بقلم/مكرم محمد أحمد
نجح الصحفيون المصريون في استرداد نقابتهم من حالة التمزق والصراع والاستقطاب والانحياز السياسي إلي تيار بعينه، لتعود النقابة مرة أخري نقابة كل الصحفيين المصريين دون تمييز، في انتخابات نظيفة أشرف علي إجرائها عدد من قضاة مجلس الدولة وقام بمراقبتها اتحاد الصحفيين العرب من خلال بعثة من النقباء رأسها نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي. كان الحضور كثيفا وصل إلي ضعف النصاب القانونى المطلوب بما يؤكد حماس أغلبية الصحفيين لضرورات التغيير، ورغم شدة المعركة علي منصب النقيب جرت الانتخابات في جو تنافسي راق لم تؤرقه أى مشاحنات من أي نوع، وساد اجتماع الجمعية العومية روح الزمالة والاخوة، وانتخب الصحفيون بأغلبية عالية عبدالمحسن سلامة مدير تحرير الاهرام نقيبا لهم كما اختاروا ستة اعضاء ينتصرون في الاغلب لوحدة العمل النقابي وضرورة تكاتف الجميع لإخراج نقابتهم من مفترق طرق صعبة، أملا في نقابة قوية موحدة تمد مظلة حمايتها إلي جميع الصحفيين وتنهض بمهمة الدفاع عن حرية الصحافة والرأي والحق في الاختلاف..،والواضح من انتخابات الاعضاء التي استبعدت كل المغالين في التشدد تحت شعارات غير صحيحة كما استبعدت القوائم التي نظمتها بعض التحالفات وجري انتخاب الأعضاء الستة بصورة فردية وحرة تعكس رغبات واهتمامات الجمعية العمومية، غلب عليها الانتصار للاعتدال والمهنية وعدم الانسياق وراء المزايدات.
ويتطلع الصحفيون إلي مرحلة جديدة تركز علي إعلاء قيمة المهنة والحفاظ علي حقوق الصحفيين في الحرية والكرامة وتحسين ظروفهم الاقتصادية خاصة شباب الصحفيين الذي يكابد مصاعب كبيرة في حياته وتحسين قدراتهم المهنية بحيث تعود النقابة الي دورها مركزا مهنيا عاليا لتدريب شباب الصحفيين تحيي مشروع «حاسب الكتروني لكل صحفي» لتمكن الصحفيين من الجودة والاتقان،وما من شك ان قدرات النقيب الجديد عبدالمحسن سلامة وحرصه علي وحدة الصحفيين والتزامه بمد مظلة الأمن إلي الجميع سوف يساعد علي تهيئة المناخ الصحيح لبدء عملية أصلاح شامل لمجمل اوضاع الصحافة والاعلام في مصر، بما يمكن التشكيلات الصحفية الجديدة من مراجعة شاملة لكل أوضاع الصحافة والاعلام، تحمي حرية الرأي والحق في الاختلاف وترد الاعتبار للمهنية والصدقية وتستعيد ثقة الرأي العام المصري في صحافته، واتصالا مع هذه المهام يصبح من واجبات النقيب الجديد السعي لاسقاط أى عقوبات تلحق باي من اعضاء المجلس السابق كي تبدأ النقابة مشوارها الجديد من نقطة تصالح تلم شمل الجميع.
أرسل تعليقك