آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

اليمن اليوم-

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

بقلم/ مكرم محمد أحمد

الرواية لصحيفة الفاينانشيال تايمز:
عام 1947 طالب العالم الرياضى ألبرت أنشتين وكان داعية كبيراً للصهيونية العالمية من جواهرلال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد الإستقلال، أن يدعم الاعتراف بإسرائيل ككيان دولى على أرض فلسطين، وكان رد نهرو أن فلسطين أرض عربية وينبغى أن تبقى عربية..، وفى ستينيات القرن الماضى توثقت عرى الصداقة بين نهرو وجمال عبد الناصر قطبى تكتل الدول غير المنحازة، وتصدرت الهند حق الدفاع عن حق تقرير المصير للفلسطينيين فى آسيا وأفريقيا وبلغ التعاون بين مصر والهند أشده فى مشروع بناء طائرة مقاتلة نفاثة «هـ3» وعدد من المشروعات الدفاعية الأخرى ، ومع الأسف تقطعت أنفاس مصر سريعاً بينما واصلت الهند مسيرتها لتصبح دولة صناعية كبرى تصنع الطائرات والمحطات النووية وقاطرات السكك الحديدية وتفجر قنبلة نووية!

والآن وبعد 70 عاماً من خطاب أينشتين لجواهرلال نهرو ، تغيرت أحوال الهند وتغيرت سياستها فى الشرق الأوسط فى نقلة بالغة الأهمية جعلت من الهند أكبر ديمقراطيات العالم عدداً واحدة من أكبر أصدقاء إسرائيل ، يرتفع تعاونهما فى مجال التسليح فقط إلى بلايين الدولارات ، ولأول مرة فى التاريخ يزور إسرائيل الأسبوع الماضى رئيس وزراء الهند نارندرا مودى ليتوج فاصلاً جديداً فى علاقات البلدين حيث وقع البلدان مذكرات تفاهم وتعاون هو الأول من نوعه فى مجال الفضاء إضافة إلى صفقة تسليح ضخمة قيمتها 2 مليار دولار هى الأكبر فى تاريخ صناعات إسرائيل الحربية ركزت على تكنولوجيات الحرب الحديثة بأسلحتها الذكية تشمل منظومات صواريخ وطائرات بدون طيار إضافة إلى حجم هائل من التعاون فى مجال تحديث الزراعة والرى بالتنقيط الذى تستخدمه الهند فى تطوير زراعات عدد من ولاياتها التى تعانى الجفاف.

وإذا كانت مصالح الهند مع إسرائيل تخلص فى تحديث قدرتها العسكرية فى ظل استمرار الصراع بين الهند وباكستان ، فضلاً عن أن إسرائيل تشكل أحد المداخل المهمة لتوثيق علاقات الهند مع الولايات المتحدة بعد أن تغيرت اتجاهات الريح وأصبح تحالف الهند مع الغرب والولايات المتحدة بديلاً لتحالفها القديم مع الاتحاد السوفيتى، فليس هناك ما يدعو إلى البكاء على اللبن المسكوب أو البحث عن ذرائع واهية تبرر انتقال سياسات الهند من النقيض إلى النقيض فى عالم تتغير فيه علاقات الدول وفق توجهات مصالحها، وما من شك فى أن العداء التاريخى بين الهند وباكستان كان المدخل الأهم لتوثيق علاقاتها مع إسرائيل عندما تمت أول صفقة سلاح بين البلدين عام 1972، صحيح أن نجاح رئيس الوزراء الهندى نارندرا مودى وصعود الهندوسية بعدائها التاريخى للإسلام لتصبح الجزء الأهم من الهوية الهندية عزز علاقات إسرائيل مع الهند ، لكن جوهر القضية يبقى معلقاً على طبيعة المصالح التى ربطت بين الهند وباكستان فى عالم متغير زادت فيه فرص الاستقطاب الدولى ، وضعفت روابط الأيديولوجية بعد سقوط حائط برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي. وما حدث بين الهند وإسرائيل حدث بصورة أخرى بين إسرائيل والعالم العربى عقب حرب أكتوبر التى أكدت للجانبين العربى والإسرائيلى أن الحرب لن تكون أبداً العامل الحاسم فى تقرير مصير الصراع العربى الإسرائيلى ، ولا بديل فى النهاية عن سلام متوازن يحقق لإسرائيل أمنها المفتقد ويمكن الفلسطينيين من دولة مستقلة ويعيد الاستقرار إلى الشرق الأوسط. وفى إطار هذه الرؤية الجديدة لا تزال الهند تحافظ على نمط عضويتها فى الأمم المتحدة رغم علاقاتها القوية مع إسرائيل وتقف إلى جوار السلام العادل وتصوت لمصلحة دولة فلسطينية ، مستقلة لكن ذلك لا يشبع نهم إسرائيل التى تواصل ضغوطها على الهند.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند وإسرائيل فى عالم متغير الهند وإسرائيل فى عالم متغير



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen