ما هي حقيقة الخلاف بين الازهر ومؤسسة الرئاسة؟، ومن الذي يريد ان يعكر صفو العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والإمام الاكبر الشيخ أحمد الطيب؟، وما مصلحته في إحداث هذه الوقيعة؟، ولماذا صنعت بعض الصحف وأجهزة الإعلام من الحبة قبة؟،وهل هناك ثمة علاقة بين الحملة التي يقودها بعض المثقفين، يتهمون مؤسسة الازهر وشيخها الجليل بالجمود ورفض التطور وعدم الاستجابة لدعوات الرئيس المتكررة بضرورة تجديد الخطاب الديني؟،وهل يجوز لاي مشتغل بالنقد والتحليل أن يستنطق بيان هيئة كبار العلماء في قضية التطليق الشفوي بما ليس فيه،ليفتي بأن البيان في جوهره يشكل هجوماعلي مؤسسة الرئاسة ويحملها مسئولية تزايد نسب الطلاق لمجرد ان البيان قال في سطره الأخير، ان الناس ليسوا في حاجة إلي تغيير احكام الطلاق بقدر حاجتهم إلي البحث عن وسائل تيسير سبل العيش الكريم!..، أسئلة عديدة يموج بها الشارع المصري بما في ذلك منتديات النخبة من الساسة والمثقفين ورجال الإعلام،محورها الرئيسي ماهي حقيقة العلاقة بين الرئيس السيسي والشيخ الجليل احمد الطيب؟.
يمكن أن نختصر إجابات هذه الاسئلة العديدة في تصريح واضح لا لبس فيه،قاله الرئيس السيسي لشيخ الازهرأخيرا (مكانك يا فضيلة الامام في السماء داخل مصر وخارجها)وفي احاديث عديدة للشيخ احمد الطيب يتحدث فيها عن مآثر عديدة للرئيس السيسي لولا أن الرئيس ساق عتابا للشيخ الطيب في مزحة خفيفة عندما قال له علي الملأ (أتعبتني يافضيلة الامام)،وبرغم اللهجة الودودة والابتسامة الواضحة التي علت وجه الرئيس السيسي وهو يسوق مزحته العابرة، تصور البعض الذي في نفسه غرض ان الفرصة سانحة لتشديد الهجوم علي الازهر وشيخه الكبير، وهوعشم أبليس في الجنة لأن الذي بين الرئيس السيسي والشيخ الطيب عميق وعريض، لقد اختبر كل منهما الاخر حتي النهاية في تجربة صعبة ومريرة قبل نهايةحكم جماعة الاخوان المسلمين، كان كل منهما يقاوم طغيان الجماعة في موقعه إلي أن جمعتهما الاقدار يوم3يوليو في مشهد تاريخي يتذكر تفاصيله كل المصريين.
كان الرئيس السيسي لايزال وزيرا للحربية،يري مصر علي حافة صدام أهلي مخيف لأن الجماعة تتشبث بالبقاء في الحكم رغم الخروج العظيم لاكثرمن30مليون مصري يحتشدون في شوارع العاصمة والمدن الكبري ويحاصرون القصر الجمهوري يطالبون بإسقاط حكم الجماعة والمرشد،بينما الشيخ الطيب معتكفا في مدينته الاقصر بعد ان بلغ خلافه حد القطيعة مع جماعة الاخوان المسلمين التي تخطط لعزله علنا املا في أن يحل مكانه رجلهم يوسف القرضاوي..،أُستدعي الشيخ صباح يوم 3يوليومن اعتكافه في الأقصر وحملته طائرة خاصة تتبع وزارة الدفاع،حلقت به فوق الحشود الكبيرة التي تغطي شوارع القاهرة وميادينها قبل أن تهبط في مطار القاهرة ليشارك الشيخ في المؤتمر الشهير الذي حضره محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية والبابا تواضرس بطريرك الاقباط والكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ورؤساء وحدات القوات المسلحة،ليعلن الشيخ في بيان إلي الامة موقف الشرع من أزمة صعبة زاد أستحكامها تكاد تصل إلي حافة الحرب الأهلية، يومها أعلن الشيخ في بيانه ان حقن دماء المصريين يفرض علي كل الأطراف ان تقبل بانتخابات رئاسية مبكرة جديدة كي لاتصير حربا أهلية،لكن جماعة الاخوان تشبثت بعناد بالبقاء في الحكم ورفضت الانتخابات المبكرة التي كانت تسمح لمحمد مرسي بدخولها رغم الحشود التي حاصرت القصر الجمهوري حيث يوجد الرئيس محمد مرسي!.
لست هنا في معرض الحديث عن علاقة الشيخ أحمد الطيب بجماعة الإخوان التي كانت تشهد توترا مستمرا ورفضا قاطعا لوجود الشيخ علي رأس جامعة الازهر لأنه رفض العرض العسكري الذي قام به مجموعة من طلاب الازهر ينتمون للجماعة يرتدون الملابس العسكرية في عملية استعراض لقوة الجماعة داخل الجامعة الازهرية، كما شهدت هذه العلاقة تذمر الجماعة من وجود الشيخ الطيب علي رأس مشيخة الازهر بلغت حدته التخطيط العلني لاعفائه من منصبه بعد ان ذهب الشيخ إلي حفل تنصيب محمد مرسي ولم يجد ضمن الحاضرين مكانا يليق بشخصه وانسحب غير آسف،وعندما اعتذر عن عدم حضور حفل تسليم الدستور الجديد الذي كتبته لجنة المستشار الغرياني إلي الرئيس محمد مرسي، كما اعتذر ايضا عن حفل استاد القاهرة الذي القي فيه مرسي خطابه الشهير الذي استمر ساعتين يوم 6أكتوبر في مشهد أخير قبل عزله،لان العلاقة بين الشيخ والجماعة بلغت حد القطيعة ولم يعد في القوس منزع بعد ان تلقي المستشارالقانوني للشيخ محمد محمود عبدالسلام انذارا واضحا من رئاسة ديوان محمد مرسي بأن الرئيس جاهز للاستغناءعن خدمات شيخ الازهر إذا استمر علي تمرده علي حكم جماعة الاخوان واعتذاراته المتكررة عن حضوراي لقاء لرئيس الجمهورية،يومها غادر الشيخ المشيخةإلي مدينته الاقصر معتكفا ينتظر قرار مرسي إلي أن جاءت طائرة وزارة الدفاع تحمله إلي العاصمة.
ومع الاسف ثمة من يروجون الأن لكذبة كبري تتهم الشيخ الطيب بأنه يناصر فكر جماعة الاخوان المسلمين رغم مواقف الشيخ المعلنة!، ورغم علم هؤلاء الاكيد بأن الرئيس السيسي عايش جانبا مهما من هذا الصراع المرير بين الشيخ وجماعة الإخوان ويعرف كل اسبابه كما يعرف ايضا أن الصراع لم يكن في جوهره خلافا شخصيا بقدر كونه خلافا موضوعيا شمل فكر الجماعة واساليب تعاملها مع من يختلفون معها، وشتان الفارق بين فكر جماعة الاخوان المسلين وفكر الشيخ الطيب الذي يؤمن بفقه الاختلاف والاجتهاد، ويعتبر الديمقراطية اهم منجزات العقل الانساني لتحقيق الحكم الرشيد وليست بدعة او ضلالة او كفرا يعادي الاسلام كما يعتقد فقهاء الجماعة انحيازا لمشروعهم في الخلافة، ويؤمن بان حقوق الطفل في تربية سليمة تنمي عقله ووجدانه هي اهم حقوق الانسان المصري، يتساوي معها حق المرأة في التعليم والعمل واختيار الزوج ،كما يعتبر الافتئات علي حق المرآة الشرعي في الميراث لتقاليد بالية خروجا على الشرع الحنيف، بما يؤكد حجم التوافق الكبير بين رؤي الرئيس السيسي ورؤي الامام الاكبر الذي يوصد الابواب إمام اي محاولة للوقيعة بين الرجلين خاصة مع حرص الرئيس السيسي علي الإشادة بدور الازهر في المقابلات الخمس التي اجراها مع الشيخ وفي اية مناسبة آخري ياتي فيها ذكرمؤسسة الازهر،آخرها في حضرة الرئيس الكيني كينياتا خلال زيارة الرئيس السيسي الاخيرة إلي نيروبي.
وفي آخر لقاء بين الرئيس والشيخ في نوفمبر الماضي وعد الرئيس الشيخ بان يزور الازهر قريبا مؤكدا تقديره الكبير للجهود التي يبذلها الازهر في محاربة الغلو والتطرف والانتصار لحسن التعايش بين أقباط مصر ومسلميها تعزيزا للوحدة الوطنية،كما اشاد الرئيس بإنشاء مرصد الازهرالمتخصص في مكافحة الفكرالمتطرف الذي يعمل بأكثر من 11 لغة افريقية وآسيوية واوربية وزاره عدد كبير من قادة العالم بينهم رئيس جمهورية سنغافورة ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيس الاغلبية في البرلمان الالماني وآخرون..،وربما لا يعرف كثيرون أن الشيخ الطيب واحد من قلائل الناس الذين من حقهم ان يتواصلوا مع الرئيس في أى وقت ودون وسيط لان الرئيس السيسي كما أعلن مرارا يحترم الازهر ويحب الشيخ ويحسن تقديره إلي حد ان فوضه باعتباره كبير المؤسسة الدينية في اتخاذ ما يراه في صالح الإسلام متعلقا بالاوقاف والافتاء،وما من سبب لهذا الإطناب في حسن العلاقة بين الشيخ والرئيس سوي قطع دابر كل محاولات الوقيعة التي تستهدف تعكير صفو علاقات مهمة لها أصداؤها الواسعة في الرأي العام المصري والعربي والاسلامي،لأن الحديث لايخص أيا من احاد الناس ولكنه يخص رئيس مصر ويخص أزهرها الشريف درة مصر ومنارة الاعتدال في العالم الاسلامي.
أعرف ان اللغط لايزال مستمرا حول بيان هيئة كبار العلماء بشأن قضية الطلاق الشفوي لان هناك من يريداستمرار هذا اللغط ويصنع من الحبة قبة بهدف الوقيعة بين مؤسسة الرئاسة والازهر الشريف، بدعوي ان البيان الذي اصدرته هيئة كبار العلماء يعكس اجماع علماء الازهر علي معارضة مطلب الرئيس السيسي بضرورة تنظيم دعاوي الطلاق الشفوي بعد ان زادت نسب الطلاق الي حد مزعج،ويؤكد ان تغيير احكام الطلاق لن يحد من هذه الظاهرة وانما يحدها تيسير سبل العيش الكريم علي الناس..، واظن ان من يقرأ البيان جيدا سوف يكتشف بسهولة ويسير رغبة البعض واصراره علي تشويه الحقائق، لانه إذا كانت الفقرة الاولي من بيان هيئة كبارالعلماء تؤكد وقوع الطلاق الشفوي المستوفي شروطه وأركانه والصادر عن الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالالفاظ الشرعية الدالة علي الطلاق دون اشتراط اشهار او توثيق،فان الفقرة الثانية من البيان تلزم المطلق بان يبادر إلي توثيق هذا الطلاق فور وقوعه حفاظاعلي حقوق المطلقة واولادها، وتعطي لولي الامر حقه الشرعي في ان يتخذ ما يلزم من إجراءات لسن تشريع يكفل توقيع عقوبة رادعة علي من يمتنع عن توثيق طلاقه او يماطل فيه لأن في ذلك إضرارا بمصلحة المرأة المطلقة وأولادها،كما يحمل البيان تحذيرا واضحا للمسلمين كافة من الاستهانة بأمر الطلاق والتسرع في هدم الاسرة وتشريد الاولاد،ويلزم المطلق بضرورة توثيق طلاقه دون تراخ حفاظا للحقوق ومنعا للظلم..،وأظن ان البيان واضح بما لايدع مجالا للجدل في استجابته لضرورة تنظيم الطلاق الشفوي خاصة في فقرته الثانية..،وإذا كان بيان هيئة كبار العلماء في فقرته الاخيرة يؤكد ان الناس ليسوا في حاجة إلي تغيير أحكام الطلاق بقدر حاجتهم إلي البحث عن وسائل تيسير سبل العيش الكريم، فمن التعسف البالغ ان يتصورالبعض ان هذه الكلمات تُحمل الدولة والرئيس السيسي مسئولية تزايد عمليات الطلاق إلا ان يكون قصد هؤلاء الوقيعة بين الازهر ومؤسسة الرئاسة.
ولأن جميع النصوص بما في ذلك القرآن والسنة ومذاهب الفقه الاسلامي علي تعددها التي تتعلق بقضية الطلاق الشفوي وتم جمعها في مجلدين درستها اللجان المتخصصة في بحث قضية الطلاق الشفوي علي امتداد عدة أسابيع،تجمع علي ان الطلاق الشفوي واقع لا محالة دون حاجة إلي توثيق او اشهاد، اجتهدت هيئة كبار العلماء في ان تعطي لولي الامر الحق في الزام المطلق بتوثيق طلاقه دون تراخ استنادا إلي ضرورة رفع الظلم عن المرأة واولادها، بما يؤكد امكانية التوفيق بين النقل والعقل لان الشريعة تقبل اجتهادات العقل الانساني إذا لم تتصادم علي نحو مباشر مع النص الديني، وربما لهذا السبب وحده كان الواجب شكر هيئة كبار العلماء علي اجتهادها وليس تقريعها في مزايدات بغير معني جرت علي معظم شاشات الفضائيات المصرية، لان بيان هيئة كبار العلماء لم يرفض بالاجماع دعوة السيسي إلي تنظيم الطلاق الشفوي وانما صاغ دعوة الرئيس في اجتهاد شرعي عندما اسند لولي الامر الحق في فرض عقوبة رادعة علي من يتراخي في توثيق طلاقه.
ومع الأسف يشدد بعض المثقفين ولا اقول معظمهم النكير علي الازهر بدعوي أن الأزهر لايزال يمثل الحصن الحصين لدعاوي السلفيين والمحافظين أنصار الجمود الذين اغلقوا باب الاجتهاد، ويتغافلون عن أن التطور هوسنة الحياة وينسون قول الرسول الكريم للناس في كل زمان ومكان(انتم ادري بدنياكم)، بما يؤكد ضرورة المواءمة بين احكام الفقه ومتغيرات الحياة التي لاتكف عن التطور عندما يتعلق الامر بمتغيرات الشرع وليس ثوابته.
ولا جدال في ان فقه السلف يمثل واحدا من روافد الفكر الازهري المتعددة التي تشمل كل المذاهب والنحل،لكن لاجدال ايضا في ان الازهر يتطور ويزداد التصاقا بمشاكل الناس،وربما لاتكون مسيرة التطور علي امتداد الف عام وصلت إلي الحد الذي يأمل فيه بعض المثقفين فصل الدين عن الدولة،وهو امر صعب ومتعذر في الاسلام لتصادمه المباشر مع النص الديني، لكن الازهر احقاقا للحق يتطور ويتطور ويحسن استخدام العقل في تفسير النص الديني،وتتسع رسائله منذ ان تولي الشيخ احمدالطيب امامته لتشمل رعاية قضايا المواطنة والوحدة الوطنية والحريات والتنوع الثقافي والاجتماعي والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في مصر وباقي الأقطار العربية.
واظن ان مانشهده من اهتمامات مشتركة اسلامية ومسيحية تحت سقف بيت العائلة بقضايا القيم والتطرف والارهاب وضرورات التسامح والتعايش،وما نشهده من مؤتمرات تجمع علماء الازهر ورجال الدين المسيحي يؤكد بالفعل ان الازهر يتطور ويتطور إلي حد لفت انتباه العالم اجمع والزم العديد من دوله الغربية الاعتراف بان الازهر بات حصن الاعتدال في الفكر الاسلامي، كما رفع مكانة الشيخ الامام في العالم اجمع خاصة بعد تشكيل مجلس حكماء المسلمين الذي يضع ضمن اول اهدافه تشجيع علاقات الود والاحترام المتبادل بين اصحاب الديانات والمذاهب المتعددة وضرورة دعم مبادئ حسن الجوار و الاحترام بين الشعوب علي اساس من الحق والانصاف..، وما من شك ان زيارات شيخ الازهر الاخيرة إلي الفاتيكان وفرنسا وانجلترا وسويسرا اسهمت علي نحو رائع في تحسين صورة الاسلام، واظن انها نجحت في الفصل بين الارهاب والاسلام كما كشفت للغرب جوهر الدين الحنيف الذي يرفض العنف والارهاب والتنطع.
واذا كنا سوف نحاكم الازهر لان التطور لم يبلغ بعد حد الفصل الكامل بين الدين والدولة فنحن بالقطع امام قضية خاسرة لاننا سوف نجد انفسنا في حالة صدام مباشر مع النص الديني لا ضرورة له، لان النص الديني لا يغلق الباب امام الاجتهاد والتطور، وهذا ما يفعله الازهر وان يكن بصورة هادئة ومتدرجة تتوافق مع مقضيات التغيير وتتجنب الصدام المباشر مع تيارات اسلامية عديدة يضمها وعاء الازهر ربما لاتتوافق بعض احكامها مع قضايا العصر وضروراته، لكن لا جدال في أن وجود شخصية بارزة مثل الامام الاكبر احمد الطيب علي رأس هذه المؤسسة العريقة يسهم في محاولة صهر هذه التيارات والمذاهب في بوتقة واحدة تنتج أحكاما فقهية معتدلة تتوافق مع تطور الحياة ولاتصطدم بالنص الديني..،وعندما يصبح ضمن اهتمامات الازهر الاساسية قضايا القيم وحقوق الانسان وضرورة الاعتراف بالاخر واحترام حرية الفكر والعقيدة والاعتراف بالديمقراطية اسلوبا في الحكم والحياة يختصر الطريق إلي الحكم الرشيد، يصبح الحديث عن جمود الازهر وتقاعسه عن تجديد الخطاب الديني مجرد لغو تنقصه المعلومات والحقائق..، ولايعني ذلك ان الازهر بلغ أوج تطوره وان مناهجه خالية من العيوب، فما من شك ان الطريق لا يزال صعبا وطويلا لكن مشاكل الازهر لاتؤخذ غلابا ولكنها تحل بالحوار والنقاش والاصرار علي التجديد وتشجيع الاجتهاد،وهذا ما يفعله الازهر في ايقاع رشيد ربما يري فيه البعض نوعا من البطء والتردد لكنه واقع ومستمر نشهد فيه كل يوم خطوة جديدة إلي الامام.
أرسل تعليقك