آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فى شروط الإفتاء والرأى!

اليمن اليوم-

فى شروط الإفتاء والرأى

بقلم/ مكرم محمد أحمد

لأن هناك فروقاً واسعة بين الفتوى والرأي، أهمها أن الفتوى ينبغى أن تكون ملزمة للجميع متى صدرت، لأنها تعبر عن حكم الشرع والدين فى قضية بعينها يتحتم الأخذ به، وإلا وقع الإنسان فى خطأ الخروج على الشرع يحاسب عليه يوم الدين، أما الرأى فهو مجرد اجتهاد يحتمل الخطأ والصواب يمكن للعقل الإنسانى أن يقبله أو يرفضه وليس له قوة إلزام الفتوى خاصة الفتاوى العامة فى أمور الدين، ولهذا السبب المهم وجب تحديد المرجعية الدينية لمن لهم حق الإفتاء فى مؤسسات موثوقة (الأزهر ودار الإفتاء) أعلى مرجعية دينية فى مصر، الذى ينبغى أن يكون لهما حق تحديد الأشخاص الذين لهم حق الإفتاء لسببين رئيسيين.

أولهما أنهما الأقدر على اختيار شخوص ثقات، علماء كبار يلمون بأحكام الشريعة، لا يتاجرون بفتاوى الدين ولا يغلبون أهواءهم على حكم الشرع الصحيح، ولا يصدرون فتاوى مضللة مثل التى سمعناها أخيراً عن نكاح الزوجة الميتة وشرعية أن يتزوج الرجل الزانى من ابنته إن لم يكن يعرف عند زواجها أنها ابنته، وهو مثال نادر الحدوث يصعب القياس عليه يتحتم دراسته حالة حالة إن وقع، وثانيهما أن يكون لهذه المرجعية الدينية العليا حق مساءلة هؤلاء المفتين وعقابهم إن أخطأوا فى فتواهم لأن ما يترتب على هذه الفتاوى الملزمة يمكن أن يكون كبيراً.

وبالطبع فإن القرار الذى أصدره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتوافق مع الأزهر ودار الإفتاء انتظاراً لقانون يصدر عن البرلمان بسبب الفوضى التى سادت عمل الإفتاء وأصبح من حق كل من هب ودب، وظهر العديد من الفتاوى الشاذة التى تخرج عن صحيح الشرع.

وهو قرار صحيح لأن المجلس الأعلى المنوط بحكم سلطاته تنظيم عمل وسائل الإعلام، لكن القرار لا يعطى المجلس الأعلى حق وضع قوائم المفتين المنوط به الأزهر الشريف ودار الإفتاء، يعاونهما وزارة الأوقاف المسئولة عن الذين يعتلون المنابر فى المساجد، ومن المهم أن يدرك الجميع أن القوائم التى صدرت هى قوائم الأزهر والإفتاء، والقوائم بالضرورة لا ينبغى أن تكون مغلقة أو أبدية أو محدودة بعدد معين، والقائمة التى بدأت بـ 50 عالماً اختارهم الأزهر ودار الإفتاء يمكن أن يصل عددها الآن إلى أكثر من 100 عالم بإضافة قائمة جديدة تقترحها وزارة الأوقاف تنتظر موافقة الأزهر الشريف.

ويستطيع كل من يرغب فى الإفتاء أن يحصل على موافقة الأزهر والإفتاء، لأن حصوله على موافقة الأزهر والإفتاء يعنى قبوله للمساءلة إن أخطأ فى تطبيق أحكام الشرع أمام أى من المؤسستين الأزهر والإفتاء، وبالتالى فإن الأمر فى جوهره ليس مجرد قصر الإفتاء على من يحددهم الأزهر والإفتاء، وإنما هو قصر الإفتاء على من يقبل المساءلة عن فتواه.

ويبقى السؤال، هل كان الأفضل إصدار قائمة أقل عدداً تمنع شخوصاً بعينهم من حق الإفتاء، وفى حدود علمى ليست هناك قوائم بأشخاص ممنوعين من الإفتاء وإلا امتنع ظهور هذه الفتاوى الضالة والمضللة، كما أن الفتاوى الدينية تتعلق بأحكام الشرع وليس السياسة، وجوهر القضية ببساطة أن من له حق الإفتاء وتحديد الحلال من الحرام فى قضايا الشرع لابد أن يقبل المساءلة إذا أخطأ أمام المرجعية الدينية الكبرى التى اختارته ضمن قوائم المفتين.

أما الحديث عن الدين فى مجمله فيدخل فى نطاق حرية التعبير والرأي، من حق الجميع أن يتحدث أو يعظ وقوفاً على المنابر أو ظهوراً على الشاشات أو كتابة فى الصحف مادام عالماً بشئون دينه، ينبذ الإرهاب والتطرف ويدعو إلى الوسطية والاعتدال، لا يكفر أحداً، ويعترف بكل الأديان والرسل ويحترم كل العقائد، ويدعو إلى التسامح لأنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه.

وأياً كانت دوافع المعترضين على قرار المجلس الأعلى فالأمر المؤكد أن المجلس الأعلى لا يملك حق تحديد الأشخاص الذين لهم حق الفتوى، وإنما الذى يملك ذلك الأزهر والإفتاء وهما اللذان يملكان أيضاً حق مساءلة هؤلاء الأشخاص وحق عقابهم، أما سلطة المجلس الأعلى فتتعلق بمؤسسات الإعلام، ومع الأسف تصور البعض أن الحديث عن الدين وقف على من وردت أسماؤهم فى القوائم، وهذا ليس صحيحاً بالمرة، لأن الحديث عن الدين يدخل فى حق حرية التعبير وهى من حق جميع العلماء وليس بعضهم فى إطار حرية التعدد والرأى وحق الاختلاف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى شروط الإفتاء والرأى فى شروط الإفتاء والرأى



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen