آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مصر والسعودية .. اهتمامات مشتركة

اليمن اليوم-

مصر والسعودية  اهتمامات مشتركة

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا نعرف على وجه التحديد متى أدرك المصريون علاقتهم بالسعوديين، لكننا نعرف على وجه اليقين أن البحر الأحمر لم يكن أبداً عائقاً أمام عبور المصريين الذين كانوا يملكون أنواعاً من الفُلك حملتهم إلى بلاد بونت فى الصومال يجلبون لمعابدهم البخور من هناك، وكذلك نعرف أن ملاحى الجزيرة وصلوا إلى مدينة ممباسا على المحيط الهندى قبل أن يصل إليها البرتغاليون، وأن العلاقات بين مصر والسعودية قديمة قدم الأزل وقدم الحياة، وثمة ما يؤكد أنها علاقات أزلية شأنها شأن علاقات مصر والسودان وعلاقات مصر مع ليبيا والفلسطينيين، وأن ما يربط الشعبين المصرى والسعودى كان دائماً الود المتبادل والمصلحة المشتركة وحسن الجوار، وأنهما يتحملان فى كثير من الفترات التاريخية المسئولية المشتركة عن أحوال عالمهم العربى والإسلامي.

نعرف أيضاً حجم المحاولات التى بذلها البعض خارج المنطقة وداخلها للإيقاع بين الشعبين لكن البلدين كانا يملكان من الحكمة ورجاحة العقل ما حفظ لهذه العلاقات ديمومتها واستمرارها، وتؤكد كل الشواهد أن السعودية ومصر مؤهلتان فى المرحلة المقبلة للإبحار بعلاقاتهما صوب المصلحة العربية العليا والمشتركة، وأن إنقاذ عالمنا العربى من أزمته الراهنة رهن بجهود مصر والسعودية من أجل استعادة وحدة الصف والتضامن العربى وتعزيز سبل العمل العربى المشترك، وأظن أن الدولتين دخلتا تجارب صعبة مشتركة كان يمكن أن تشكل خطراً على الشعبين لكنهما اجتازتا بنجاح بالغ هذا الاختبار الشاق، عندما أعادت مصر الدولة جزيرتى تيران وصنافير اللتين كانتا بالفعل وديعتين لدى مصر منذ أيام الراحل الملك عبدالعزيز، رغم ما شاب الأمر من خلط شديد فى الأوراق والعواطف كادت تضيع بسببه الحقيقة، وإذا كانت المحكمة الدستورية العليا قد أصدرت أخيراً قرارها القاطع بأن ما فعله السيسى كان صحيحاً مائة فى المائة، فذلك لا يقلل من قيمة قرار السيسى الذى مَلك شجاعة اتخاذ القرار فى هذا الوقت العصيب ردت مصر الجزيرتين عن طيب خاطر، لأن الجزيرتين كانتا بالفعل أمانة ووديعة لدى مصر كما تقول كل الوثائق التاريخية، وسواء كانت الجزيرتان على هذه الدرجة من الأهمية لأمن مصر القومى أم أن الأمر قد تغير فى ظل تكنولوجيا الحرب المتقدمة فإن جوهر القضية بالنسبة لمصر والسيسى ما هو سند الملكية الصحيح، وهل يُقر بالفعل أن الجزيرتين سعوديتان، وأن الحق ينبغى أن يعود لأصحابه طوعاً.وما من شك فى أن هذا الموقف الطوعى الذى اختارته مصر الدولة قد أقام جسوراً من الثقة المتبادلة تكاد تجعل البلدين بلداً واحداً، أمن واحد ومصير مشترك ومصلحة واحدة تربط بينهما للأبد، وبدافع هذه الروح فكرت السعودية فى إقامة الجسر الذى يربط مصالح البلدين بطريق برى ربما كان الأفضل لمصر أن يتجاوز منطقة شرم الشيخ حفاظاً على مدينة شرم.

ولأن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان يعتقد أن تحديث الدولة السعودية بات ضرورة ذات أولوية مطلقة يشمل المرأة والشباب والتعليم ومجالات عمل كثيرة ينبغى أن تتصدر الاهتمام العربى أهمها بحوث تحلية مياه البحر لتعويض النقص الفادح فى المياه وحسن معالجة قضايا المناخ بما تنطوى عليه من مخاطر الجفاف، وهذا الاهتمام يفرض نفسه على الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عدد من الأولويات المهمة على رأسها الحاجة المتزايدة إلى استخدام تكنولوجيات متطورة لتحلية مياه البحر ومعالجة النقص الفادح فى معدلات المياه بسبب التزايد السكانى المتواصل، والأمر المؤكد أن تعاوناً مصرياً سعودياً على تطوير عملية تحلية مياه البحر هو السبيل الأمثل لمواجهة مشكلات نقص المياه فى عالمنا العربى . 

وربما لا يقل أهمية عن ذلك تطوير البنية الأساسية المشتركة للعالم العربى والربط الجيد بين موانيه وطرقه البرية والبحرية بما يعزز التجارة البينية العربية التى لا تزال عند حدود لم تصل إلى 10 فى المائة، رغم أن التجارة البينية العربية يمكن أن تكون عاملاً مهماً فى تزايد معدلات التنمية بين دول الجنوب، وبين دول القارة الإفريقية والعالم العربي، وثمة مشروعات إستراتيجية يمكن أن تغير وجه الحياة فى عالمنا الثالث آن أوان مخاطبتها مثل مشروع تحويل نهر النيل إلى أداة وصل تجارى بين دول جنوب القارة الإفريقية وشمالها، ومشروع إحياء سكك حديد الحجاز لأن زيادة معدلات التجارة البينية بين العرب تتطلب شبكة مترابطة من مشروعات البنية الأساسية التى تحقق تنمية وعمران العالم العربي، وأظن أن الشعار الذى ينبغى التركيز عليه فى المرحلة المقبلة هو التنمية المتكافئة التى تعود بالخير على الجميع بما يجعل العالم العربى قادراً على تحقيق الجودة والمنافسة فى سوق مفتوحة تخدم مصالح الجميع.

المصدر : جريدة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسعودية  اهتمامات مشتركة مصر والسعودية  اهتمامات مشتركة



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen