آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مجرد بالون اختبار

اليمن اليوم-

مجرد بالون اختبار

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم توافق الأمريكيين والكوريين الشماليين أخيرا على عقد قمة سنغافورة التى تجمع الرئيسين الأمريكى ترامب والكورى الشمالى كيم جونج أون فى موعدها المحدد سابقاً يوم 12 يونيو الحالى فإن الواضح حتى الآن أنه لا تزال هناك خلافات أساسية تفصل بين الموقفين الأمريكى والكوري، ومن المستبعد تماما أن يتم توافق الرئيسين على إخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية خلال لقاء سنغافورة الأول، كما كان يأمل مستشار الأمن القومى الأمريكى الجديد جون بولوتون, الذى أعلن أكثر من مرة أنه ليس أمام كوريا الشمالية سوى أن تفعل ما فعله العقيد الليبى القذافي, عندما سلم أجهزة الطرد المركزى نواة, مشروعه النووى الى الولايات المتحدة كى يتجنب أى صدام محتمل مع أمريكا.

وأغلب الظن أن لقاء سنغافورة سوف يكون مجرد بداية لعملية تفاوض طويلة على عدد من الشروط و الالتزامات المتبادلة بين الجانبين الأمريكى والكورى الشمالي، تشمل تطمينات أمريكية لكوريا الشمالية تضمن أمن نظامها و تمنع عنها أى عدوان أمريكى محتمل، وبالتالى بات من الصعب تحديد الوقت الذى يمكن أن تستغرقه عملية التفاوض خاصة مع وجود أطراف دولية أخرى لا يمكن استبعادها, مثل الصين الشريك الأساسى لكوريا الشمالية, والتى التقى رئيسها مع الرئيس الكورى الشمالى مرتين خلال الأزمة, وتتشكك واشنطن فى أن يكون الرئيس الصينى أحد الذين حرضوا الرئيس الكورى الشمالى على المزيد من التشدد، و روسيا التى وافق الرئيس الكورى الشمالى فى لقائه الأخير مع وزير خارجيتها لافروف على وضعها فى تفاصيل الصورة، فضلاً عن الرئيس السورى بشار الأسد الذى أعلن أخيراً رغبته فى السفر الى كوريا الشمالية لمقابلة الرئيس الكوري, رغم أن المعروف عن بشار الأسد أنه لم يغادر بلاده منذ عام 2011 سوى بضع مرات نادرة الى موسكو, آخرها كان فى مايو الماضي!

ويعنى جميع ذلك, أن لقاء سنغافورة يتم تحت مظلة الشروط التى فرضتها كوريا الشمالية بأكثر من ضغوط الولايات المتحدة، ومن المستبعد تماماً احتمال أن يكون الرئيس الكورى قد جاء الى سنغافورة من أجل تسليم مشروعه النووى أو أنه يمكن أن يقبل ابتداء نزع سلاحه النووى دون تفاوض الطرفين وتوافقهما على شروط متبادله، ومع ذلك يسارع الرئيس الأمريكى ترامب إلى الخروج على الرأى العام العالمى بمظهر المنتصر, سعيداً ضاحكا عكس نصائح معظم مستشاريه الذين طلبوا منه الخروج متجهما يعكس الحزم و التشدد, لا يزهو بانتصار لم يتحقق

وبرغم أن وكالة أنباء كوريا الشمالية أكدت أن التزام كوريا الشمالية بإخلاء الخليج الكورى من الأسلحة النووية التزام ثابت ومؤكد إلا انها حرصت على أن تؤكد أن العملية سوف تتم على مراحل ووفق حلول يتم استكشافها لمصلحة الطرفين، كما أكد الرئيس الكورى الجنوبى مون أن الرئيس الكورى الشمالى لا يزال على موقفه, يوافق من حيث المبدأ على إخلاء الخليج الكورى من كل الأسلحة النووية إلا أنه يرى ضرورة أن يتم ذلك فى إطار عملية تفاوض متكافئة, وليس مجرد إملاء شروط كما يريد مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولوتون، والواضح أن الكوريين الجنوبين هم أكثر الأطراف حماساً لانعقاد مؤتمر سنغافورة ,فى موعده لأن كوريا الجنوبية ترى فى إخلاء الخليج الكورى من الاسلحة النووية الطريق الصحيح لتعظيم علاقات التعاون بين الكوريتين بما يمكنهما من تحقيق الوحدة فى يوم قريب

و كما هى عادة الأمريكيين تسابقت مطاعم مكدونالدز مع شركة كوكاكولا أيهما يكون الأسرع فى فتح منافذ له فى كوريا الشمالية، باعتبارهما رمز العولمة والحضارة الغربية والرأسمالية العالمية و وجود أى منهما فى بلد شيوعى يعنى أن تغييرا سياسيا يمكن أن يطرأ على أوضاع البلاد، تماماً مثلما حدث فى الصين عام 1990 عندما تسابق الاثنان على الوجود فى السوق الصينية باعتبارهما رمز الحداثة والتغيير كما أن وجودهما فى السوق الصينية يعنى نجاح قيم السوق الأمريكية فى غزو أرض جديدة!, لكن أغرب ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أن الرئيس الكورى كيم جونج أون مغرم بوجبات (الهامبورجر) من مكدونالدز تأتيه من بكين بصفة منتظمة على متن طائرات كوريا الشمالية وأنه ورث هذا النمط من الاستهلاك عن والده الذى كان هو الآخر مغرم بالهامبورجر.

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرد بالون اختبار مجرد بالون اختبار



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen