آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قمة الأضداد الثلاثة!

اليمن اليوم-

قمة الأضداد الثلاثة

بقلم - مكرم محمد أحمد

 ما الذى يجمع قادة إيران وتركيا وروسيا ويحفزهم على اللقاء فى أنقرة بدعوى إنهاء الحرب الأهلية السورية ورفض المخططات التى تستهدف تقسيم سوريا، بينما الحلفاء الجدد الثلاثة غارقون فى خلافاتهم العميقة حول مستقبل سوريا التى تؤكد حتمية تصادم مصالحهم رغم وجودهم العسكرى فى سوريا، فالرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يطيق وجود بشار الأسد فى حكم سوريا ويريدها منطقة نفوذ لسلطانه ويتحالف مع القاعدة وجماعة الإخوان ضدها كما تحالف من قبل مع داعش، بينما تحارب القوات الروسية أعداء الرئيس بشار الأسد وتطاردهم من حلب فى الشمال إلى غوطة دمشق، والواضح أن ما يجمع الدول الثلاث هو خلافها مع الولايات المتحدة بأكثر من اتفاقها حول مستقبل سوريا رغم إعلان الرئيس بوتين أن الدول الثلاث تلتزم بتعزيز سيادة واستقلال وسلامة الأراضى السورية!

وربما كان الإيرانيون أكثر الأطراف الثلاثة عداء للولايات المتحدة خصوصاً أن الرئيس ترامب يعتبرها الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط، وأحد العناصر الأساسية لتوتر المنطقة، أما الروس فهم المنافسون الأساسيون للأمريكيين ويملكون قاعدة بحرية فى طرسوس وقاعدة جوية فى حميم ويربطهم مع بشار الأسد تحالف إستراتيجى، ويكاد يكون أردوغان هو الأخطر على مستقبل سوريا لأن قواته تحتل الآن منطقة عفرين، وتصر على أن تواصل تقدمها إلى مدينة منبج السورية التى توجد فيها الميليشيات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية التى حاربت داعش وهزمتها على الأرض السورية.

وفى مؤتمره الصحفى الأخير أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن مستقبل سوريا ومستقبل المنطقة بأسرها لا يمكن تركه لمجموعة من عصابات الإرهاب التى تتشكل من الميليشيات الكردية المسلحة التى تتبع حزب العمال الكردستانى وتشكل تهديداً لأمن سوريا وأمن تركيا، لأنه بدون سلام سوريا يصعب أن يكون هناك سلام فى تركيا، بما يعنى أن أردوغان لا يزال يصر على مخططه الذى يهدف إلى إزاحة الأكراد من مدينة منبج رغم الرفض الأمريكى!, وبرغم جهود أردوغان المتواصلة لتعزيز علاقاته بالروس فى ظروف تضطرب فيها علاقاته مع الولايات المتحدة، يصعب أن يترك الروس الحبل على الغارب للرئيس التركى أردوغان كى يستمر فى تآمره على بشار الأسد الذى تؤكد كل المؤشرات أنه لا يزال باقياً فى حكم سوريا.

ومن جانبه شدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى على سلامة أراضى سوريا وسيادتها ووحدتها واستقلالها مؤكداً أن النزاع فى سوريا لن يحل عسكرياً وأن الأزمة يجب حلها بطرق سياسية.

ونقلت وكالة رويتر عن مسئول رفيع فى البيت الأبيض أن الرئيس ترامب وافق على تمديد بقاء القوات الأمريكية الموجودة فى منطقة منبج لفترة أطول بقليل، من دون أن يقطع على نفسه التزاماً طويل الأمد، وأضاف المسئول الأمريكى أن ترامب يحرص على هزيمة داعش ويريد من دول أخرى فى المنطقة أن تساعد فى إحلال الاستقرار فى سوريا وأن مساعدى ترامب يرون أن بقاء القوات الأمريكية فى سوريا أمر هام لأن سحبها من سوريا الآن يضعف موقف أمريكا فى مواجهة تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة.

والواضح أن البيان الختامى لقمة أنقرة لم ينجح فى تبديد خلافات الدول الثلاث، خاصة أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى ذهب إلى حد اتهام القوات التركية باحتلال عفرين وطالبها بالانسحاب فوراً وتسليمها إلى قوات بشار الأسد، مشدداً على أن بلاده تعتقد بعدم وجود حل عسكرى للأزمة السورية كما يعتبر حسن روحانى ضمان استقلال سوريا أولوية أولى فى إشارة واضحة إلى رفض خيارات تركيا الهادفة إلى إيجاد منطقة عازلة داخل سوريا، لكن الجميع يتساءل عن مدى قدرة روسيا على التحكم فى مواقف باقى الأطراف خصوصاً أن إيران تريد الحفاظ على سيطرة بشار الأسد كاملة على سوريا، بينما تحاول تركيا إيجاد واقع جديد فى سوريا لا يشارك فيه الأسد، فى ظل غياب توافق سياسى دولى حول شكل التسوية السياسية للأزمة السورية، ومن ثم فإن ما تحقق عسكرياً على أرض عفرين يمكن أن يفاقم خلافات الدول الثلاث ويزيد القضية تعقيداً لكن الأشد غرابة من كل ذلك تنشغل تركيا وإيران وروسيا برسم مستقبل سوريا دون أن يكون للسوريين وجود فى هذا المؤتمر الثلاثى الذى يكاد يكون بالفعل مؤتمرا للأضداء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الأضداد الثلاثة قمة الأضداد الثلاثة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen