بقلم/مكرم محمد أحمد
على كثرة الخلافات التى وقعت بين الرؤساء الامريكيين والصحافة، وبعض هذه الخلافات اتسم بحدة المواجهة، لم يحدث ان وصف رئيس امريكى صحافة بلاده بأنها ليست فقط عدوا للرئيس ولكنها عدو للشعب الامريكى بأكمله كما فعل الرئيس ترامب أخيرا، عندما ذهب إلى فلوريدا ليتحدث مباشرة إلى جمع من مؤيديه دون وساطة الصحافة التى يعتقد ترامب انها مقززة ومنحازة وغير امينة!.
ومع ان كثيرا من الرؤساء الأمريكيين اختلفوا مع الصحافة إلا ان ترامب تجاوز كل السوابق والاعراف ودفع بخلافه مع الصحافة إلى مستويات صعبة، ربما لأن ترامب لم يعد يعتمد على الصحافة المكتوبة او نشرات محطات التليفزيون الاخبارية للوصول إلى جماهيره، وبات يفضل ادوات التواصل الاجتماعي، يغرد على تويتر معظم مواقفه وتعليقاته لاعتقاده ان التواصل المباشرمع جمهوره دون وساطة الصحافة يضمن وصول رسائله دون ان تتعرض لانتقاء الصحفيين الذين يتهمهم ثرامب بإجتزاء الحقائق..، ولا يختلف كثيرا عن ذلك موقف كبير مستشارى ترامب استيف بانون الذى يصف الصحافة بأنها (حزب المعارضة) دون تحديد لصحف بعينها عكس ما فعله ترامب عندما سمى صحيفة الـ «نيويورك تايمز».. وخمسا من كبريات المحطات التليفزيونية بينها سى ان ان وسى بى سى بأنها عدو للشعب الامريكي!.
وربما يكون الرئيس الأسبق نيكسون فى محنته مع فضيحة ووترجيت الاقرب إلى ترامب عندما وصف الصحافة بانها (العدو)،لكن نيكسون كان يحادث وزير خارجيته هنرى كيسنجر تليفونيا ولم يطلق هذا الوصف على الملأ!،ومايزيد من صعوبة الموقف الراهن ان ترامب يواصل حملته دون توقف متهما الصحفيين بأنهم يتعمدون تشويه مواقفه وينكرون عليه انجازاته بينما تدافع الصحافة عن حقها فى نشر الحقائق وتستدل على خطأ مواقف ترامب بهبوط درجة قبول الرأى العام لسياساته بأكثر من 21نقطة، كما تتهم الصحافة أعضاء إدارة ترامب بالتواطؤ مع الروس وتمكينهم من التدخل فى الانتخابات الرئاسية الامريكية وربما يكون ذلك اول أسباب شطط حملة ترامب على الصحافة!.
ويعتقد الصحفيون الامريكيون انه منذ اطلق الرئيس جيفرسون عام 1807 شعاره الشهير (صحافة بغير حكومة أفضل كثيرا من حكومة بلا صحافة) لم يتفوق اى رئيس امريكى على الرئيس رونالد ريجان فى حسن علاقاته بالصحافة،لانه كان يعتقد، ان من واجب الصحافة ان تمارس حقها فى النشر والنقد ومن واجب الرئيس الامريكى ان يمارس مسئولياته على أفضل وجه،ولابأس المرة من ان يتقاطع الموقفان فى بعض الحالات.
أرسل تعليقك