بقلم /مكرم محمد أحمد
لايبدو أن الطريق سالكة أمام جارد كاشنير صهر الرئيس ترامب وزوج ابنته المفضلة إيفانكا وكبير المستشارين السياسيين فى البيت الأبيض ،
والرجل الوحيد ، من وجهة نظر ترامب ، القادر على إنجاز تسوية سياسية للصراع العربى الإسرائيلى كى ينجز كل هذه المهام ، بعد أن أصبح رهن التحقيق والاستجواب لإجلاء موقفه الأمنى فى قضية فتح قناة جانبية مع الروس خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة ، عندما اجتمع جارد بالسفير الروسى سيرجى كوزلاك فى واشنطن وناقش معه فرص إقامة قناة اتصالات سرية مع إدارة ترامب الانتقالية فى ديسمبر عام 2016 ، ونقل السفير الروسى رسالة جارد إلى موسكو وتمكنت أجهزة المعلومات الأمريكية من تسجيل الرسالة ، ولم يكن جارد كاشنير قد أعلن شيئاً عن هذه الزيارة التى كان ينبغى أن يخطر بها إدارة الرئيس السابق أوباما التى كانت لا تزال فى السلطة.
ومن وجهة نظر أجهزة المخابرات الأمريكية فإن جارد ارتكب عدداً من الأخطاء الثقيلة بعدم إعلانه عن هذا الاجتماع ثم بعدم إبلاغه إدارة الرئيس أوباما بفحوى اللقاء والرسالة، فضلاً عن أن فتح قناة سرية مع الروس تعتمد على أدوات الروس واتصالاتهم السرية يمثل خطأ كبيراً.. ، ومع أن وزير الأمن الداخلى جون كيلى فى حكومة ترامب أعلن أن فتح قناة اتصال جانبية مع فرد أو دولة أمر عادى ومقبول ، وهناك عشرات الأمثلة لهذه القنوات أهمها القناة السرية التى كانت تربط بين الرئيس الأمريكى روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل قبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية ، والقناة الأخرى بين كيسنجر ودوبرنين السفير السوفيتى فى موسكو وقناة كيسنجر وحافظ إسماعيل قبل حرب أكتوبر 73 ، إلا أن مسئولين فى وكالة المخابرات المركزية أكدوا أن الشرط الأساسى أن تتم الاتصالات عبر القناة السرية بمعرفة الإدارة الأمريكية السلطة الشرعية للبلاد وأن أى اتصالات سرية بعيداً عن الإدارة القائمة يمكن أن تعرض جارد لخطر المساءلة.
ويزيد من تعقيد مشكلة جارد فشل محاولات صهره ترامب فى غلق ملف قضية الروس وتدخلهم فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح ترامب التى أطاحت بمستشار الأمن القومى فيلين الذى ثبت أنه شارك فى أحد هذه الاجتماعات مع السفير الروسى فى واشنطن واضطراره إلى أن يطرد مدير الأمن الفيدرالى جيمس كومى الذى كان يتولى التحقيق فى القضية خاصة بعد التسريبات التى أكدت أن ترامب طلب من مدير الأمن الفيدرالى على مائدة عشاء فى البيت الأبيض اسقاط استجوابه لمستشار الأمن القومى السابق مايكل فيلين.
ويبدو أن تداخل المواقف فى قضية الروس بين ترامب وصهره جعل الرئيس الأمريكى أقل اعتماداً على صهره جارد الذى يفكر فى مغادرة واشنطن والعودة إلى نيويورك بعد أن وجد نفسه وسط حمأة اتهامات عديدة تطالبه بإجلاء موقفه الأمنى وربما الخضوع لإستجوابات الكونجرس.
أرسل تعليقك