آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا نجح العبادى وفشل المالكى ؟!

اليمن اليوم-

لماذا نجح العبادى وفشل المالكى

بقلم - مكرم محمد أحمد

 فى الاحتفال برفع علم العراق فوق جميع أراضى البلاد، وتصفية جميع عناصر داعش، أعلن حيدر العبادى رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية أن علم العراق يرفرف الآن فوق جميع أراضى العراق وعلى أبعد نقطة من حدوده، ودعا كافة العراقيين شيعة وسنة وأكراداً دون تمييز فى العرق أو الطائفة إلى تحمل مسئولياتهم فى حفظ الأمن والاستقرار، ومنع عودة الإرهاب مجدداً، مناشداً كل العراقيين بالامتناع عن الخطاب التحريضى الطائفى الذى كان سبباً أساسياً فى تمكين داعش من احتلال مدن العراق، وقال العبادى إن معركة الفساد التى يخوضها العراق الآن هى الامتداد الطبيعى لعمليات تحرير الأرض، وعلى الجميع المشاركة فيها بجدية كاملة، وأكد رئيس الوزراء فتح صفحة جديدة من التعاون مع جميع البلاد العربية على أساس احترام السيادة الوطنية، وتبادل المصالح وعدم التدخل فى الشئون الداخلية. ورغم حرص العبادى الذى ينتمى لحزب الدعوة الإسلامية وبقى رفيق درب قديم لسلفه نورى المالكي، فإن العبادى أكثر مرونة واعتدالا وأقل طائفية وانحيازاً للشيعة، وبرغم توافقه الشديد مع طهران فإنه يدرك أهمية أن يبقى العراق جزءاً مهماً من عالمه العربي، يحافظ على علاقات قوية مع مصر والسعودية، ويعزز جسور التواصل مع عالمه العربى، ومع انتمائه القوى لحزب الدعوة الإسلامية الذى يرأسه نورى المالكى تحرص حكومته على روابط قوية مع المجلس الإسلامى الأعلى بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدرى بقيادة الزعيم القوى مقتدى الصدر الذى يساند بقوة سياسات العبادى فى محاربة الفساد.

وبرغم أن حيدر العبادى تخصص فى الإلكترونيات وحصل على الدكتوراه من جامعة مانشستر، فإنه سياسى بارع، عملى النزعة يدرك أهمية المصالح المشتركة فى بناء علاقات قوية، ولأن للعراق مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية تتعلق بمحاربة الإرهاب، انتهج العبادى سياسات جديدة تختلف عن سياسات سلفه نورى المالكي، تتسم بالإنفتاح، وإعادة ترميم العلاقات مع دول الجوار، والإقرار بأن من الصعوبة بمكان فصل العراق عن عالمه العربي، فضلاً عن قدرة هائلة على استثمار مساحة الاتفاق فى تضييق نطاق الاختلاف مع أى دولة. وفى خطابه فى عيد النصر أكد العبادى أهمية توحيد المكونات الأساسية للعراق التى تتمثل فى شيعة الجنوب، وعرب الوسط، وأكراد الشمال تحت مظلة حقوق المواطنة، وإنهاء كل صور التمييز بين العناصر الثلاثة حفاظاً على وحدة الأرض والدولة العراقية، كما شدد على ضرورة إنهاء كل الميليشيات المسلحة عدا قوات الحشد الشعبى التى يعتبرها جزءاً من الدولة العراقية شأنها شأن الجيش رغم كونها فى الأغلب قوات شيعية، لعبت دوراً مهماً فى الحرب على داعش.

ويمكن أن نقول إن حيدر العبادى نجح فى أن يصوغ للعراق خطاباً سياسياً جديداً أكثر حداثة، وأكثر توافقاً مع متطلبات العصر، وأكثر احتراماً لمحددات الجغرافيا والتاريخ التى تفرض الحفاظ على الهوية العربية للعراق اتساقاً مع تاريخه الثقافى والحضارى، ينتصر لحقوق المواطنة لجميع عناصره دون تمييز حفاظاً على وحدة الدولة العراقية بمكوناتها الثلاثة، وكانت على وشك الانفصال فى دويلات ثلاث، وقد نجحت صيغة العبادى فى هزيمة داعش والحفاظ على وحدة العراق لأن العبادى أدرك أن تهميش مصالح العنصر العربى بعد سقوط صدام حسين، والمغالاة الشديدة فى التطرف الشيعى تحت ستار حكم الأغلبية كانا من أهم أسباب تمكين داعش من العراق ، ثم كان نجاحه فى استعادة كركوك الغنية بالبترول التى كانت البشمرجة الكردية قد نجحت فى الاستيلاء عليها بعد هزيمة الجيش العراقى فى معركة الموصل، لكن العبادى نجح فى استعادتها فى إطار إدارته الناجحة للأزمة الكردية عندما رفض الاستفتاء الكردى الذى أجراه البرزانى وسانده معظم دول العالم، ومع قرب انتهاء ولاية العبادى الأولى يرغب العراقيون بكل أطيافهم فى ترشحه لدورة ثانية لكن المشكلة هى فى كيفية إجراء انتخابات جديدة، بينما خمسة ملايين عراقى لا يزالون مشردين يسكنون المخيمات. ويلقى العبادى احتراماً واسعاً بين مثقفى الغرب، لأنه مكن للجيش العراقى هزيمة داعش ولأنه أعاد للدولة العراقية التى كانت على وشك التفكك وحدتها ولأن قراراته تحظى بمساندة كافة طوائف العراق، ولأنه حصر مواجهته مع مسعود برزانى فى إطار الاختلاف السياسى والقانونى حول شرعية الاستفتاء دون أن يمس حقوق الشعب الكردى، أو يتورط فى الحرب مع الأكراد أو ينتقص من حقوقهم فى المواطنة الكاملة، وظل طوال الأزمة يرفع غصن الزيتون للشعب الكردى بما يؤكد قدرته السياسية الفائقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نجح العبادى وفشل المالكى لماذا نجح العبادى وفشل المالكى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen