آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل تغلق إيران مضيق هرمز؟

اليمن اليوم-

هل تغلق إيران مضيق هرمز

بقلم : مكرم محمد أحمد

على كثرة التهديدات التى أطلقتها طهران على امتداد أربعة عقود منذ الثورة الإسلامية عام 1979 بإغلاق مضيق هرمز، ووقف تدفق بترول الخليج إلى الدول الصناعية كلما حدثت أزمة فى علاقاتها مع الغرب، لم تفعلها طهران مرة واحدة حتى خلال حربها مع العراق التى استمرت ثمانية أعوام، وهذا الأسبوع ألمح الرئيس حسن روحانى إلى قدرة بلاده على منع تصدير النفط من الدول المجاورة إذا ما استجابت لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء النفط الإيرانى، وسرعان ما جاء الرد الأمريكى على لسان القيادة المركزية الأمريكية مؤكداً قدرة الولايات المتحدة وشركائها على توفير الأمن للمنطقة وضمان تدفق النفط، لكن طهران سرعان ما تراجعت لتعلن على لسان رئيس لجنة الأمن القومى فى البرلمان الإيرانى أن الرئيس حسن روحانى لم يقصد بكلامه إطلاق التهديدات والعودة عنها ثم إطلاقها من جديد!.

 وما من شك أنه يدخل فى قدرة إيران إغلاق مضيق هرمز الذى يمر فيه 30% من النفط العالمى، والتسبب فى أزمة طاقة عالمية نتيجة حرمان السوق العالمية من 17 مليون برميل يومياً تمثل نفط إيران وقطر والإمارات والسعودية والعراق، فضلاً عن ضرب مصالح المستوردين الذين يمثلون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والصين والهند واليابان وكوريا وسنغافورة، خاصة أن 80% من النفط المصدر عبر المضيق يذهب إلى الشرق وصولاً إلى الصين، أقرب الشركاء إلى إيران، ومع ذلك تحفظت على تهديدات طهران بغلق مضيق هرمز، وطالبت إيران بأن تكون جارة صالحة تتعايش سلمياً مع العالم، لأن إغلاق المضيق ـ كما قالت الخارجية الصينية ـ يعتبر إعلان حرب على جميع الدول التى تستورد النفط من الخليج، بل على العالم أجمع لا تقدر طهران على القيام به!، فضلاً عن أن أسعار النفط ستصل إلى مستويات خيالية وربما تتجاوز 400 دولار للبرميل. 

وقد هدد ثلاثة رؤساء إيرانيين، هاشمى رافسنجانى وأحمدى نجادى وحسن روحانى بعدم مرور قطرة واحدة من بترول الخليج عبر مضيق هرمز لكن أيا منهم لم ينفذ تهديداته، رغم أن إغلاق مضيق هرمز لا يحتاج إلى أكثر من إغراق ناقلة فى مجراه الملاحى، لكن يبدو أن جنون العظمة الفارسية يتلبس بعض قادة إيران على الرغم من معرفتهم الوثيقة بأن إغلاق مضيق هرمز يعطى الولايات المتحدة ذريعة لضرب إيران ضربة قاصمة خاصة أن بعض الأصوات الأمريكية تطالب بشن حملة عسكرية ضد طهران لتغيير نظام الحكم، ويعتقدون أن هذه الظروف هى الأكثر ملاءمة، لأن نظام الملالى يفقد شعبيته على نحو مستمر، ولأن استياء الشعب الإيرانى بلغ ذروته إلى حد دفع الرئيس الأسبق محمد خاتمى رئيس تيار الإصلاحيين إلى مطالبة كل القوى السياسية فى إيران بالتكاتف من أجل إحداث التغيير المنشود والعودة إلى الديمقراطية لأن الفساد يسود إيران مثل الطوفان، ولأن البلاد عادت مائة عام إلى الوراء!، وربما تمتلك إيران ترسانة صاروخية هائلة تُمكنها من استهداف دول الخليج إضافة إلى قدرتها على إشعال حروب عديدة بالوكالة، لكن طهران تعرف أن الرد الأمريكى يمكن أن يكون وبالا وأنها فقدت معظم حلفائها، وأن القادم صعب ومرير، خاصة أن معظم الشركات الأجنبية سوف تنسحب من إيران تحت ضغوط الأمريكيين، حيث إنسحبت مجموعة سى إم إيه سى الفرنسية للحاويات، الثالثة فى العالم للشحن البحرى من السوق الإيرانية، كما أعلن مجلس إدارة توتال الفرنسية الانسحاب من تنمية حقل فارس الجنوبى لذات الأسباب، كما أعلنت شركة الطيران الملكية الهولندية وقف رحلاتها إلى إيران لأسباب مالية، بما يعنى أن خطط الأمريكيين لوقف تصدير النفط الإيرانى وحرمان طهران من عائدات نفطها يمكن أن تنجح، وأن إغلاق السوق المالية العالمية فى وجه طهران هدف ممكن، وأن الدول التى تعتمد أساساً على البترول الإيرانى مثل الهند والصين سوف تمتثل لضغوط الأمريكيين للبقاء جزءاً من المالية العالمية، ووفقاً لتوقعات العديد من الخبراء فإن صادرات النفط الإيرانى يمكن أن تنخفض إلى أكثر من النصف خلال هذه الأزمة، كما سلطت هيئة الرقابة الفيدرالية الأوروبية أخيراً الضوء على محاولة إيران سحب 300 مليون يورو من بنوك ألمانيا لنقلها عبر الطائرات إلى إيران لوقف هذه المحاولة، بما يؤكد قسوة العقوبات المالية وتأثيرها المتزايد على طهران خلال الشهور الثلاثة القادمة.

المصدر :جريدة الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تغلق إيران مضيق هرمز هل تغلق إيران مضيق هرمز



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen