بقلم/مكرم محمد أحمد
يبدو من ملامح الخطة العسكرية لتحرير مدينة الرقة السورية (عاصمة داعش) التى اعلنها البنتاجون الامريكى ان المعركة سوف تبدأ فى غضون اسابيع قليلة قادمة، ليتواكب توقيتها مع تمام عملية تحرير مدينة الموصل الغربية التى نجحت القوات العراقية فى تطويق معظم احيائها والسيطرة على اهم الجسور التى تربط ضفتى نهر الفرات الذى يقسم المدينة. والواضح من خطة تحرير الرقة التى اعتمدها الرئيس ترامب قبل عدة ايام ان الخطة تقوم على توسيع نطاق المشاركة الامريكية فى عملية الرقة بزيادة كفاءة وأعداد قوة المستشارين الامريكيين الموجودين على الارض السورية فى مدينة منبج على مسافة 80 ميلا من خطوط التماس مع الرقة بما يمكن هذه القوة من تكثيف استخدام المقاتلات وطائرات الهلوكوبتر من طراز اباتشى فى عملياتها الهجومية إضافة إلى المدفعية البعيدة المدى المرابطة فى منطقة تل عفر.
لكن جوهر خطة البنتاجون يتمثل فى زيادة حجم الامدادات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية التى تتشكل اساسا من المقاتلين الاكراد وبعض العشائر العربية ويزيد عدد مقاتليها على 20الفا، يجرى امدادهم لاول مرة بالمصفحات ومدافع الطيران لتصبح قوة القتال الاساسية على الارض خاصة ان المقاتلين الاكراد حاربوا داعش بكفاءة عالية فى معارك كوبانى وتل ابيض والحسكة ويعتقد الامريكيون انهم الاكثر قدرة على هزيمة داعش.
ويهدف الامريكيون من وراء اشراك الاكراد فى عملية تحرير الرقة إلى غلق الباب امام فرص اشتراك القوات التركية فى عملية التحرير، الامر الذى اثار غضب الرئيس التركى رجب طيب اردوغان إلى حد التهديد بتحريك قواته المتحالفة مع بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة نحو الرقة، لكن يبدو ان الامريكيين لايأخذون تهديدات اردوغان على محمل الجد ويعتبرونها جزءا من حملته الدعائية لتعزيز موقفه الداخلى فى ظل أجواء الاستفتاء على دستوره الجديد يوم 16إبريل القادم، ويدخل ضمن خطط الامريكيين تعزيز وجودهم العسكرى فى مدينة منبج لمنع اى صراع عسكرى محتمل بين القوات الكردية الموجودة على مسافة 6أميال من الرقة والقوات التركية، لكن يبدو انهم يعتمدون كثيرا على قدرة موسكو على كبح جماح اردوغان.
وأكثر ما يخشاه الاتراك ان يعزز قيام القوات الكردية بالدور الرئيسى فى معركة تحرير الرقة مطالب الاكراد بضرورة اقامة منطقة حكم ذاتى شمال سوريا عاصمتها مدينة كوباني، تشكل نقطة جذب لأكراد تركيا الذين يشكلون أكبر التجمعات الكردية فى الدول الثلاث تركيا والعراق وسوريا.
أرسل تعليقك