آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الإنذار

اليمن اليوم-

الإنذار

بقلم : عمرو الشوبكي

مظاهرات الجمعة الماضى ليست مجرد احتجاج غاضب على التنازل الرسمى لجزيرتى تيران وصنافير، إنما هى أساسا الإنذار الأول فى وجه النظام السياسى الذى اختزل أنشطته فى مشاريع «اللقطة الاقتصادية» ولم يقدم أى رؤية حقيقية للتنمية الاقتصادية والسياسية.

والمؤكد أن حل مشكلة الشباب لن تكون بتواصل الرئاسة مع بعض شباب الإعلاميين، ولا بضم بضع مئات ولا حتى آلاف لبرنامج رئاسى فقير فى الفكر وفى الرؤية ولا علاقة له بهموم الشباب الحقيقية، وصارت اللقاءات المعلبة بديلا عن أى حوار مجتمعى وسياسى حقيقى مع المختلفين قبل المؤيدين.

إن صرخة قطاع من شباب مصر، يوم الجمعة الماضى، ضد ما اعتبره تفريطا فى أرض مصرية عكس فى الحقيقة مشاعر وطنية صادقة، فرغم غسيل الدماغ الذى شهدته مصر على مدار عامين واتهام الأجهزة الأمنية وأذرعتها الإعلامية لكثير من الشباب والمعارضين بالعمالة والخيانة حتى فوجئ الجميع فى مشهد كاشف أن من اتهموا بالخيانة هم الذين انتفضوا دفاعا عن مصرية الجزيرتين، فى حين أن متهميهم من تجار الوطنية هم الذين تباروا لإثبات عدم مصريتهما، وأعلنوا استعدادهم للذهاب لمحكمة العدل الدولية لإثبات سعودية الجزيرتين.

إن خروج آلاف فى جمعة الأرض دلالاته ليس فى كبر العدد ولا نقصه، إنما فى ضعف أداء النظام السياسى والمهنى، فالنظم القوية الراسخة لا تخشى من أصوات احتجاجية أو رافضة، لأنها تمتلك قنوات سياسية شرعية تستوعب الغالبية العظمى من القوى السياسية والتيارات الشبابية المختلفة داخل مسار سياسى قانونى وشرعى، فى حين أن ما جرى فى مصر على مدار عامين كان هو العكس تماما، فقد تم ترسيخ نظام إقصائى بامتياز بدءاً بوضع قانون انتخابات للبرلمان لا يعبر عن التنوع السياسى داخل المجتمع المصرى (راجع مقالنا فى 2015 تحت عنوان قانون الانتخابات الأسوأ)، وانتهاء بإدارة البلاد دون رؤية ولا تصور إصلاحى ولا مستشارين سياسيين والاكتفاء بتقارير الأجهزة الأمنية وقبضتها.

وقد كرر الرئيس فى خطاباته (رغم مرور عامين على حكمه) نفس الأخطاء السابقة شكلا ومضمونا، خاصما فى كل مرة جزءا من رصيده الشعبى، تاركا جزءا كبيرا من أنصاره للكلام الفارغ والمفردات المغيبة حتى شهدنا فى وقفة احتجاجية بالإسكندرية لعشرات المؤيدين للرئيس وهم يضعون صورة قرون الفلفل والشطة وكتبوا تحتها «السيسى عمهم حارق دمهم»، معبرين عن دعمهم للرئيس بهذه الطريقة بعد أن تركوا بلا حزب ولا رؤية ولا حتى إنجاز مقنع على الأرض.

مشهد الجمعة دلالاته أخطر وأهم بكثير مما يتصور المطبلون والأجهزة الأمنية، لأن الصوت الاحتجاجى هذه المرة لديه ظهير شعبى مؤثر يرى مصرية الجزيرتين، ويعتبر أن حكامه فرطوا فيهما.

صحيح أن هناك من استثمر قضية الجزيرتين لكى يسجل نقاطا فى مواجهة النظام، وهناك من وجدها فرصة لتصفية حساباته معه، فالأولى مشروعة فى عالم السياسة والنظم الديمقراطية حين تستثمر أحزاب المعارضة أخطاء الحزب الحاكم لا أن تختلقها، على عكس منطق تصفية الحسابات فى النظم غير الديمقراطية، الذى هدفه إقصاء الآخر وشطبه لا تداول السلطة معه.

وصحيح أيضا هناك بعض الشعارات التى رفعت يوم الجمعة الماضى لايزال لا يؤيدها أغلب الشعب المصرى، مثل هتافات إسقاط النظام، أو الشتائم والسباب، ويبقى السؤال المطروح: هل سنجد من يستوعب إنذار الجمعة ويسعى لاحتواء آثاره وفهم رسالته ومراجعة الأخطاء الهيكلية فى أداء النظام، أم سنستمر فى نفس مسلسل القمع والإقصاء حتى نصل إلى نهاية محتومة لا يتمناها الكثيرون؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنذار الإنذار



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen