آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ترامب يغلق باب التفاوض !

اليمن اليوم-

ترامب يغلق باب التفاوض

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا يزال الرئيس الأمريكى ترامب بعد قراره الأحادى الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يصر على فرض المزيد من شروطه المتعسفة على الفلسطينيين من أجل إكراههم على استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين حول التسوية السلمية للصراع الإسرائيلى الفلسطيني، آخرها إعلانه الأخير فى مؤتمر دافوس، أن القدس أصبحت خارج التفاوض لا ينبغى التحادث بشأنها مرة أخري، وليس من حق الفلسطينيين المطالبة بها، وتصميمه على أن يُظهر الفلسطينيون احترامهم للولايات المتحدة والاعتراف بالدعم الأمريكى غير المحدود الذى قدمته الولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة، والاعتذار عن امتناعهم عن لقاء نائب الرئيس الأمريكى بنس خلال زيارته الأخيرة الشرق الأوسط، فضلاً عن تهديداته بشطب الــرئيس محمود عباس وقطع ما تبقى من معونات أمريكية للفلسطينيين (65 مليون دولار) سبق أن اقتطع 60 مليون دولار منها عقاباً للفلسطينيين على رفضهم قراره المتعلق بالقدس فى ديسمبر الماضى واستمرار الولايات وسيطاً فى قضية الصراع العربى لإسرائيل، لأنها لم تعد وسيطاً نزيهاً بعد انحيازها الأعمى لإسرائيل وأكد الرئيس الأمريكى أن الولايات المتحدة لن تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام دون ذلك .

وخلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادى قال ترامب إن قراره الشهر الماضى المتعلق بالقدس أزاح عقبة كبيرة أمام التفاوض ورفع من على مائدة التفاوض مشكلة ضخمة، وأنه عجّل بقرار نقل جزء من السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لكن السفارة بكاملها بما فى ذلك متعلقاتها الأمنية سوف تبقى فى تل أبيب، وقال ترامب موجهاً حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لقد كسبت إسرائيل نقطة فى هذه الصفقة لكن على إسرائيل أن تدفع لقاء هذه التنازلات فى المفاوضات المقبلة، دون أن يحدد ما هو المطلوب من إسرائيل على وجه التحديد !،

ولأن الرئيس ترامب لم يكن محدداً أيضاً فى حديثه عن القدس الشرقية وهل تم رفعها من التفاوض رغم أسئلة الصحفيين الصارخة التى سمعها ترامب بوضوح دون أن يرد عليها، تظل القدس الشرقية بغير جواب، لكن اعترافه بمدينة القدس موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل كان كافياً لتأكيد انحيازه الأعمى إلى إسرائيل، خاصة أن بنيامين نيتانياهو رد على الرئيس الأمريكى شاكراً هذه الخطوة التاريخية التى تعترف بحق إسرائيل التاريخى فى القدس.

والواضح أن الرئيس الأمريكى ترامب تعّمد فى حديثه الأخير أمام مؤتمر دافوس أن يفرض المزيد من الشروط على الفلسطينيين حتى بغلق باب التفاوض بعد أن رفع مدينة القدس من أى تفاوض لتصبح عملية السلام مجرد صفقة إما أن تقبلها أو ترفضها، وحسناً أن سارع صائب عريقات بالرد عليه مؤكداً أن الذين سارعوا بقرار أحادى الجانب برفع القدس من مائدة التفاوض هم الذين رفعوا عملية السلام بكاملها من أى تفاوض، رغم أن القدس فى عرف القانون الدولى وبحكم قرارات عديدة صدرت من مجلس الأمن والجمعية العامة تعترف بها الولايات المتحدة حتى الأمد القريب، أرض محتلة وواحدة من مشكلات مرحلة المفاوضات الأخيرة يتحدد مصيرها فى تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما وقد أصبحت مجرد صفقة يحكمها الإذعان، وتفتقد إلى المشروعية والقانون الدولي، فيصبح رفضها أمراً محتوماً على أن يعاون العرب والمسلمون الفلسطينيين على الصمود داخل مدينتهم، يرفضون الأمر الواقع لأن القدس ينبغى أن تبقى مدينة الله والسلام، مفتوحة أبداً أمام المسلمين والمسيحيين واليهود لأنها مدينة الصلاة .

والواضح أخيراً أن الإدارة الأمريكية تود لو تستطيع شطب الرئيس محمود عباس أو استبعاده، وتكيل له الاتهامات جزافاً بإفشال جهود السلام، وأنه يفتقد الشجاعة وإرادة السلام، وأن عليه أن يعتذر فى خطابه الأخير الذى رفض فيه وساطة الولايات المتحدة فى عملية السلام، وهذا ما عبرت عنه نيكى هايلى مندوبة أمريكا فى مجلس الأمن خلال اجتماعه الأخير، بما يؤكد أن واشنطن تضمر شراً للرئيس الفلسطينى الذى لا يزال حريصاً على التسوية السلمية، ويرفض العودة إلى العنف والعمل المسلح، لكنه يرى أن دولة فلسطينية مقطعة الأوصال دون القدس الشرقية عاصمة لها هى صفقة خاسرة وصفعة على الوجه يرفضها الفلسطينيون .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يغلق باب التفاوض ترامب يغلق باب التفاوض



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen