بقلم/مكرم محمد أحمد
رغم هشاشة الهدنة السورية إلا أن صمودها لأكثر من ثلاثةأشهر يؤكد الفرص المتزايدة لانجاز تسوية سياسية يمكن ان تتحقق مع استئناف الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف قبل نهاية مارس الحالي، فى ظل تكامل الجهود بين مؤتمر الاستانة المعنى بقضية تثبيت الهدنة وإيجاد آلية تراقب وقف اطلاق النار ومؤتمر جنيف المعنى بمستقبل التسوية السياسية التى تخلص فى أربع قضايا رئيسية توافق عليها وفود المعارضة السورية الثلاثة والوفد الحكومي، تشكل جدول أعمال الجولة الخامسة وتتمثل فى طبيعة المرحلة الانتقالية التى تقودها حكومة مشتركة تضم الحكم والمعارضة تملك اختصاصات واسعة ونافذة، وكتابة دستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة يشارك فيها كل المهاجرين السوريين فى الخارج،اما البند الرابع فى جدول الاعمال فيتعلق بمناقشة قضية الارهاب بناء على طلب ملح من الوفد الحكومى السورى يصر على وضع هذه القضية على رأس أولويات مؤتمر جنيف.
وكان المبعوث الأممى دى ميستورا أعلن فى نهاية الجولة الرابعة لمؤتمر جنيف ان وفود المعارضة السورية الثلاثة إضافة إلى الوفد الحكم السورى قد وافقوا ايضا على مشروع وثيقة تشكل خريطة طريق لمباحثات جنيف تنطوى على 12بندا تلخص كل عناصرالازمة.
وبرغم البطء الشديد الذى تميزت به جولة مباحثات جنيف الرابعة إضافة إلى قلة حصادها، يبدو المبعوث الاممى دى ميستورا متفائلا بالجولة الخامسة لعدد من الاسباب المهمة، اولها توافق المعارضة والحكم على عناصر جدول اعمال الدورة الجديدة إضافة إلى البنود الاثنى عشر التى ترسم خريطة طريق تفاوض الجانبين، وثانيها التطمينات التى قدمها الجانب الروسى لكل من وفود المعارضة والحكم فضلا عن توافقهما على ضرورة تكامل مسار مؤتمر الاستانة المعنى بتثبيت وقف إطلاق النار ومسار جنيف المعنى بالتسوية السياسية، ويزيد من امكانية النجاح التطور الميدانى المهم الذى مكن قوات الحكم السورى من استعادة مدينة تدمر لؤلؤة الصحراء والوقوف على ابواب محافظة دير الزور بحقولها البترولية التى لاتزال تقع تحت سيطرة داعش إضافة إلى تعزيز قوة المستشارين العسكريين الامريكيين فى سوريا(500عسكري) بحيث تتمكن من الفصل بين القوات التركية فى منطقة منبج والمقاتلين الاكراد بما يشير إلى رغبة واشنطن القوية فى ان يشارك الاكراد السوريون فى عملية تحرير مدينة الرقة عاصمة الدولة الاسلامية التى اعلنها ابوبكر البغدادى رغما عن انف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان!.
أرسل تعليقك