آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قانون إسرائيلى أشد صرامة للجمعيات الأهلية

اليمن اليوم-

قانون إسرائيلى أشد صرامة للجمعيات الأهلية

بقلم/ مكرم محمد أحمد

رغم موافقة قادة تحالف الليكود فى اجتماع أخير على تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق فى تمويل بعض الحكومات الأجنبية الجمعيات الأهلية فى اسرائيل خاصة جماعات حقوق الانسان، ورغم اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو على اصدار قانون للجمعيات الأهلية أكثر صرامة يعطى للدولة الحق فى مساءلة الجمعيات عن مصادر تمويلها الخارجية وأوجه انفاق المساعدات المالية التى تأتيها من حكومات اجنبية ونظام قبول هذه المساعدات وقيدها والإعلان عنها بدعوى أن هناك حاجة ماسة لدراسة مدى تدخل الحكومات الخارجية فى سياسات اسرائيل الداخلية وتنظيمها لانشطة سياسية تستهدف منظمات حقوق الإنسان التى يعتمد معظمها على مساعدات تأتيها من حكومات أجنبية ـ فإنه لايزال اللغط الشديد يحيط بهذه القضية, البعض يتهم رئيس الوزراء باختلاقها للتغطية على اتهامات الفساد التى تطوله وزوجته سارة فى ثلاث قضايا خطيرة رغم تأكيدات الشرطة ان هناك لائحة اتهام جاهزة تحوى أدلة دامغة تدين رئيس الوزراء الاسرائيلى بالفساد خاصة فى قضية شراء سفن وغواصات من المانيا تقاضى عنها نيتانياهو رشوة ضخمة!

وبرغم أن ايا من الصحف الموالية لرئيس الوزراء نيتانياهو او الدوائر الوثيقة الصلة بالحكم لا تشير من قريب أو بعيد إلى هؤلاء الذين لهم مصلحة مباشرة فى اقصاء نتنياهو عن الحكم الآن، فإنه لم يعد سرا أن الرئيس الامريكى ترامب يعتقد ان رئيس تحالف الليكود سوف يكون العقبة الرئيسية امام «صفقة القرن» مشروعه الضخم لاقامة سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين عكس محمود عباس الذى يتوافق مع الرئيس الامريكى على خطوط الاساس العريضة لحل المشكلة الفلسطينية .

لكن الحقيقة التى بات من الصعب انكارها ـ هكذا تقول الصحف الاسرائيلية ـ هذا الحجم الضخم المتزايد لتدخل القوى الخارجية فى الشئون الداخلية للدول ,سواء من خلال أدوات التجسس كما حدث فى انتخابات الرئاسة الامريكية حيث تؤكد جميع اجهزة التخابر والمعلومات الامريكية ان الكرملين تدخل بصورة مباشرة لترجيح كفة الرئيس ترامب على منافسته الديمقراطية هيلارى، أو من خلال المعونات الاجنبية التى تقدمها الدول للجمعيات الاهلية، بما فى ذلك جمعيات حقوق الانسان ، وقد شهدنا فى مصر صورا مباشرة للتدخل الخارجى فى الشأن المصرى ونشر الفوضى البناءة تحت ستار حقوق الإنسان!

وسواء كان الباعث لدعوة رئيس الوزراء الاسرائيلى لإنشاء قانون أشد صرامة للجمعيات الاهلية سياسيا يلزمها أن تعلن أمام مسجل رسمى وفى نشراتها الرسمية حجم التبرعات التى تتلقاها من حكومات اجنبية واوجه انفاقها أو كان هدف نيتانياهو هو مجرد الشوشرة على قضية فساده, فإن الواقع الدولى الراهن يؤكد أن التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية للدول جاوز حدوده وبات ضروريا أن يكون له سقف وحدود، وأن الجمعيات الأهلية تشكل أهم الأبواب التى ينفذ منها تأثيرات قوى الخارج إلى صفوف النخبة الوطنية بصورة مباشرة وتحت شعارات يمكن أن يقبلها المجتمع المحلى.

وإذا كانت الولايات المتحدة تشكو علنا من التدخل الروسى كما تشكو بلاد كثيرة من التدخل الامريكى السافر، فضلا عن عديد من الدول المتوسطة تمارس الأمر نفسه مع الدول الصغيرة, يصبح ضروريا تقنين الأمور على مستوى دولى يجعل عدم التدخل فى الشأن الداخلى أمرا واجب الاحترام، ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بما يجعل التمويل الخارجى للجمعيات الاهلية الوطنية تحت رقابة الدولة واشرافها المباشر فى إطار قانونى سليم يرعى الأهداف النبيلة للعون الإنسانى .

لكن ما يستحق التدقيق والسؤال بالفعل هو, ماذا سوف يكون رد فعل الكونجرس والإدارة الامريكية على توجه نيتانياهو الجديد؟! وهل سيأخذ الكونجرس من نيتانياهو الموقف المتشدد نفسه الذى أخذه مع مصر عندما طالبت قبل عدة سنوات بحق الدولة المصرية فى رقابة التمويل الخارجى للجمعيات الأهلية, وسألت بعض الجمعيات الاهلية المصرية عن مصادر تمويلها ,أم ان المعايير المزدوجة لا تزال بحكم الكونجرس والإدارة الامريكية, تمنعها من رؤية الأبعاد الموضوعية للقضية حتى بعد أن تعرضت الولايات المتحدة لمخاطر التدخل الخارجى فى شئونها الداخلية, لكن الأكثر أهمية من ذلك اعتراف المجتمع الدولى، بما فى ذلك اسرائيل، بأحقية الدولة الوطنية فى أن تراقب مصادر تمويل جمعياتها الأهلية بعد أن توغل التدخل الخارجى فى الشأن الداخلى للدول إلى حد يكاد ينهى استقلالها ويهدد استقرارها .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون إسرائيلى أشد صرامة للجمعيات الأهلية قانون إسرائيلى أشد صرامة للجمعيات الأهلية



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen