آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تصفيق حاد لوزيرة الصحة!

اليمن اليوم-

تصفيق حاد لوزيرة الصحة

بقلم - مكرم محمد أحمد

تستحق وزيرة الصحة المصرية د.هالة زايد تصفيقاً حاداً من كل المصريين، لأنها نجحت فى أن تجعل مشروع الكشف عن فيروس سى وأمراض الضغط والسكر التى تتسبب فى 70% من حالات الوفاة فى مصر حقيقة واقعة، لدى 52 مليون مصرى يمثلون أجيال الشباب من سن 18 إلى سن 45، بعد أن تجاوز عدد المستفيدين من المشروع خمسة ملايين نسمة، بمعدل يتجاوز 300 ألف حالة فى اليوم الواحد، فى تنظيم مُحكم يعمل على مدار الساعة من التاسعة صباحاً إلى التاسعة ليلاً بدقة متناهية، تخرج فيه قرى بأكملها فى حشود جامعة تسد الطرقات إلى أماكن الفحص الطبي، حيث يوجد 18 ألف فريق متخصص يضم كل فريق ثلاثة أفراد، الطبيب الذى يقوم بعملية الفحص والممرضة التى تساعده وموظف إدارى يدخل بيانات المواطن وبطاقة رقمه القومى ومحل سكنه وعنوان عمله ونتائج الفحص وطبيعة علاجه ومقر هذا العلاج ومواعيده على شبكة المعلومات من أجل دقة المتابعة، فى سابقة لا مثيل لها فى تاريخ مصر ولا مثيل لها فى أى بلد آخر، تُمثل إنقلاباً جذرياً فى علاقة المواطن بالدولة الذى يشعر ربما للمرة الأولى فى تاريخ حياته وحياة آبائه وجدوده أن الدولة ترعاه وتحنو عليه، وتهتم بصحته وتتابعه على نحو شخصى من الفحص إلى العلاج حتى تمام شفائه دون أن تكلفه مليماً واحداً. يحدث ذلك الآن فى تسع محافظات مصرية فى الوجهين البحرى والقبلي، إضافة إلى بعض المحافظات الحدودية على مدى شهرين، تليها مرحلة ثانية تمتد ثلاثة شهور تشمل 11 محافظة أخري، قبل أن تكتمل عملية الفحص والعلاج فى سبع محافظات أخيرة ليصبح عدد الذين تم فحصهم وعلاجهم 52 مليون نسمة بالتمام والكمال، مسجلين فى كشوف الدولة المصرية، يشملون كل أجيال مصر الشابة فى جميع المحافظات بمن فى ذلك طلاب الجامعات، إضافة إلى برنامج آخر يشمل 6 ملايين طالب فى التعليم الثانوى العام والفنى لا يستطيعون دخول امتحانات النقل إلا إذا أتموا عملية الفحص والعلاج، بما يؤكد للطلاب مسئولية الدولة عن صحة كل واحد منهم، ويُشكل حدثاً جللاً فى حياة كل طالب، يشعره بأن حرص الدولة على الاطمئنان على صحة كل واحد منهم هى الدافع الأساسى وراء هذا المشروع الضخم الذى يستهدف لأول مرة رسم خارطة صحية للمواطنين المصريين، سوف تشمل فى مرحلة قريبة قادمة أمراض التقزم وفقر الدم وهزال البنية الأساسية للطفل المصري، ولا جدال فى أن هذا الجهد الإنسانى من جانب الدولة تجاه مواطنيها سوف يدعم فخرهم بالانتماء إلى وطن يحنو عليهم، ويعلمهم أن الدولة تستحق رعايتهم كما ترعاهم الدولة، وأن الحفاظ على مصالح الوطن العليا واحترام القانون وحضور الانتخابات وكل صور المشاركة هى فروض أساسية من واجبات المواطنة. ولأن القلق يعتور أغلب المصريين خوفاً من فيروس سى الذى ينهش أكبادهم، يلقى مشروع الفحص والعلاج حماس غالبية الشعب، خاصة الفئات العمرية الشابة الأشد نهماً للمعرفة ويشكلون القوة الأساسية الدافعة للمشروع الذى تجاوز عدد المستفيدين منه فى غضون الأيام القليلة السابقة خمسة ملايين نسمة، وكشف عدداً من الحقائق الهامة التى تُشكل أخباراً جديدة تدعو إلى التفاؤل أولها أن نسبة الإصابة بفيروس سى لدى المصريين لا تتجاوز خمسة فى المائة، على خلاف الاعتقاد السائد قبل بضع سنوات عندما قدر د.يس عبدالغفار يرحمه الله أن نسبة الإصابة فى محافظة المنوفية تتجاوز 15% فى ضوء دراسة تمت فى إحدى قُراها، كما كشف الفحص الأخير وجود 270 ألف حالة سكر و213 ألف حالة ضغط بين كل خمسة ملايين مواطن تم فحصهم ويتم علاجهم، معظمهم لم يكُن يعرف بإصابته، لكنه يحمد الله أن عرف فى وقت مُبكر خاصة أن العلاج متاح وميسور تتحمله الدولة المصرية. إن مشروع فحص وعلاج 52 مليون مواطن مصرى من فيروس سى وأمراض السكر وضغط الدم هو أول مشروع مباشر يجنى المواطن المصرى ثماره بطريقة مباشرة تصل إلى كل بيت وكل مواطن، وهو يُمثل نقطة تحول مهمة فى علاقة الدولة بمواطنيها سوف تكون لها آثارها البعيدة المدى على تقدم الحياة المصرية وسلوك الدولة المصرية، ومع أن المشروع بأكمله من ابتداع الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو الذى حدد الهدف واقترح مصادر التمويل ووضع خطوطه العريضة بأن يُنفذ على 3 مراحل لسرعة الاستفادة من أخطاء التجربة الأولي، إلا أن نجاح د.هالة زايد فى تصميم خطة عمل مُحكمة تنطوى على متابعة يقظة شكّل مفتاح النجاح لهذا المشروع الضخم الذى أثمر ضمن ما أثمر وسوف يُثمر إحساساً جديداً لدى البيروقراطية المصرية لأنها تخدم شعبها فى مشروع إنسانى يهم صحة المصريين وتصل نتائجه المباشرة إلى كل بيت مصري.

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصفيق حاد لوزيرة الصحة تصفيق حاد لوزيرة الصحة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen