آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

جماعة الإخوان والمصالحة الفلسطينية!

اليمن اليوم-

جماعة الإخوان والمصالحة الفلسطينية

بقلم/ مكرم محمد أحمد

الذين يتصورون أن حوار القاهرة مع حماس من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية يمكن أن يبرئ ساحة حماس من كل جرائمها السابقة التى أدانها القضاء المصرى بأحكام قاطعة ونهائية ويغير جميع معطيات الموقف الراهن ، ويسقط اتهامات الرئيس السابق محمد مرسى بالتجسس لحساب حماس، ويسقط إدانة القضاء المصرى لأفراد من حماس شاركوا فى اقتحام مراكز شرطة رفح والشيخ زويد وحطموا سجن وادى النطرون بالبلدوزر ليفرجوا بالقوة عن أفراد من جماعة الإخوان وحزب الله وحماس كانوا يقضون عقوبة السجن عن جرائم ارتكبوها، مخادعون مخاتلون يخلطون أوراقاً يستحيل خلطها لأن تصالح مصر مع حماس بعد أن قبلت قيادتها الجديدة التصالح مع فتح بعد 10 سنوات من الحرب الأهلية والانفصال الجغرافى والعقائدى الذى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، لا يعنى أن مصر تراجعت عن قرارات اتخذتها عقاباً لحماس على جرائمها فى سيناء والشيخ زويد ووادى النطرون لأن مصر لم تغير شيئاً من صحيح مواقفها السابقة.

حماس هى التى تغيرت وغادرت معظم خياراتها السابقة وهى التى قبلت شروط المصالحة الفلسطينية، وحلت طوعاً لجنتها الإدارية التى كانت تدير قطاع غزة ، ودعت حكومة الوفاق الفلسطينى إلى أن تتسلم مسئولياتها فى القطاع بما فى ذلك معبر الحدود فى رفح ومعبر البضائع فى كرم ابو سالم، وأظن أن الكلمات الصريحة والمباشرة التى صدرت عن رئيس المكتب السياسى الجديد لحماس إسماعيل هنية تعبر عن أسفه البالغ لتدخلات حماس السابقة فى قضايا الأمن المصرى ومعاداتها لمصر وإضرارها بمصالحها فى فترة لن تتكرر أحداثها ، كما يؤكد هنية ، تكفى دليلاً على سوء خلط هؤلاء الذين يصورون لنا أننا إزاء حماس واحدة هى نفسها التى اقتحمت المعابر وحطمت سجن وادى النطرون بالبلدوزر واعتلت عمائر ميدان التحرير لتقتل المتظاهرين كى تصير فتنة.

وما هو جلى واضح للجميع أننا إزاء حماس أخرى تختلف عن حماس القديمة التى جرت القطاع ثلاث مرات إلى حروب خاسرة دمرت غزة ، وكان يرأس مكتبها السياسى خالد مشعل وكانت تختلف فى أيديولوجيتها وتشكيلها وتحالفاتها عن حماس الراهنة التى قبلت، بقبولها التصالح مع فتح من حيث المبدأ، السلام العادل أساساً للتسوية العادلة مع إسرائيل ووافقت من حيث المبدأ على التفاوض المباشر والاعتراف المتبادل وحق إسرائيل فى الوجود الآمن وإن أبقت على اسمها القديم ، والأكثر وضوحاً هو استعداد حماس الراهنة للاعتراف بإسرائيل والتعايش السلمى معها إن قبلت إسرائيل وحدة الصف الفلسطينى واعترفت بحماس باعتبارها مكوناً رئيسياً من مكونات الشعب الفلسطينى وقبلت بالدولة الفلسطينية فى إطار حدود 67 وعاصمتها القدس.

وبالمثل فإنه ليس من حق جماعة الإخوان فى الداخل والخارج أن تأمل فى تصالح مع مصر بسبب ما حدث فى غزة ما لم تعلن الجماعة تغييراً شاملاً فى سياساتها يمنعها من العمل بالسياسة وتستنكر كل جرائمها السابقة وتتفرغ للعمل الدينى محض الدعوى لأنه لا علاقة البتة بين الأمرين. وأظن أن مصر التى هندست المصالحة الفلسطينية وأعطاها محمود عباس وسائر القيادات الفلسطينية علناً حق التدخل فى الشأن الفلسطينى لأنها لا ترى لنفسها فى هذه القضية صالحاً غير مصلحة الشعب الفلسطينى ترى الآن أن من حق حماس أن تحتفظ بتنظيمها المسلح خاملاً غير نشيط إلى أن تؤكد المفاوضات الجادة بين الجانبين الإسرئيلى والفلسطينى أن السلام العادل سوف ينهض ويصبح واقعاً يستند إلى ثلاثة مبادئ لها مرجعياتها الصحيحة ، أولها دولة فلسطينية مستقلة فى الضفة وغزة عاصمتها القدس الشرقية تعيش إلى جوار إسرائيل فى أمن وسلام ، ووقف كل صور الاستيطان خارج حدود إسرائيل ، والالتزام بالمبادرة العربية التى تؤكد مبدأ كل الأرض مقابل كل السلام ، وسواء كانت إسرائيل تأخذ الآن موقف الترقب والانتظار أو تضمر شراً للمصالحة الفلسطينية تريد إفشالها فإن المكسب الضخم الذى تحقق أخيراً هو ثقة الفلسطينيين بقدرتهم على فرض السلام وأنه لم يعد فى وسع صقور إسرئيل وحدهم وقف عجلاته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعة الإخوان والمصالحة الفلسطينية جماعة الإخوان والمصالحة الفلسطينية



GMT 06:04 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سلاح حماس
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen