آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ليس كله تمامًا

اليمن اليوم-

ليس كله تمامًا

بقلم : عمرو الشوبكي

نظرية «كله تمام افندم» تحتاج إلى مراجعة جذرية، والأوضاع فى سيناء باتت تحتاج إلى قراءة جديدة، بعد أن أصبح سقوط الشهداء كل يوم أمراً صعباً ينغص على كل مصرى حياته، حتى تجاوز عددهم فى 20 يوماً من شهر مارس 30 شهيداً.

هل سنتذكر الـ15 شهيداً ضحايا كمين الصفا فى العريش أمس الأول.. أم سنتذكر صورة الشهيد البطل الرائد شريف محمد عمر وغيرهم الكثير؟.. أم يجب أن نفكر ليس فقط فى الثأر لهم، إنما أيضا فى مواجهة الواقع الصعب الذى أفرز الإرهاب فى سيناء وحولها لظاهرة خطرة وليس مجرد حالات فردية، ونراجع التقصير الذى لم يعد أغلبه أمنياً إنما بالأساس سياسى؟.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست أساساً مع العصابات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة والمدنيين، إنما مع البيئة الحاضنة له التى جعلت انتشاره واقعا حقيقيا، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو اجتماعية أو علاقة ثأرية مع الدولة ومؤسساتها الأمنية، أو رواية سياسية تقف فى مواجهة إرادة غالبية الشعب فى 30 يونيو، أو نتيجة انحراف دينى أو عقائدى تروج له الجماعات الإرهابية مثل «داعش» وغيره.

حين ينتقل الإرهاب من تنظيم مسلح إلى حالة مجتمعية، مثل ما جرى فى العراق وسوريا، فإن المواجهة الحقيقية لابد أن تكون فى تغيير الواقع السياسى، حتى يتم تعديل هذه الحالة المجتمعية التى دعمت أو تواطأت أو أغمضت عينها عن العناصر الإرهابية.

ففى العراق، تراجع «داعش» حين غيرت الحكومة الجديدة جزئياً من توجهاتها الطائفية، وسيعود «داعش» مرة أخرى إلى المناطق السنية، إذا استمر الحشد الشعبى (التنظيم الشيعى المتطرف الذى ترعاه الدولة) فى ارتكاب جرائمه ضد السنة، وفى سوريا سيطر «داعش» على مساحات من البلاد ووجد بيئة حاضنة، لأن هناك نظاما طائفيا استبداديا لا يتغير، وهناك أيضا إرهاب التنظيمات ذات الرسالة العقائدية والسياسية، مثل حزب العمال الكردى فى تركيا، فجيش تركيا القوى يحارب هذا الحزب ويعتبره منظمة إرهابية منذ أن وعى الناس على «الجمهورية التركية» ولم يهزمه بالضربة القاضية، وظل تقدمه وتراجعه متوقفا على علاقة تركيا بالأكراد.

المؤكد هناك دائما أسباب للإرهاب، ولا يكفى للقضاء عليه أن نقول الإرهاب مجرم وقاتل على طريقة «تعريف الماء بالماء» كما نفعل الآن، فنحن لدينا مشكلة سياسية واجتماعية فى سيناء وأسئلة لا نرغب فى طرحها من نوع: هل تغيرت مشاعر جزء من أهالى سيناء تجاه الدولة المصرية لأسباب كثيرة بعضها قد يكون الضرر الاقتصادى بعد إغلاق معظم الأنفاق، أو نتيجة مسلسل الانتهاكات المستمر منذ اعتداء طابا وحتى الآن؟ أو نتيجة تلك النظرة التى صارت تأخذ الصالح بالطالح من أهلنا فى سيناء واتهامهم بالخيانة، ونسينا فجأة أن هؤلاء كانوا خير مدافعين عن الوطن أثناء الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، وكانوا أعين الجيش ورجال المخابرات فى مواجهة الاحتلال؟.. وهل الاستهداف المتكرر للمتعاونين مع الدولة من أهالى سيناء (الصورة البشعة لذبح أب وابنه فى قلب العريش مؤخراً وغيرها بالمئات) جعلهم يخشون الكلام؟ وكثيرا ما قال لى عدد من أهالى سيناء إنهم يكرهون الإرهابيين ولكنهم ضحايا جرائمهم، فهم يطلقون الصواريخ من البيوت على القوات الأمنية وحين ترد الأخيرة يكون الضحايا من سكان هذه البيوت.

تحدى سيناء هو فى استعادة أهالى سيناء مرة أخرى إلى حضن الوطن والدولة بخطط تنموية وقبلها بتواصل مجتمعى وسياسى يحل مشاكلهم الكثيرة، وأن تضع خططنا الأمنية فى مواجهة الإرهاب أهل سيناء نصب أعينها حتى نقول إننا انتصرنا على الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كله تمامًا ليس كله تمامًا



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen