بقلم/مكرم محمد أحمد
بانتهاء زيارة الرئيس السيسى لواشنطن تبدأ زيارة العاهل الاردنى الملك عبدالله للبيت الابيض ولقاؤه الرئيس ترامب فى الرابع من ابريل باعتباره رئيس القمة العربية، تليها زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس..،وحسنا ان توافق القادة الثلاثة فى قمة عمان على ان السلام هوخيارالعرب الاستراتيجى وفق المبادرة العربية التى تضمن للفلسطينيين دولة مستقلة على حدود67عاصمتها القدس الشرقية كما تضمن لاسرائيل علاقات سلام طبيعية مع جميع الدول العربية.
والواضح منذ لقاء الرئيس الامريكى ترامب مع رئيس وزراء اسرائيل نيتانياهو ان الطرفين أمريكا واسرائيل منشغلان بمباحثات ثنائية هدفها التوافق على سياسة إسرائيلية جديدة للاستيطان، تضع فى اعتبارها مطلب الرئيس ترامب باهمية التوقف عن بناء مستوطنات جديدة لاتاحة الفرصة امام استئناف جهود التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين بما يؤدى الى قيام دولة فلسطينية مستقلة بعد ان اكدت إدارة الرئيس ترامب أخيرا تفضيلها حل الدولتين باعتباره الحل الممكن والمتاح.
لكن حكومة اسرائيل قطعت الطريق على كل هذه الجهود بإعلانها يوم الخميس الماضى انها قررت بناء مستوطنة جديدة فى عمق الضفة الغربية لتعويض 45أسرة كانت تسكن مستوطنة امونا التى أقيمت على اراض تملكها اسر فلسطينية، وأصدرت المحكمة العليا فى إسرائيل حكما باتا بإزالتها..، ولتبرير صدور هذا القرار اعلنت إسرائيل ان نيتانياهو التزم ببناء هذه المستوطنة قبل ان يصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة ولم يكن امامه سوى تنفيذ وعوده لمستوطنى امونا، وكما فاجأت إسرائيل العالم بقرار بناء المستوطنة الجديدة وسط هذه الظروف الشائكة ورغم قرارات القمة العربية فى عمان، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى ان إسرائيل سوف تستمر فى توسعة المستوطنات القائمة بالفعل فى اطار خطة تستهدف بناء الاف المساكن داخل المستوطنات كى تستوعب زيادات السكان!، بما يؤكد اصرار نيتانياهو على وضع الرئيس الامريكى ترامب امام الامر الواقع وترسيخ حق إسرائيل فى توسيع الاستيطان!.
وكما أكد لى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فى الاردن، فان العرب والفلسطنيين ليسوا على استعداد لقبول اى ذرائع تبرر توسيع جهود الاستيطان بما فى ذلك توسيع المستوطنات القائمة بالفعل، وان اسرئيل وليس الفلسطينيون او العرب هم الذين وضعوا الرئيس ترامب فى هذا المأزق بهدف افشال جهوده فى التسوية السلمية قبل ان تبدأ!..، فهل يبتلع ترامب مفاجاة نيتانياهو كما ابتلع اوباما من قبل اهاناته المتكررة، ام يكون له موقف آخر يرد الاعتبار لمنصب رئيس الولايات المتحدة؟!.
أرسل تعليقك