آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

عاشت وحدة وادى النيل

اليمن اليوم-

عاشت وحدة وادى النيل

بقلم/ مكرم محمد أحمد

لا أعرف على وجه التحديد أسباب الضجة الكبرى التى يفتعلها أتباع حزب المؤتمر الذى يديره الرئيس «البشير» مع رفاقهم من جماعة الإخوان فى السودان حول تصريحات وزير الإعلام السودانى الدكتور «أحمد بلال» التى أطلقها فى مصر فى لقائه ضمن وزراء الإعلام العرب مع الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى بادره قائلاً إن مصر لا يمكن أن تكون سبباً للإضرار بمصالح الشعب السودانى الشقيق ولن تفعل ذلك مهما تكن المبررات..، ويبدو أن الرئيس «السيسى» كان يود طمأنة وزير الإعلام السودانى على أن القاهرة لا يمكن أن تحرض واشنطن على الإبقاء على عقوباتها ضد السودان، عكس ما تشيعه حكومة الخرطوم وبعض الدوائر الصحفية السودانية!، أو تصريحاته الأخرى خلال لقائه مع جمع من الصحفيين المصريين والعرب فى دار السفارة السودانية التى قال فيها، أن تليفزيون الجزيرة أضر بأمن مصر واستقرارها وإذا لم يكن الأخ العربى فى عون شقيقه العربى فمن الأفضل أن يصمت أو يجنب الآخرين شروره، كما أكد فيها أيضاً إن إصرار إثيوبيا على ملء خزان سد النهضة فى غضون فترة زمنية قصيره يعنى عدم وصول مياه النيل إلى كل من السودان ومصر، وأن ثمة مخاوف من أن سد النهضة المقام على فالق أرضى يمكن أن ينهار لأن انهياره يعنى موقفاً كارثياً لشعب السودان.

ورغم أن وزير الإعلام السودانى أكد فى تصريحاته أنه يعبر عن وجهة نظر شخصية، ربما لأنه موجود فى تحالف الحكم الراهن باعتباره ممثلاً للحزب الاتحادى الذى ينادى بوحدة وادى النيل وتمزق مع الأسف إرباً، فإن ذلك لم يعفه من حملة شعواء داخل حزب المؤتمر وأمام لجنة الإعلام فى البرلمان السودانى التى اتهمته بأنه أفسد حياد الموقف السودانى بين قطر والدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، لأنه هاجم تليفزيون الجزيرة دون أى مسوغ، رغم أن الجزيرة قناة إخبارية مهنية قدمت نموذجا جديدا للإعلام العربى، كما تراها اللجنة السودانية!!

وربما لا تعنينا هذه الأمور كثيراً باعتبارها خلافات واردة داخل البيت السودانى، لكن وجه العجب فى القضية أن يثير حزب المؤتمر وجماعة الإخوان هذه الضجة المفتعلة حول تصريحات وزير الإعلام السودانى فى القاهرة باعتبارها خرقاً لحياد الموقف السوداني!، بينما تصمت حكومة الخرطوم بل ترتعد قلقا من رسالة استفزازية بعث بها مراسل تليفزيون الجزيرة إلى رئيس الوزراء السوداني، الفريق الركن «بكرى صالح» يطلب منه محاكمة وزير الإعلام السودانى لأنه اختطف موقف بلاده ليقف إلى جوار الدول الأربع ، وهى الرسالة التى أظهرت للجميع بأس قناة الجزيرة فى الخرطوم وكأنها دولة داخل الدولة!

ولا لوم ولا تثريب فى ذلك أيضاً، هذا شأن حزب المؤتمر وشأن جماعة الإخوان فى الخرطوم، كما أنه شأن حكومة الخرطوم التى تهرع فزعا من رسالة لمراسل الجزيرة فى الخرطوم وتعقد المحاكمات لوزير مسئول، جريمته الكبرى أنه طلب من تليفزيون الجزيرة أن يكف أذاه عن العرب إذ لم يكن لديه مفيد يقدمه!

والمغزى من كل هذه الحكاية أن هناك قوى سياسية داخل الحكم فى الخرطوم وقوى أخرى حليفة لها خارج الحكم تتمثل فى جماعة الإخوان، همها الأول تخريب العلاقات بين الشعبين المصرى والسودانى بأى ثمن ومهما يكن الثمن..، ومن واجب مصر التى لم تسع أبدا للإضرار بمصالح السودان أياً كانت المسوغات أن تظل على موقفها من الشعب السودانى الشقيق ومن المصالح العليا للسودان، لأن العلاقات بين الشعبين المصرى والسودانى أقوى من أى نظام للحكم هنا أو هناك، وسوف تبقى دائماً رغم أنف حزب المؤتمر وجماعة الإخوان علاقات أبدية تربط الشعبين..، وعاشت وحدة وادى النيل، هذا ما تعلمناه شبابا وما سوف نحافظ عليه رجالا وكهولا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاشت وحدة وادى النيل عاشت وحدة وادى النيل



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen