آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس؟

اليمن اليوم-

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس

بقلم :مكرم محمد أحمد

فى محاولة لاستيعاب موجة الغضب والانتقاد الحاد لسوء أداء الرئيس الأمريكى ترامب فى قمة هلسنكى، خاصة بعد أن تنامى اعتقاد ملايين الأمريكيين بأن الروس يملكون ما يمكن أن يساعدهم على ابتزاز الرئيس الأمريكى وإظهاره على هذا النحو الضعيف، قال الرئيس الأمريكى ترامب عقب عودته إلى واشنطن، أنه لم يهدر تقارير أجهزة الأمن والمعلومات الأمريكية، وأنه قبل النتائج التى خلصت إليها هذه التقارير من أن الروس حاولوا بالفعل التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وقال ترامب وهو يقرأ على الصحفيين من ورقة مكتوبة، إنه لم يكن هناك أى تنسيق مشترك بين حملته الانتخابية والروس، وأنه ربما يكون قد أخطأ فى اختيار بعض الكلمات خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس بوتين، وردا على سؤال جديد، أيهما تصدق، إنكار الرئيس الروسى بوتين أنه تدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أم تقارير المخابرات الأمريكية التى تؤكد تدخل الروس؟، رد الرئيس ترامب بأنه يُصدق الجانبين!، وقال إن لقاءه مع الرئيس الروسى جرى بصورة أفضل من لقائه مع قادة حلف الأطلنطى فى بروكسل، وإن كان لقاء بروكسل أسفر عن نتائج عظيمة زادت من موازنة الحلف وزادت من موازنات دفاع أنصافه.

لكن الرئيس ترامب وجه اللوم الشديد إلى الصحافة لأنها لم تلتزم الحيدة المهنية فى تغطية المؤتمر الصحفى المشترك الذى استمر 46 دقيقة، وأثار عاصفة حادة من الانتقادات بين أعضاء حزبه الجمهورى لم تهدأ بعد، كما أثار شكوك الديمقراطيين فى أن يكون الرئيس الأمريكى خضع لعملية ابتزاز روسى أظهرته على هذه الدرجة من الضعف، وأمس أعلن السيناتور الجمهورى ميتش ماكنويل رئيس الأغلبية فى مجلس الشيوخ تصحيحاً لمواقف الرئيس ترامب، أن الولايات المتحدة تقف مع أصدقائها فى حلف الناتو وتحذر الروس من محاولات التدخل فى الشأن الأمريكى مرة أخرى كما فعلوا مرات عديدة سابقة خلال السنوات القليلة الماضية، منذ عدوانهم على أوكرانيا وضمهم شبه جزيرة القرم، وحضت وسائل الاتصال الجماعى بكثافة الرئيس الأمريكى ترامب على ضرورة أن يشرح للرأى العام الأمريكى، لماذا صف الرئيس الأمريكى إلى جوار الرئيس الروسى بوتين بدلا من أن يصف إلى جوار أجهزة أمنه ومعلوماته، لكن الديمقراطيين فى الكونجرس ركزوا على المباحثات السرية التى جرت بين الرئيسين ترامب وبوتين على امتداد ساعتين لم يشهدها سوى المترجمين، مطالبين بضرورة الكشف عن تفاصيل هاتين الساعتين.

وأعلنت نانسى بلوسى زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب، أن لقاء هلسنكى يكشف بوضوح قاطع ضعف الرئيس الأمريكى فى مواجهة الرئيس الروسى بوتين، الذى يؤكد أن هناك شيئا ما، ماليا أو سياسيا، جعل الرئيس الأمريكى ضعيفاً أمام الروسى ومكّنهم من السيطرة الكاملة على ترامب، وربما يكون أخطر ردود الأفعال الأمريكية هو الانتشار الواسع لما يعتقده ملايين الأمريكيين من أن الرئيس الأمريكى تعرض لابتزاز خطير من جانب الروس ألزم الرئيس الأمريكى الخضوع لمطالب بوتين، وأن موسكو تمتلك معلومات وأدلة خطيرة تخص الرئيس ترامب جعلته خانعا إلى هذا الحد، وبسبب ذيوع هذا الاعتقاد وسط ملايين الأمريكيين زادت المطالبات بضرورة الكشف عما حدث خلال الساعتين اللتين جرت خلالهما المباحثات بين الرئيسين رأسا برأس دون حضور أى من أعضاء الوفدين، لكن أكبر أخطاء الرئيس ترامب أنه تجاهل طلب مصلحة العدالة الأمريكية ضرورة محاكمة 12 ضابط مخابرات روساا ضمن أعضاء السفارة الروسية فى موسكو لأنهم تجسسوا على البريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى!

ومن بين ردود الأفعال الأمريكية الخطيرة أن عددا مؤثرا من أعضاء الحزب الجمهورى باعدوا بين مواقفهم والرئيس الأمريكى ترامب، ونافسوا الديمقراطيين فى الترويج لقصة الابتزاز الروسى، وأن موسكو تملك أدلة دامغة ألزمت الرئيس الأمريكى الصمت، وجعلته يتجاهل طلب مصلحة العدالة بضرورة محاكمة الجواسيس الروس الذين تنصتوا على البريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى، وعندما سأل الصحفيون الأمريكيون أمس الرئيس ترامب فيما قاله رئيس المخابرات المركزية السابق على عهد الرئيس أوباما من أن ترامب خان بلاده، رد ترامب بأن برنانون رئيس المخابرات السابق شخص بالغ السوء وقد حدثت أخطاء كبيرة فى فترة قيادته للمخابرات المركزية، والواضح أن الديمقراطيين لن يقبلوا شيئا أقل من إدانة الرئيس الأمريكى وأن يمثل وزير خارجيته أمام لجان الاستماع فى الكونجرس، خاصة مع وجود شكوك قوية بأن الرئيس الأمريكى يخضع لابتزاز موسكو لأسباب مالية وسياسية لم يكشف عنها الستار بعد.

المصدر :جريدة الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يخضع ترامب لابتزاز الروس هل يخضع ترامب لابتزاز الروس



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen