آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا تدعم مصر الحريرى؟ !

اليمن اليوم-

لماذا تدعم مصر الحريرى

بقلم/ مكرم محمد أحمد

لا تستطيع مصر ان تشك او تتشكك فى رواية رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى التى أعلنها من شاشة تليفزيون المستقبل الذى يملكه، والتى رواها فى منزله فى الرياض بعد إعلان استقالته، ولا نستطيع ان نشك أو نتشكك عندما يؤكد فى روايته أنه استقال بمحض إرادته ولم يمل أحد عليه استقالته، وأن هدفه الأول من إعلان الاستقالة إحداث صدمة كبيرة تجعل الجميع يفيقون إلى أن حزب الله أصبح دولة فوق الدولة، يستحق تقليم أظفاره حتى يعود حزبا شيعيا وطنيا يخدم مصالح لبنان أولا وليس مجرد أداة فى يد طهران، وقد تواصلت مع رئيس الوزراء اللبنانى وسجلت له حديثا مهما فى منزله بلبنان نشرته فى مجلة «المصور» أحسست منه أنه يطمأن لمصر كثيرا ويرى أنها لا تزال واحداً من الصمامات المهمة لأمن لبنان، يثق فى رغبتها الشديدة فى الحفاظ على أمن لبنان وأمن اللبنانيين بمختلف طوائفهم، ويثق فى حرصها على وحدة الدولة والأرض اللبنانية، ولا يزال اللبنانيون على حبهم القديم لعبد الناصر لأنه كان يشكل ظهيرا وسندا للبنان، ولأنه ملك شجاعة عاقلة مدروسة جعلته يعتقد أن من الضرورى التأنى فى أن تكون لبنان طرفا أساسيا فى الصراع العربى الإسرائيلى حفاظا على أمن شعبها الصغير، ومن المؤكد أن سعد الحريرى يمكن أن يقول للقاهرة غير ما يقوله فى أى عاصمة أخرى لأنه يثق فى حسن نيات القاهرة وسلوكها تجاه الشعب اللبنانى كافة.

مرحبا بسعد الحريرى فى مصر، تحتضنه وتشد على يديه وتثق فى قدرته على أن يذهب بلبنان بعيدا عن حافة الحرب التى قادها إليها قادة إيران وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذى لم يحسن إحداث التوازن بين مصالح وطنه لبنان فى الأمن والسلام وطموحات طهران فى أن تهيمن على أمن العرب والخليج، وكسب شعبية جارفة عندما كان همه الأول حماية طائفته الشيعية فى جنوب لبنان من عدوان اسرائيل، وفقد كل ذلك عندما أصبح مجرد لاعب بالإيجار فى الحوزة الإيرانية، يلعب لصالح طائفته وفد يفيدها فى الأمد القصير وربما يعزز الخوف منها لا عليها، ولكنه يضرها ضررا بالغا فى الأمد المنظور خلال جيل أو جيلين على الأكثر ! .

والحق أن إعلان سعد الحريرى إمكان عودته إلى الحكم كرئيس وزراء للبنان، المنصب المعقود للسنه، فتح الآمال واسعة أمام فرصة عودة الاستقرار للبنان، لأنه أقدم الزعماء السنة الذين يستحوذون على ثقة جميع اللبنانيين سنه وشيعة ومسيحيين، وأظن أن الكنيسة المارونية تحبه وتثق فيه، فضلا عن صلاته الدولية الواسعة التى ورثها عن والده، وله أيضاً علاقاته القديمة مع السعودية التى وطدت علاقة لبنان بالسعودية، وما من مشكلة تمنع سعد الحريرى من العودة سوى إحساسه بضرورة إعادة النظر فى دور حزب الله والدولة اللبنانية كى تعود الأمور إلى مجاريها الصحيحة بما يحول دون أن يصبح الحزب عبئا على الدولة وأمن لبنان!، يجر البلاد بين الحين والآخر إلى أزمة شديدة تتعارض مع طبيعة لبنان وتشكيله الطائفى وحقيقة دوره كهمزة وصل بين حضارات المنطقة وأديانها، لكن عودة حزب الله إلى دوره كحزب لبنانى يمارس دوره فى إطار ترسمه مصالح لبنان يعنى أن يغير حزب الله مجمل سياساته تغييراً جذريا، يجعله يضع فى اعتباره أولا وقبل كل شىء مصالح لبنان لا مصالح طهران، خاصة أن التطابق الكامل بين إيران ولبنان يكاد يكون متعذرا إن لم يكن منعدماً بين دولتين إحداهما دينية والأخرى تقرب أن تكون طائفية تحاول أن تكون علمانية.

وأظن أن سعد الحريرى يعرف جيداً مدى صعوبة المشكلة، خاصة بعد أن أصبح حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية، وأن هذه المعركة لا يمكن كسبها بضربة واحدة قاضية أو حرب أهلية سريعة النتائج، وما من حرب أهلية بخبرة لبنان التاريخية يمكن كسبها بالضربة القاضية، هى معركة يمكن كسبها بالنقاط وعلى أجل زمنى غير قصير، بدايتها تقوية الجيش الوطنى اللبنانى بحيث يصبح أقوى من كل الميليشيات المسلحة بما فيها حزب الله، وتوحيد الصف الوطنى اللبنانى بما يضمن الحفاظ على هوية الدولة اللبنانية كجسر وصال، وإلزام الأحزاب اللبنانية دستورا جديدا يحدد نطاق عمل الأحزاب فى الإطار الجغرافى للدولة اللبنانية، وبما يضمن أن يصبح تنوعها مصدر قوة لا مصدر ضعف، لا يخترق حقوقها مصالح صغيرة، ومن ثم فإن المطلوب من سعد الحريرى أن يملك برنامجا وخطة تحدد مراحل التنفيذ بما يجعل الدولة قادرة فى البداية أن تلزم حزب الله ممارسة نشاطه فى حدود وطنه الجغرافى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تدعم مصر الحريرى لماذا تدعم مصر الحريرى



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen