آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ترامب يشعل جذوة الإرهاب

اليمن اليوم-

ترامب يشعل جذوة الإرهاب

بقلم - مكرم محمد أحمد

 أكثر ما يخشاه الإنسان أن تكون إدارة الرئيس الأمريكى ترامب الأكثر انحيازا لإسرائيل قد وقعت ضحية الموساد الإسرائيلى، وصدقت بالفعل أن قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية، عاصمة أبدية لدولة إسرائيل الأحادى الجانب والذى أثار قلق العالم أجمع، سوف يمر دون صعوبات تذكر وأن جميع أذرع أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أنه لا توجد معلومات دقيقة بأن رد الفعل سوف يكون عنيفاً، وأن الفلسطينيين والعرب يهددون بمسدس فارغ، وأن الرأى العام العربى مشغول فى قضايا الصراع بين السعودية وإيران فى اليمن ولبنان، وأن المسلمين منقسمون على أنفسهم سنة وشيعة لاهون عن القدس يحاربون بعضهم بعضاً، وأن الفرصة سانحة لصدور قرار ترامب دون عواقب تذكر بينما تؤكد كل الشواهد أن القرار الأمريكى سيتسبب فى إضطراب سياسى ضخم فى الشرق الأوسط، ومن المؤكد أنه سوف يشعل جذوة العنف والإرهاب، وأن ترامب الذى ينحاز بشكل أعمى لإسرائيل يستهتر بعواقب قراره رغم موقفه السياسى الهش بين الناخبين الأمريكيين بينما تتساءل نسبة كبيرة من الأمريكيين ما الذى سوف تستفيده الولايات المتحدة من هذا القرار الذى يعمل مخاطر ضخمة.

والواضح أن القرار يلقى غضباً غير مسبوق ورفضاً شاملاً فى العالم العربى، ابتداءً من الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى أعلن رفض القرار لأنه لا دولة فلسطينية من دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، إلى الملك عبدالله ملك الأردن الذى حذر من خطورة أى قرار أمريكى يصدر خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى مصرحيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خطورة العبث بالوضع القانونى للقدس فى إطار القرارات الدولية، وضرورة عدم تعقيد الوضع من خلال إجراءات أحادية تقوض فرص سلام الشرق الأوسط، بينما أكد العاهل السعودى الملك سلمان فى حديث تليفونى مع الرئيس الأمريكى ترامب أن القرار خطوة خطيرة تستبق الوصول إلى تسوية نهائية، وسوف يضر بمفاوضات السلام وسوف تكون له تداعيات بالغة الخطورة فضلاً عن أن يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين كافة.

وتظهر ردود الأفعال فى العالم أجمع عزلة الموقف الأمريكى الذى لا يلقى أى مساندة من أى عاصمة عالمية سوى إسرائيل، وتعارضه كل الدول فى كل بقاع الأرض، ومعظم المؤسسات الدولية والمدنية، إبتداء من الاحاد الأوربى الذى يراه خطوة أحادية الجانب لها انعكاسات سلبية على العالم سيؤثر سلبيا على عملية السلام إلى ألمانيا التى حذر وزير خارجيتها سيجمار غابر بيل من عواقب القرار الذى يحمل فى طياته مخاطر ضخمة المدى فضلاً عن أعمال عنف ومظاهرات ضخمة فى القدس والضفة وقطاع غزة، كما أكدت كندا أنها سوف تبقى على سفارتها فى تل أبيب ولن تنقلها إلى القدس، حتى بريطانيا حليف الولايات المتحدة الأول رفضت القرار لأن القدس ينبغى أن تكون جزءا من التسوية النهائية، واعتبرت تركيا القدس خطا أحمر وهددت بقطع العلاقات مع إسرائيل، كما إعتبر الرئيس الفرنسى ماكرون قرار ترامب أحادى الجانب وأن القدس جزء من الحل النهائى يتحدد مصيرها فى إطار مفاوضات مباشرة .

أما جماعة الإخوان فى الأردن فقد زايدت على الجميع بإحراق المصالح الأمريكية وإحراق سفارة إسرائيل فى عمان، على حين أعلن الشيخ أحمد الطيب دعم الأزهر الشريف الذى سيقدم كل إمكانياته لحماية المدينة المقدسة .

وبرغم أن القرار الأمريكى يجسد القانون الإسرائيلى الذى يعتبر القدس بشقيها الغربى والشرقى موحدة بصفتها عاصمة أبدية لإسرائيل، فإن القرار الأمريكى يخالف ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التى تدعو إسرائيل لإلغاء جميع تدابيرها لتغيير وضع القدس أو تبديل معالمها أو ضمها لإسرائيل كما لا يجوز نقل السيادة لإسرائيل كدولة محتلة .

ورداً على خطاب ترامب فى البيت الأبيض الذى أعلن فيه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن إعلان ترامب يشكل إنسحاباً رسمياً لواشنطن من عملية السلام، كما دعت القوى الفلسطينية إلى الإضراب العام، كما أعلنت تركيا عن إجتماع قمة للدول الإسلامية يعقد فى إسطنبول الأربعاء المقبل، ورفضت الخارجية المصرية القرار كما رفضت أى آثار يمكن أن تترتب عليه كما رفض القرار جميع الدول العربية ومعظم دول العالم.ولا أظن أن قرارا غبيا أحمق مثل قرار ترامب سوف يمر دون ردود أفعال ضخمة تغير خريطة الشرق الأوسط، ودون عنف يشعل جذوة الإرهاب من جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يشعل جذوة الإرهاب ترامب يشعل جذوة الإرهاب



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen