آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إستراتيجية عربية تجاه إيران!

اليمن اليوم-

إستراتيجية عربية تجاه إيران

بقلم/ مكرم محمد أحمد

حسنا أن توافق العرب فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى انعقد فى القاهرة أخيرا بناء على طلب من السعودية على عدم تصعيد فرص الصدام العسكرى مع إيران الآن، والاكتفاء بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولى لفضح عدوانها على الأمن العربى فى السعودية واليمن حيث تحرض الحوثيين وتمدهم بكميات هائلة من الصواريخ يطلقونها من جنوب اليمن فى جيزان ونجران على أهداف حيوية فى الرياض بينها المطار الدولى، ووفقا لتصريحات مصادر سعودية رسمية فإن أكثر من 80 صاروخا إيرانيا أطلقت من اليمن على السعودية، فضلا عن أن معظم العواصم العربية خاصة فى المشرق تقع الآن فى مرمى الصواريخ الإيرانية كما يقول أحمد أبوالغيط أمين الجامعة العربية بما يؤكد تهديدها للأمن القومى العربى دون أن يكون هناك مبرر لهذا العدوان، بحيث يمكن القول إن البرنامج النووى الإيرانى وبرنامجها الصاروخى يهددان أمن العرب بصورة مباشرة بأكثر من تهديد أمن إسرائيل، فضلا عن تدخلها السافر فى الشأن العربى وسعيها الذى لا يتوقف لتخريب دول الخليج سواء فى المنطقة الشرقية حيث توجد نسبة من السكان الشيعة العرب فى السعودية والبحرين وباقى دول الخليج وصولا إلى الكويت، لا تتوقف طهران عن محاولة استخدامهم لتفكيك دول الخليج، والأمر المؤكد أن خطط طهران تستهدف أيضا التخطيط لفتنة كبرى تثير حروبا طائفية لا هدف لها سوى تمزيق الشرق الأوسط، وإثارة حرب طائفية تخرب العالم العربى من داخله بين الشيعة والسنة.

اختار العرب فى اجتماع الجامعة العربية الأخير ضبط النفس رغم تدخل إيران السافر فى لبنان وتشجيعها حزب الله على أن يكون دولة فوق الدولة، يستأثر دون أى حق شرعى بقرار الحرب والسلم فى مجمل شرق المتوسط العربى، لأن حزب الله أضحى أكثر قوة من الجيش اللبنانى، ويساعد الحوثيين فى اليمن ومن المؤكد أن الحرس الثورى الإيرانى هو الذى يدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ الإيرانية لتضرب أرض السعودية، ويحارب بجنوده خارج لبنان ويمد عدوانه إلى العديد من بلاد العرب بينها مصر، والواضح من محاولات مصر أن جهودها فشلت فى كبح جموح طهران ولم تحقق النتائج المرجوة خاصة أن تصرفات إيران تتطلب ردا عربيا واضحا يشكل إنذارا واضحا لإيران بأن العرب لن يصبروا كثيرا على عدوان طهران التى تدعم حركات الإرهاب فى العالم العربى، بحيث يكون هناك موقف عربى واحد يدين الأداء الإيرانى فى لبنان والسعودية والبحرين واليمن أمام مجلس الأمن والعالم أجمع.

وحسنا فعل أحمد ابو الغيط أمين الجامعة العربية عندما بدأ مؤتمره الصحفى أمس الأول مؤكدا أن هدف مؤتمر وزراء الخارجية العرب ليس إعلان الحرب العربية ضد إيران، وإنما هدفه المباشر إرسال رسالة واضحة ومباشرة إلى طهران بأن العرب ضاقوا ذرعا بهذه السياسات التى تأخذ المنطقة إلى حافة الهاوية، لكن رفض العرب الحرب مع إيران الآن، لا يعنى الصمت على تصرفات طهران ولا يعنى الخوف من طهران لأن إيران مهما ادعت أو أنكرت أضعف كثيرا من حالها السابق، هزمها صدام حسين إلى حد جعل آية الله خامنئي يتجرع كأس السم وهو فى عز شعبيته وقوته، وهى الآن بحوزتها الدينية المنقسمة على نفسها بين المحافظين والاصلاحيين اضعف كثيرا، خاصة بعد قرارها الأخير باعتقال الرئيس السابق محمد خاتمى داخل منزله فضلا عن أن مرشدها الأعلى الآن على خامنئي لم يفلح رغم جهوده الضخمة فى انتخابات الرئاسة السابقة فى ترجيح كفة مرشحه إبراهيم رئيسى الذى سقط أمام الرئيس حسن روحانى الذى تعرض خلال حملته الانتخابية لهجوم ضار من المرشد الأعلى وصل إلى حد إتهامه بالتواطؤ مع أعداء الثورة، ولا أظن أن طهران التى لا تزال على مبدأ تصدير الثورة خارج أراضيها قد تعلمت شيئا من تجربة حكمها يجعلها تدرك أن التدخل فى الشأن الداخلى للدول والشعوب بات أمرا مرفوضا ومستنكرا من الجميع .

وربما يكون الذهاب إلى مجلس الأمن لفضح تدخلات إيران فى أمن الدول العربية الإنجاز الأفضل شريطة إعداد ملف التدخل على نحو جيد ومقنع وأن إيران تستحق بجدارة لقب (الراعى الأكبر للإرهاب فى العالم) كما فازت قطر بلقب (الممول التاريخى للإرهاب) الذى كان أول من أطلقه الرئيس الأمريكى ترامب، وأظن أن التركيز فى المرحلة الراهنة ينبغى أن يكون على حزب الله الذى أصبح مجرد أداة فى يد طهران وعلى أمينه حسن نصر الله الذى ضبط أخيرا متلبسا بالكذب الفاضح، وما أريد أن أقوله واضحا فى النهاية إن على العرب أن تكون لهم إستراتيجية وسياسة واضحة مع إيران تتقاطع أو تتلاقى أو تختلف مع إستراتيجية ترامب، لكنها إستراتيجية عربية خالصة لأن مثل هذه الإستراتيجية تكون أفضل وأكثر تأثيرا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية عربية تجاه إيران إستراتيجية عربية تجاه إيران



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen