آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المهزلة مستمرة رغم اعتراف أمير قطر!

اليمن اليوم-

المهزلة مستمرة رغم اعتراف أمير قطر

بقلم/ مكرم محمد أحمد

فى قحة بالغة اعترف تميم بن حمد أمير قطر بأن بلاده دعمت ثورات الربيع فى الدول العربية بدعوى أنها كانت تطالب بالحرية والكرامة، ولم تكن مجرد مؤامرة صمم فصلها الأخير فى الفوضى البناءة تحالف جماعة الإخوان مع إدارة الرئيس الامريكى السابق اوباما، وقال تميم فى برنامج سى بى اس الذى كان يقود فيه سيارته مصطحباً المذيع الامريكى شارلى روز إلى منطقة الحدود البرية المغلقة مع السعودية، إن نوايا الدول الأربع تخلص فى استخدام العمل العسكرى ضد قطر وإغلاق قناة الجزيرة رغم أن الدول الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، أكدت مراراً وتكراراً أنها ترفض إستخدام القوة فى حل نزاعها مع قطر، وترفض المساس بحكم الأسرة المالكة، كما أنها لم تطالب بإغلاق قناة الجزيرة التى فقدت مصداقيتها فى جميع أنحاء العالم العربى ولم يعد أحد يصدقها، وأن كل ما تطالب به الدول الأربع أن تكف قطر أذاها عن الدول العربية وتمتنع عن تمويل منظمات الإرهاب وتتوقف عن تخريب سوريا وقطاع غزة وليبيا ومصر، وتمتنع عن التدخل فى الشأن الداخلى للدول العربية ودعم حركات التمرد التى تقودها جماعات الإسلام السياسى خاصة جماعات الإخوان . ومع الأسف لم يقل لنا تميم أمير قطر، ما الذى دفعه للتدخل فى شئون سوريا والعراق وفلسطين ومصر وليبيا رغم بعد المسافات وغيبة المصالح المشتركة ؟! ومن الذى كلفه بدعم ثورات الربيع العربى فى هذه الدول ؟! وما هى مصلحته المباشرة فى دعم حركات الإسلام السياسى وفى مقدمتها جماعة الإخوان، ولم يفسر لنا أسباب تسليحه لتنظيمات القاعدة والنصرة وإنفاق هذه المبالغ المهولة على دعم جماعات الإرهاب ؟!، ولماذا امتنع تماماً عن التعليق، عندما وصف الرئيس الامريكى ترامب قطر خلال مؤتمر الرياض بأنها الممول التاريخى لجماعات الإرهاب، ووصفها ستيف بانون كبير الاستراتيجيين السابق فى البيت الأبيض ولا يزال يصفها بأنها أخطر من كوريا الشمالية على أمن العالم وسلامه، وأخيراً وإذا كان من حق الأمير تميم أن يغضب حرصاً على كرامة بلاده واستقلال قرارها كما يقول، فلماذا أعطى لنفسه حق التدخل فى شئون الآخرين إلى حد التخريب والتدمير وقتل آلاف الناس بدم بارد، فقط كى يصبح لقطر هذا النفوذ والتأثير على حياة الناس فى الشرق الأوسط، اضافة الى تعاونها المباشر مع ايران وضلوعهما المشترك فى تحويل قطاع غزة إلى خنجر يطعن خاصرة مصر الشرقية كما يطعن خاصرتها الغربية فى ليبيا، ولا يقل عن ذلك خطراً دور إيران المتزايد فى سوريا الذى حول الدولة السورية إلى مجرد رهينة لسياسات إيران، وتمديد نفوذ حزب الله خارج لبنان ليغطى سوريا والعراق، فضلاً عن محاولات طهران توسيع دور الميليشيات الشيعية على حساب هوية العراق العربية، ومد الطريق بين لبنان والحدود العراقية عبر الأراضى السورية ليكون فى خدمة حزب الله والحرس النورى الإيرانى .

وبرغم محاولات طهران المستميتة للنفاذ داخل مصر وتشجيع التشيع والحرص على خطاب منافق يقرب المسافات بين الحضارتين الفارسية والمصرية باعتبارهما أهم حضارات الشرق الأوسط، كانت مصر شديدة الحذر من مخططات إيران لأنها تعرف منذ القدم أهداف مخططات إيران لتمديد النفوذ الفارسى فى منطقة الخليج على حساب أمن العرب ومصالحهم، خاصة مع تبنى إيران العلنى لمبدأ تصدير الثورة خارج إيران، وقد كان توسيع الهوة بين مصر ودول الخليج تشكل دائماً واحداً من أهم أهداف طهران التى ترفض على نحو بات أن يكون أمن مصر جزءاً من أمن منطقة الخليج، كما كان لدى المصريين دائماً إحساس متزايد بأن تمدد النفوذ الإيرانى داخل سوريا يستهدف بالأساس سد الفراغ الاستراتيجى الذى ينشأ شرق المتوسط إذا ضعفت العلاقات السورية المصرية ! ولا أظن أن هناك سبباً آخر لدعوة الخارجية الإيرانية المشبوهة مصر إلى إعادة ترميم علاقاتها مع إيران وتبنى وجهات نظر جديدة تجاه القضايا الإقليمية وتفهم حقائق الموقف الايرانى، سوى محاولة الوقيعة بين مصر ودول الخليج والتركيز على أن مصر تشكل عنصراً مضافاً إلى دول الخليج الثلاث السعودية والإمارات والبحرين ينبغى العمل على فصله، لتفكيك هذه الرباعية التى تصر على تنفيذ مطالبها وتحرص على فك هذا التحالف الشرير بين قطر وإيران ومنع قطر من مواصلة دورها فى دعم وتمويل جماعات الإرهاب .

لقد وصف ستيف بانون المستشار الاستراتيجى السابق للرئيس الامريكى ترامب إيران وقطر بأنهما الأخطر على أمن العالم من كوريا الشمالية لأنهما يشكلان العامل الرئيسى فى تمويل الإرهاب، ولهذا جاء وصف ترامب لقطر بأنها الممول التاريخى للإرهاب، وبرغم أن الرئيس ترامب خفف الآن الكثير من لهجته ضد قطر ويعرض نفسه وسيطاً فى النزاع بين قطر والدول الأربع يريد أن يستضيف الجميع فى كامب دافيد، إلا أن الدول الأربع لا تزال تعتقد أن وجهة نظر ترامب التاريخية فى تحالف قطر وإيران لا تزال صحيحة وأن أصبح صوت ترامب الآن أكثر خفوتاً بالنسبة لقطر بسبب ضخامة المصالح الأمريكية القطرية .

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهزلة مستمرة رغم اعتراف أمير قطر المهزلة مستمرة رغم اعتراف أمير قطر



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen