آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كشف حساب

اليمن اليوم-

كشف حساب

بقلم : عمرو الشوبكي

من الواضح أن غالبية الناس لم تنزل إلى الشوارع فى 25 إبريل، سواء كانت مؤيدة أو معارضة، والمقصود بأغلبية الناس الكتلة الشعبية التى تعودت على النزول إلى الشوارع منذ ثورة 25 يناير، ودون أن تعتبر أن عملها الوحيد فى الحياة هو التظاهر.

يقيناً هناك تيار واسع من المواطنين العاديين نزل فى 25 يناير و30 يونيو وفى تفويض السيسى، وهناك ما يقرب من 80% من الكتلة التصويتية للمصريين انتخبوا الرئيس فى 2014، وأن الجزء الأكبر من هؤلاء انسحب من المشهد السياسى إما معارضا «فيسبوكيا» أو مؤيدا «من منازلهم»، أما المعارضون والمؤيدون على أرض الواقع، فهؤلاء تزايدوا فى الحالة الأولى بعد الإدارة المخزية لملف تيران وصنافير، يقابلهم مؤيدون كثيرون، بعضهم من ربات البيوت الذين لا يبارحون منازلهم قط، وبعضهم (وهم قلة قليلة) شاهدناهم يرفعون أعلام السعودية ويعلنون بكل أريحية أنهم على استعداد للتنازل، ليس فقط عن الجزيرتين، إنما عن الهرم وأبو الهول «وأم الهول».

والمؤكد أن المعارضة المدنية حصلت على نقطة مؤكدة فى معركتها مع السلطة الحالية، ليس بسبب جهد استثنائى قامت به، إنما بسبب خطأ تاريخى ارتكبه الحكم بالطريقة التى أعلنت وأدارت بها ملف الجزيرتين.

ويصبح السؤال المطروح ليس فى إسقاط النظام ولا فى رفع شعارات مثل شعار «يسقط حكم العسكر» تؤدى بك تلقائيا إلى حشر نفسك فى زاوية ضيقة وحصولك على تعاطف 1% من الشعب، فى حين أنه لو ركز المحتجون والجماعات الشبابية فى مطالبهم السياسية على موضوع الجزيرتين أو الإصلاح السياسى والعفو الرئاسى، وعارضوا الحكومة والرئيس لا دعوا لإسقاط النظام من أجل كسب نقاط جديدة تدفع البلاد (بما فيها النظام نفسه) إلى التغيير والإصلاح.

يقينا هتافات المتظاهرين ليست برنامجا سياسيا، ولا يجب اتخاذها منطلقا للحكم على توجهات الحراك الشعبى الذى حدث فى البلاد منذ بدايات هذا الشهر، إلا أنه من المؤكد أن هناك تيارا دائما فى أوساط المعارضة المصرية يمتلك قدرات استثنائية فى استبعاد الجميع إلا شلته ويحمل آراء إقصائية لكل التيارات إلا مجموعته، ويعتبر أنه بذلك أصبح نموذجا للنقاء الثورى، متناسيا أنه يفعل مثل كثير من الرموز المؤيدة للنظام ممن احتكروا الوطنية باسم الدفاع عن النظام (احتكار الدين والثورية وغيرهما)، حتى فقدوا كل يوم جزءا من ظهيرهم الشعبى.

لا أحد يقول إن مظاهرات الشارع غير مهمة، لأنها كانت طرفا حاسما فى إسقاط مبارك عقب الـ18 يوما من عمر ثورة 25 يناير، ولكن الأخطر دائما هو حسابات «ما بعد الشارع» وما بعد سقوط أو تنحية أى نظام، فالشارع لعب دورا رئيسيا فى إسقاط مبارك، ولكن يقينا أيضا أن نتيجة الفراغ الذى ترتب على سقوط مبارك وحل الحزب الحاكم هو بقاء الجيش والإخوان المسلمين كقوى منظمة أعادت ترتيب المشهد، وربما لو قبلت التيارات الثورية بنظرية إصلاح النظام (بتنحى مبارك فورا أو فى شهر سبتمبر) وتقديم بديل إصلاحى من داخله، ليمثل الجسر الذى عرفته مجتمعات كثيرة (كما طالبنا وقتها) بين النظامين القديم والجديد، لكنا ربما فى وضع أفضل مما نحن فيه الآن.

لا يجب العمل بأى شكل على إسقاط النظام (وربما أى نظام فى الوقت الحالى) إنما إصلاحه وتغييره بوسائل سلمية، وعلى التيارات الرافضة للحكم الحالى أن تقدم بدائل سياسية وخطابا إصلاحيا قادرا على احترام التنوع والخلاف الموجود داخل المجتمع لا المساعدة فى إدخال البلاد فى فوضى، حتى لو اعتبرت أن الحكم هو المسؤول الرئيسى عنها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف حساب كشف حساب



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen