بقلم/مكرم محمد أحمد
مع بداية الأسبوع المقبل تبدأ المرحلة الثانية من التعداد السكانى العام الذى يجرى فى مصر بأنتظام مرة كل عشر سنوات منذ عام 1882، ويشكل المصدر الأول لقاعدة بيانات شاملة وأساسية تكشف خصائص سكان مصر الاجتماعية والاقتصادية، وتحدد معايير اساسية تقيس كل عناصر قوة المجتمع المصرى وضعفه، ابتداء من نسب الفقر التى تصاعدت خلال العقدين الأخيرين الى حدود بلغت 27%،الى نسب التضخم وارتفاع الأسعار التى جاوزت لاول مرة 30% فى قياس دقيق يلتزم معايير الإحصاء العالمية،تعتمد أرقامه كل المؤسسات المالية الدولية ابتداء من صندوق النقد إلى البنك الدولى إلى كل مؤسسات الاحصاء العالمية لالتزامها معايير الدقة العلمية التى تحدد هامش الخطأ فى حدود أقل من 1%،فضلا عن مهنيتها العالية حيث يلتزم الجهاز المركزى للتبعئة والاحصاء بنشر كل إحصاءاته دون رقابة او استئذان وبصورة دورية عززت مصداقية مصر فى عالم الاحصاء، وجعلت من جهازها واحدا من اهم المؤسسات العلمية التى تتمتع بمصداقية عالية، لان الجهاز يطور قدراته وافراده ويحدث أدواته واساليبه على نحو مستمر مكنه من أن ينجز لأول مرة فى تاريخ مصر تعدادا الكترونيا عاما للسكان وفق أرقى أساليب الإحصاء والمتابعة والمراجعة والرقابة الإلكترونية.
وتتابع غرفة العلميات داخل الجهاز على مدى الساعة أكثرمن 45 ألف باحث ومعاون يحملون حاسباتهم الالكترونية الخفيفة (تابلت) يخوضون شوارع وحوارى وأزقة المدن والقرى المصرية لجمع البيانات من 16مليون موقع ومبنى وعمارة، تضم أكثر من 45مليون وحدة سكنية يعيش فيها21مليون أسرة هم حجم سكان مصر،فى اطار خريطة جغرافية تعطى لكل موقع فى مصر يصل حجم مساحته إلى متر مربع رقما قوميا يماثل فى دقته الرقم القومى الذى يحمله كل مواطن مصري.
وكما ازدادت عملية التعداد دقة باعتبارها المصدر الاول لقاعدة البيانات الاساسية التى يتم فى إطارها رسم صورة المستقبل، ارتفع وعى المصريين باهمية عملية التعداد بعد ان تبددت هواجس قديمة كانت تدفع غالبية المواطنين الى حجب المعلومات الصحيحة المتعلقة باوضاعهم الديموجرافية والاقتصادية والاجتماعية..تحية إلى اللواء ابوبكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء وفريقه العلمى الذى جعل من جهاز الاحصاء مؤسسة علمية عالمية يعترف الجميع بمصداقيتها،تنتج تقارير دورية فى جميع المجالات، تعطى وصفا كاملا لتضاريس مصر السكانية والاجتماعية يمكن صاحب القرار من رؤية ابعاد مشكلات وطنه ويعطى للمخططين فرصة ابتكار الحلول الصحيحة.
أرسل تعليقك