بقلم/مكرم محمد أحمد
لايبدو واضحا إن كانت زيارة الرئيس الإيرانى حسن روحانى إلى الكويت وبعض دول الخليج، وإعلانه رغبة طهران فى إجراء حوار مع السعودية حول المشكلات المعلقة بينهما،
وتأكيداته المتكررة خلال هذه الزيارة على ضرورة حسن الجوار بين الحضارات بديلا عن الصراع وبناء الجدران العازلة، تعكس رغبة حقيقية فى إجراء مصالحة عربية فارسية تنهى تدخل طهران فى الشأن العربي، أم أن هدف الزيارة محض تكتيكى بسبب قرب موعد انتخابات الرئاسة الإيرانية فى مايو المقبل، وتزايد حدة الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين الذين يروجون لفشل سياسات روحانى فى إصلاح علاقات إيران مع الغرب!، ويعتقدون ان مواقف الرئيس الأمريكى ترامب الذى لم يكتم خلال حملته الانتخابية رفضه للاتفاق النووى الذى وقعته طهران وواشنطن،ولم يتردد بعد دخوله البيت الابيض فى فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب استمرار تجاربها الصاروخية تمثل أبلغ دليل على خطأ سياسات روحانى وتفاؤلها المفرط تجاه الغرب والولايات المتحدة!.
ورغم التوقعات التى تروج فى طهران عن احتمال اختيار الرئيس السابق أحمدى نجاد مرشحا منافسا فى انتخابات مايو المقبل إلا ان الواضح ان آية الله على خامنئى مرشد الثورة الذى يملك القول الفصل فى إيران يرى ضرورة استمرار روحانى لفترة رئاسية ثانية، ومن المؤكد انه بارك زيارة روحانى إلى دول الخليج..، وإذا صح أن الظروف الإقليمية والدولية تلزم إيران بتحسين علاقاتها مع العالم العربى فى ظل ازمتها الراهنة مع الولايات المتحدة، فربما يكون من المفيد ان تلقى دعوة روحانى تجاوبا عربيا رشيدا لايوصد الأبواب امام مصالحة عربية فارسية تنهى حالة التوتر الشديد بين السنة والشيعة، وتفتح طريقا للتفاوض حول سبل انهاء الحرب اليمنية وإلزام طهران وقف دعمها العسكرى للحوثيين مع الاعتراف بحق كل الفرقاء فى المشاركة فى العملية السياسية بمن فيهم الحوثيون، لعل التوافق على سبل تسوية الازمة اليمنية يساعد على تخفيف حدة الصراع فى الازمة السورية!.
ولو ان إيران جادة فى وقف تدخلها فى الشأن العربى والامتناع عن تصدير الثورة إلى جيرانها، فربما يكون الخيار الافضل ان يساند العرب مرشح الإصلاحيين حسن روحانى كى يفوز بفترة ولاية ثانية، لأن الاصلاحيين افضل كثيرا من المحافظين رغم الرغبة الفارسية لدى الطرفين فى التوسع، ولانه مهما تكن الخلافات بين امريكا وإيران حول الملف النووى فإن غاية ما يريده الرئيس ترامب تعديل بعض بنود الاتفاق وليس تمزيقه.
أرسل تعليقك