آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

معضلة ترويـض حمـاس

اليمن اليوم-

معضلة ترويـض حمـاس

بقلم/ مكرم محمد أحمد

قبل يومين وفى إحدى المرات النادرة إن لم تكن المرة الوحيدة، استوقفت قوات حماس على حدود مصر مع قطاع غزة فى منطقة رفح داعشيا يرتدى حزاماً ناسفاً يحاول مع زميل له عبور الحدود إلى مصر ، رفض الانتحارى الامتثال للتفتيش وفجر نفسه ليتمزق إرباً وُيصاب زميله بجراح بالغة مع بعض جنود حماس فى الموقع ، ليصبح الحادث محل تساؤلات عديدة فى قطاع غزة ، لماذا استوقفت حماس هذه المرة أحد الإرهابيين الذين اعتادوا أن يرتكبوا جرائمهم فى سيناء ثم يلوذون بالفرار إلى قطاع غزة ، لا أحد يستوقفهم للتفتيش أو السؤال!

كان أول من ألقى السؤال مستنكراً جماعة من تنظيم الجهاد فى القطاع تحمل اسم «ابن تيمية»، الفقيه الذى تعتبره جماعات المتطرفين إمامهم الأكبر، أصدرت بياناً غاضباً لأن حماس تسببت فى قتل (واحد منا) ومنعته من أداء واجبه!.. ، تُرى ما الذى غير موقف حماس من دواعش سيناء الذين اعتادوا أن يجدوا فى قطاع غزة ملاذاً آمناً بعد ارتكاب جرائمهم؟! وهل حدث هذا التغيير فى موقف حماس بعد اتفاقها الأمنى الأخير مع مصر الذى ساعد القيادى الفلسطينى «محمد دحلان» على إبرامه أملا فى أن تنتظم مصر فى فتح معابرها أمام سكان القطاع؟! أم أن حماس تعتبر التغيير مجرد موقف تكتيكى موقوت لأن داعشى سيناء على حد تعبير جماعة «إبن تيمية» (جزء منا)؟!

أخشى أن يكون الأمر مجرد موقف تكتيكى وإجراء موقوت، لأن الجميع يعرف أنه بدون مساندة حماس التى تعطى هذه الجماعات ملاذاً آمناً لكان قد تم القضاء على داعش منذ زمن بعيد، لأن داعش بعد انحسارها عن معظم أراضى سيناء تعمل الآن فى مساحة لا تزيد على مائة كيلو متر مربع تفتح على منطقة غرود رملية داخل القطاع تتخذها كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس مقرا, وما من جريمة ترتكبها داعش فى سيناء إلا أن يكون وراءها تواطؤ حماس التى تعطى لهؤلاء المجرمين ملاذاً أمناً..، ولا اعتراض المرة على محاولات الأمن المصرى ترويض حماس وحفزها على أن تغادر موقفها المتواطئ مع داعش، وتدرك حجمها الحقيقى وانعدام قدرتها على تغيير أوضاع مصر وسياساتها، وتفهم أنها لن تستطيع أبداً أن تبنى علاقات بناءة مع مصر إن ظلت على دين جماعة الإخوان التكفيرية والإرهابية, ترفض المصالحة الفلسطينية وتصر على العزل الجغرافى والسياسى لقطاع غزة عن الضفة الغربية, وتقدم لإسرائيل طوعاً كل مسوغات التهرب من السلام!

والحق أن حماس لم تكن أبداً صادقة مع مصر، وفى كل مفاوضاتها مع القاهرة سواء فى قضية المصالحة مع فتح تحقيقاً لوحدة الصف الفلسطينى أو فى المباحثات الأمنية حول حدود مصر مع قطاع غزة ، كانت حماس تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كما يروغ الثعلب! ، ومع ذلك مدت مصر حبال الصبر طويلة مع حماس رغم شبكة علاقاتها الفاسدة مع قطر وتعاونهما المشترك لضرب أمن مصر, ورغم تواطئها مع إيران الذى يضرب الأمن العربى فى الصميم، ورغم أنها لاتزال جزءاً من جماعة الإخوان يربطهما معاً رؤية عقائدية وسياسية واحدة, وإن كانت حماس تدعى عكس ذلك عملاً بالتقية التى تبرر لها سياسة ذات وجهين ظاهرها غير باطنها..، ومع احترامى لجهود ووساطة محمد دحلان الذى يعرف ظاهر حماس وباطنها جيداً، فإن علينا أن نعامل حماس بالقطاعى ووفقاً لمبدأ (الجزاء من جنس العمل) إن أحسنت أحسنا وإن أساءت أسأنا, لأن مصر لن تنسى بسهولة حجم الضرر البالغ الذى أحدثته حماس لأمنها الوطنى!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معضلة ترويـض حمـاس معضلة ترويـض حمـاس



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen