحديث.
وجدير بالذكر أن هذا المعهد يكاد يكون من مراكز الأبحاث القليلة فى الولايات المتحدة التى اتخذت موقفا متفهما لما جرى فى مصر عقب تدخل الجيش فى 3 يوليو، وهو يعتمد فى جانب من تمويله على دولة الإمارات، وسبق أن دُعيت فى مؤتمره السنوى فى 2014 للحديث عن المسار السياسى فى مصر، وجرى فبركة ما قلته، وطُرح كذبا أنى قلت إن ما جرى فى 3 يوليو انقلاب، رغم أن هذا المؤتمر حضره 600 شخص وجرى تسجيله كاملا، وكان ما قلته هو عكس ما ردده من احترفوا الكذب والبلطجة وتجهيل الناس.
وقد ضم الوفد الأمريكى 4 سفراء سابقين وباحثا سياسيا مخضرما، هو بول سالم (لبنانى أمريكى)، وكان ذلك فى إطار ندوة عن العلاقات المصرية- الأمريكية التى نظمتها الجامعة الأمريكية، وتحديدا المركز الذى يديره وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمى، على مدار يومين، وتطرقت لكل جوانب هذه العلاقة ومشاكلها ومستقبلها فى ظل الإدارة الجديدة.
وأجرى الوزير فهمى حفل عشاء ختامياً لأعمال الندوة، تحدث فيه عمرو موسى عن العلاقات العربية- الأمريكية، وتطرق للجانب المنسى فى حوارات الكثيرين من الجانب الأمريكى، وهى القضية الفلسطينية، وحذر الرجل بشدة من مغبة نقل السفارة الأمريكية للقدس، وتعامل بدبلوماسية معهودة مع ظاهرة ترامب، وقال: دعونا ننتظر المائة يوم التى يعطيها الأمريكيون لرئيسهم، ولكنى علقت بأن الأمريكيين (أو على الأقل تيار فاعل منهم) أعلنوا رفضهم سياساته من أول يوم بتظاهرات غير مسبوقة.
الحديث عن ترامب أخذ جانبا كبيرا من حوارات الوفد الأمريكى فى القاهرة ومن أعمال الندوة (نقلاً عن بعض الأصدقاء، لأنى حضرت اللقاء الختامى وكلمة عمرو موسى فقط)، بل إن جانباً من الأسئلة التى وُجهت لهم كانت حول القضايا التى يرون أن على مصر أن تطرحها على ترامب أثناء زيارة الرئيس السيسى المتوقعة لأمريكا فى نهاية شهر مارس المقبل.
الشىء المثير هو وصف صديق مصرى إحدى جلسات الندوة بأنها كانت شكوى أمريكية من ممارسات ترامب، وهو موقف غير معتاد فى أى حوار عربى- أمريكى بشكل عام، ومصرى- أمريكى بشكل خاص، فعادة ما يحاول الأمريكيون أن يضعوك فى موقف المدافع، فيتحدثوا عن مشاكل بلدك وكأنهم بلا مشاكل، صحيح أن هناك فارقا هائلا بين مشاكل البلدين، إلا أن هذه هى المرة الأولى التى أقابل فيها أمريكيين فى ندوة وأجدهم ينتقدون بهذه الحدة أداء رئيسهم، كما أن اجتماعنا معهم فى مركز الأهرام للدراسات تضمن بأجندة النقاش نقطة عن الوضع فى أمريكا، وهو ما أرضانى شخصيا وسعدت بأن يكونوا فى وضع دفاعى.
لقد أصبحت أمريكا أيضا أمام تحديات كثيرة، ربما يكون من المفيد إلقاء الضوء عليها غداً فى أول لقاء مباشر بين خبراء أمريكيين ومصريين بعد أن أصبح ترامب رئيساً.
أرسل تعليقك