آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا يجىء نائب الرئيس الأمريكى لمصر؟!

اليمن اليوم-

لماذا يجىء نائب الرئيس الأمريكى لمصر

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا نعرف بعد, ماذا يريد نائب الرئيس الأمريكى بنس على وجه التحديد من جولته الراهنة فى الشرق الأوسط بعد صدور قرار الرئيس ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل, وهو القرار الذى رفضته مصر والعرب بالإجماع سواء أمام مجلس الأمن أو فى الجمعية العامة بعد أن استخدمت واشنطن حق الفيتو. وربما يريد ترامب بهذه الزيارة التى تضم دولتين عربيتين لهما صلة قوية بقضية القدس, أن يؤكد للعالم أن علاقات أمريكا بالدولتين اللتين أحسنتا استقبال مبعوثه لا تزال قوية.. ولا ضرر ولا ضرار فما من أحد يريد علاقات متوترة مع الولايات المتحدة, لكن حسن الاستقبال لا يكفى وحده دلالة على أن كل شىء على ما يرام فى علاقات الولايات المتحدة مع مصر والعرب, وبالنسبة لمصر على وجه الخصوص يعرف الجميع أن مصر كانت تأمل خيرا فى الرئيس الامريكى ترامب لأنه وضع الحرب على الارهاب فى سلم أولويات سياساته, وأعلن منذ اللحظة الأولى مساندته مصر التى تحارب الإرهاب بالفعل, كما أبدى ثقته فى الرئيس عبد الفتاح السيسى أكثر من مرة, لكنها هى أيضا مصر التى رفضت قرار الرئيس الامريكى الأحادى الجانب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أمام مجلس الأمن, وهى التى صاغت مشروع القرار الذى حصل على موافقة كل الأعضاء الدائمين وغير الدائمين فى المجلس, كما شاركت فى الحشد الدولى لمشروع القرار الآخر الذى حصل على تأييد 129 دولة فى الجمعية العامة, فضلا عن أنها هى أيضا مصر التى شهدت قبل أيام مؤتمر أزهرها الشريف لنصرة القدس بعد أن اعتذر فضيلة الامام الأكبر احمد الطيب عن لقاء بنس غضبا من القرار الأمريكى بشأن القدس. ورغم الروايات الملفقة الكاذبة عن أن مصر تسعى جهدها فى الخفاء لاقناع الفلسطينيين بقبول مدينة رام الله عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس, فإن الهدف من هذه الرواية الواضحة الكذب التى تروج لها جماعة الإخوان هو تشويه صورة مصر فى عملية ساذجة تنكر طلوع الشمس وسط النهار. ونقلت وكالة الأناضول عن مدير الشرق الأوسط فى عمان أن نائب الرئيس الامريكى جاء الى مصر والأردن يستكشف دور الولايات المتحدة فى عملية السلام بعد قرار القدس, وكيفية استئناف التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وربما يكون ذلك صحيحا لكن الإجابة عن هذه الأسئلة سوف تتحدد فى ضوء ما يحمله نائب الرئيس الامريكى من أفكار جديدة تساعد فى استئناف التسوية السياسية أو تزيدها تعقيدا, وإن كان الواضح حتى الآن أن الزيارة لا تبشر كثيرا بالخير بعد أن قلص الرئيس الأمريكى ترامب المعونة الأمريكية لللاجئين الفلسطينيين إلى حدود 65 مليون دولار بدلا من 125 عقابا للفلسطينيين على موقفهم الرافض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, ورفضهم استمرار الوساطة الأمريكية لأن الوسيط الأمريكى فقد نزاهته بانحيازه الأعمى لإسرائيل.

وأظن أن الرؤية العربية الجديدة لدور الوساطة لا تستبعد وجود الولايات المتحدة ضمن وساطة دولية جديدة تضم دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا وروسيا والصين لكن ثمة أنباء قوية أن نائب الرئيس الامريكى يحمل معه اقتراحا بصفقة أمريكية لحل قضيةالصراع العربى تعرض مشروعا محددا من قبل الولايات المتحدة, تحددت عناصره فى ضوء زيارات المبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب وجرينبلات مبعوثه إلى الشرق الأوسط ,لا مجال فيها للتفاوض وإن كان للعرب والفلسطينيين حق رفضها أو قبولها, لأنها مجرد صفقه يسميها ترامب صفقة العصر ويسميها الرئيس الفلسطينى محمود عباس صفعة العصر.

لكن ما أستطيع أن أقطع به فى شأن هذه الزيارة والصفقة, أن القاهرة لديها قبل كل ذلك أسئلة مهمة وخطيرة إلى نائب الرئيس الأمريكى تتطلب مراجعة شاملة لكل عناصر الموقف مفادها, إن كانت واشنطن ترى فى العلاقات الأمريكية المصرية تحالفا استراتيجيا, فما هى حدود هذا التحالف؟ وماهى طبيعة التزامات كل من الطرفين فى هذا التحالف ؟!, وهل يدخل فى إطار هذا التحالف قرار أحادى الجانب يحمل طابع المفاجأة لم يتم التشاور المسبق بشأنه, فى واحدة من قضايا الحل النهائى لمشكلة الصراع العربى الإسرائيلى تتعلق بالقدس, وإذا كان الرئيس ترامب رأى أن يستبق الحل النهائى بقرار أحادى الجانب يعطى القدس للإسرائيليين ويعتبره القانون الدولى مثل العدم, فما الذى منعه من أن يصدر قرارا باعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية فى إطار قدس موحدة يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود كى يصبح القرار أكثر توازنا وأكثر عدلا وأكثر قبولا من قراره المنعدم الذى يظل الطعن عليه قائما إلى يوم الدين مهما استند إلى قوة النفوذ الأمريكى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يجىء نائب الرئيس الأمريكى لمصر لماذا يجىء نائب الرئيس الأمريكى لمصر



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen