آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

حقل ظهر طوق النجاة لمصر!

اليمن اليوم-

حقل ظهر طوق النجاة لمصر

بقلم - مكرم محمد أحمد

حقل ظهر واحد من عجائب المصريين، التى يستطيع الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يباهى بها العالم أجمع، وأحد إنجازاتهم التاريخية المبهرة التى تستحق فخار كل مصرى، لأنها غيرت مسار الدولة المصرية فى ظروف صعبة وحالكة، وكانت بشارة الأمل التى أكدت لهم أن فرج الله قريب حتى فى أسوأ الأحوال، كما أنها أعطتهم فرصة أن يثبتوا للعالم أجمع أنهم قادرون على أن يحققوا فى زمن قياسى ما لا يستطيع غيرهم تحقيقه، وهذه ليست مجرد كلمات عابرة أقولها، ولكنها شهادة موثقة من كلاديو ديكاليزى الرئيس التنفيذى لشركة إينى الإيطالية التى اكتشفت حقل ظهر وشاركت المصريين صنع هذه المعجزة الكبرى.

وجه الإعجاز فيما حدث، أن يتم خلال 28 شهراً حفر 6 آبار فى مياه المتوسط العميقة على عمق يزيد على 4 كيلو مترات وعلى مسافة تصل إلى 190 كيلو متراً من شاطئ بورسعيد، وأن تنجح الشركات المصرية فى بناء المنصة البحرية التى تتحكم فى إدارة الآبار الست، وأن تتعاون 130 شركة عالمية ومصرية خلال 29 مليون ساعة عمل على بناء هذا الصرح الضخم الذى يتكلف إنشاؤه 12 مليار دولار، تمت بالفعل مرحلته الأولى فى غضون 28 شهراً بدلاً من أربعة أعوام وبتكلفة خمسة مليارات دولار من خلال تصنيع 22 ألف طن من المعدات الثقيلة، تشمل أقمصة الحديد للآبار الست حتى عمق 4 كيلومترات، وإقامة المنصة البحرية فى عرض البحر التى تكاد تكون أشبه بعمارة متعددة الأدوار على جانب من سطحها مطار تهبط عليه طائرة هليوكوبتر، أسفلها تمتد شبكة الأنابيب فى عمق المتوسط تنقل البترول الخام الذى ترفعه المضخات من عمق الآبار إلى الشاطئ على مسافة مائتى كيلومتر حيث محطات التكرير والإسالة.

بدأ التشغيل التجريبى فى ديسمبر الماضى لهذا الكيان الهندسى التكنولوجى المهول بشقيه داخل البحر وعلى الشاطئ على مسافة 20 كيلومتراً من مدينة بورسعيد بطاقة إنتاج تصل إلى 350 مليون قدم من الغاز يومياً، ترتفع إلى مليار قدم مكعب قبل نهاية 2018 لتصل مع نهاية عام 2019 إلى 2٫7 مليار قدم مكعب يومياً تمثل ذروة إنتاج حقل ظهر، لكن الرئيس السيسى يصر على إختصار هذا الزمن ليبلغ الحقل ذروة إنتاجه مع بداية عام 2019، ولهذا شد ديكاليزى شعره أمام حضور الافتتاح لأن ما يطلبه الرئيس السيسى ضخم وهائل، وللعلم فإن الآبار الست تسحب من احتياطات حقل يحتوى على 30 تريليون قدم مكعب تكفى احتياجات مصر ويبقى قدر كبير من الفائض للتصدير، يمكن مصر من أن تكون مركزاً إقليمياً مهماً لتصدير الغاز خاصة أن نجاح حقل ظهر يحفز شركات الغاز على التنقيب فى كل شبر من مياه المتوسط.

لماذا سموه «ظهراً»، لأنه أول منطقة تسطع عليها شمس مصر صباحاً فى عرض المتوسط، ولماذا سموا المنطقة شروقا،ً لأن حقل ظهر يمثل بالنسبة لمصر أول شروق لأمل عظيم عملاق، أنجز المصريون مرحلته الأولى فى 28 شهراً بدلاً من 4 سنوات فى عمل خارق يكاد يكون معجزة، كان الرئيس السيسى يتابع أطرافه على مدار اليوم والساعة إلى حد معرفته بكل تفاصيل هذا العمل الكبير وابتداءً من ديسمبر الماضى كان الحقل يوفر لمصر كل شهر 250 مليون دولار كنا ندفعها لتدبير بعض احتياجاتنا من الطاقة وبنهاية التشغيل التجريبى بعد شهور سوف تمتنع مصر عن إستيراد الغاز لأن الإنتاج المحلى بات يكفيها. كان المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء الآن واحداً من أبطال هذه الأسطورة وزيراً للبترول، تولى منصبه فى ظروف صعبة، حيث كانت مصر لاتزال تعانى آثار الفوضى المدمرة التى ضربتها بعد ثورة يناير واستمرت إلى ثورة 30 يونيو، وكان موقف مصر فى قضية الطاقة غاية فى السوء، الإنتاج شبه متوقف، وأعمال البحث والإستكشاف معطلة تماماً، وفاتورة استيراد الغاز وصلت إلى 250 مليون دولار فى الشهر، وحجم المتأخرات من استحقاق شركات البترول جاوز 6٫5 مليار دولار بينما هبطت أرصدة احتياطيات النقد الأجنبى فى الخزانة المصرية إلى حد الحضيض، ومصر تأكل من لحم أكتافها إلى أن قاربت إحتياطياتها النقدية على النفاد، ولم يعد هناك بد من الإفلاس، ثم جاءت بشارة حقل ظهر، نقلها وزير البترول شريف إسماعيل إلى الرئيس السيسى الذى تشبث بها واعتبرها طوق النجاة الذى سوف ينقذ مصر من الغرق، لكن الحقيقة غير ذلك، لأن الرئيس السيسى كان بالفعل طوق النجاة الحقيقى لمصر فى هذه الأيام الحالكة عندما خرج 30 مليون مصرى إلى الشوارع فى أكبر تظاهرة عرفها العالم يطالبون بسقوط المرشد والجماعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقل ظهر طوق النجاة لمصر حقل ظهر طوق النجاة لمصر



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen