آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الموقف الأمريكى يزداد سوءا!

اليمن اليوم-

الموقف الأمريكى يزداد سوءا

بقلم: مكرم محمد أحمد

 يبدو أن رحلة نائب الرئيس الأمريكى بنس إلى الشرق الأوسط ـ التى زار فيها مصر والأردن وإسرائيل ـ بعد قرار الرئيس الأمريكى المفاجىء الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل لم تأت بجديد، ولم تفتح أى طريق لتضييق شقة الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول القدس، ولم تساعد على استئناف عملية التفاوض العالقة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، وان كان من المؤكد انها تمثل خطوة جديدة للوراء زادت الموقف سوءا. وإذا كان الفلسطينيون قد قبلوا أخيراً بأن تكون واشنطن ضمن وساطة جديدة تشارك فيها مصر والأردن، أو يشارك فيها الاتحاد الأوروبى والصين وروسيا، فلا يزال الإسرائيليون يصرون على وساطة واشنطن المنفردة ويعتبرون من يرفض الوساطة الأمريكية مناهضاً للسلام, والواضح أن نائب الرئيس الأمريكى بنس سمع من العاهل الأردنى الملك عبدالله، أن القدس هى مفتاح سلام الشرق الأوسط الذى ينهض على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأنه حذر واشنطن مراراً على امتداد العام الماضى من خطورة أن تستبق مرحلة التفاوض وتعلن فى قرار منفرد القدس عاصمة لدولة إسرائيل، متمنياً على الرئيس الأمريكى ترامب مواجهة هذا التحدى الجديد الذى يمكن أن يثير القلاقل فى المنطقة لإعادة بناء الثقة المتبادلة والسير بمباحثات التسوية السلمية قدما إلى الأمام.

وهو ما سمعه نائب الرئيس الأمريكى من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القاهرة أولى العواصم الثلاث التى زارها، مؤكداً للرئيس السيسى وقوف الولايات المتحدة إلى جوار مصر فى حربها الضروس ضد الإرهاب، لكن يبدو أن نائب الرئيس الأمريكى حين مناقشته قضية القدس مع الرئيس السيسى كان مستمعاً, كل همه الدفاع عن قرار ترامب بأنه مجرد اعتراف بالأمر الواقع لا يضيف جديداً، وأن القدس لا تزال على جدول المفاوضات النهائية خاصة ما يتعلق بحدودها تنتظر اتفاق الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، لكن واقع الأمر يؤكد أن الحقيقة غير ذلك، وأن القدس قد رفعت من جدول التفاوض كما تؤكد تصريحات المسئولين فى الإدارة الأمريكية، وأن الولايات المتحدة بعد قرار ترامب ليست مستعدة لقبول أى تغيير فى موقفها من القدس، لأن القرار يعبر عن موقف ترامب النهائى كما يعبر عن الشعب الأمريكى، فضلاً عن الإجراءات العملية التى تتخذها الإدارة الأمريكية لسرعة تنفيذ القرار ونقل السفارة فى أسرع وقت إلى المبنى القائم فى القدس كقنصلية أمريكية, واستخدامه كمقر مؤقت للسفارة دون انتظار بناء سفارة جديدة.

وذكرت صحيفة «هاآرتس» أن الإدارة الأمريكية تعتزم نقل السفير الأمريكى لدى إسرائيل دافيد فريدمان إلى مبنى القنصلية مع طاقم محدود من أعضاء مكتبه إلى المبنى القنصلى فى حى أرنونا بحيث يتم ذلك فى غضون عام 2019. وقد لقى نائب الرئيس الأمريكى حفاوة ضخمة فى إسرائيل حيث ألقى خطاباً فى الكنيست أعلن فيه الإسراع بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم غضب الفلسطينيين ورغم إدانة العالم، وأن عملية نقل السفارة سوف تبدأ فى غضون أسابيع قليلة بحيث تنتهى فى غضون عام على أكثر تقدير، وقال بنس ان الرئيس ترامب طلب من الخارجية الأمريكية البدء فوراً فى نقل السفارة التى سوف تفتح أبوابها العام المقبل وكان التقدير السابق أن يتم الأمر خلال 4 سنوات، ومع بدء حديث نائب الرئيس الأمريكى فى الكنيست خرج النواب العرب من القاعة احتجاجا, يحملون لافتة كتبت بالعربية والإنجليزية تقول (القدس عاصمة فلسطين) بينما يلاحقهم رجال الأمن يدفعونهم بقوة إلى الخارج.

وقد كان واضحاً للعيان كما كتبت صحيفة «بواشنطن بوست» مدى الارتياح الذى ظهر واضحاً على نائب الرئيس الأمريكى, عكس موقفه فى مصر والأردن يكتسى وجهه بالضيق وهو يحاول الدفاع عن القرار الأمريكى, الذى أكد أن إدارة ترامب ـ كما قال صائب عريقات ـ هى جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل, بينما كان الرئيس محمود عباس فى اجتماعه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل, يحثهم على الاعتراف الجماعى بدولة فلسطين رداً على الموقف الأمريكى مؤكدا أن اوروبا هى الشريك الحقيقي.

والواضح أخيراً أن نائب الرئيس الأمريكى كان الأشد حماساً لصدور قرار التعجيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتباره واحداً من غلاة الإنجيليين الذين يشتد حماسهم لكل مطلب إسرائيلى مهما يكن ضاراً بعملية السلام أو يثير غضب الفلسطينيين..، وبهذه الخطوة الأمريكية الجديدة التى تعبر عن نزق أمريكى شديد, أصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يستأنف الفلسطينيون تفاوضهم مع الإسرائيليين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموقف الأمريكى يزداد سوءا الموقف الأمريكى يزداد سوءا



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen