بقلم /مكرم محمد أحمد
حسناً بدأت وزارة الزراعة الاهتمام بطبق الفول المدمس، غذاء غالبية المصريين على وجبة الإفطار فقراء وأغنياء لمذاقه الفريد واحتوائه على نسبة عالية من البروتين النباتى تغنى عن أضرار اللحوم الحمراء ولتنوع أطباقه يؤكل مهروساً أو مسلوقاً او مطبوخاً بالخضراوات فى صورة (بصارة) أو مقلياً فى صورة (طعمية) تفتح رائحتها شهية شارع بأكمله ، وفى كل من مصر والمكسيك أكثر شعوب العالم استهلاكاً للفول وبراعة فى طبخ أنواع متعددة من صحونه تجعله غذاء اليوم بأكمله لدى شرائح عريضة من المجتمع، لأنه (مسمار البطن) كما يقول المصريون يشكل مع الجبن القريش الغنية بالكالسيوم والعسل الأسود الغنى بالحديد أهم مقومات الغذاء المصرى التى تحفظ صحة أبدان المصريين وتربى أجسام أطفالهم
وبرغم أن الفول يشكل أهم عنصر استراتيجى فى وجبة غذاء المصريين صباحاً وظهراً ومساء، يتضاءل إنتاجه فى مصر ويتردى عاماً وراء عام إلى حد اعتماد مصر على استيراد الفول من الخارج بنسبة تزيد على 60 فى المائة بما رفع أسعاره لتتجاوز 10 جنيهات للطبق المتوسط الذى يغذى ثلاثة أفراد، مع أن تقارير وزارة الزراعة تقول ان زراعة 75 ألف فدان من أرض مصر بالفول تنتج 320 ألف طن تكفى لسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك بما يغنى عن الاستيراد ، وما لم تكن هناك خطة وطنية لتوسيع مساحات الأرض المزروعة فولاً فسوف يتزايد الاعتماد على الاستيراد من الخارج فى أهم عنصر فى وجبة المصريين الوطنية .
وما يصدق على الفول يصدق على الزيت الذى نكاد نعتمد فى 90 فى المائة من احتياجاتنا على استيراده من الخارج رغم ضفاف بحيرة ناصر الشاسعة التى تصلح لزراعة عباد الشمس الذى تنتج بذوره أرقى أنواع زيت الطعام، وتؤكد تقارير خبراء الزراعة صلاحية ضفاف البحيرة لزراعة عباد الشمس ونخيل الزيت بما يمكن مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتى من الزيت فى غضون فترة لا تزيد على ثلاثة أعوام وذلك يعنى قدرة مصر على تجاوز مشكلة الغذاء اعتماداً على الفول والزيت والجبن القريش والعسل الاسود والاسماك والدواجن دون حاجة للإستيراد لكننا لا نزال نفكر داخل الصندوق نركز على الهوامش ونترك الأصل.
أرسل تعليقك