آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الابتزاز النووى المتبادل

اليمن اليوم-

الابتزاز النووى المتبادل

بقلم/ مكرم محمد أحمد

رغم تهديدات الرئيس الأمريكى ترامب بقائمة عقوبات جديدة لكوريا الشمالية أشد قسوة تشمل منع تصدير الغذاء والكساء إليها، إضافة إلى الوقود والغاز، وفرض عقوبات مالية على عدد من المؤسسات الكورية والاستمرار فى منع تصدير إنتاجها من الفحم والحديد، عقب إطلاق صاروخها الأخير قبل أيام الذى يمكن أن يصل إلى أى مدينة أمريكية على أرض الولايات المتحدة، بما فى ذلك واشنطن العاصمة، لأن مداه يصل الآن إلى أكثر من 8 آلاف ميل، وبرغم الحرب الكلامية التى تصاعدت بين الطرفين وكل منهما يهدد الآخر بالفناء يود العالم الاعتقاد بأن الطرفين لن يقدما على حرب نووية ربما يترتب فناء العالم والحياة، وأنهما سوف يجلسان بالضرورة إلى مائدة التفاوض! وبينما يتشكك الأمريكيون رغم اعترافهم الآن بأن الصواريخ الكورية يمكن أن تصل بالفعل إلى أى مدينة أمريكية فى الشمال أو الجنوب فى أن يكون الكوريون قد نجحوا فى تركيب رأس نووى على صاروخهم الجديد الذى أطلقوا عليه اسم «النجاح الكبير» يؤكد الكوريون أن الرأس النووى جاهز لا يشكل أى مشكلة فى مشروعهم لبناء قوة صاروخية نووية، يتحتم على الولايات الاعتراف بها ومعاملة كوريا الشمالية، مثل باقى القوى النووية الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن...،

ويعول الأمريكيون كثيراً على قدرة الرئيس الصينى فى كبح جماح كوريا الشمالية خاصة بعد لقائهما فى رحلة ترامب الآسيوية الأخيرة، حيث أكد الرئيس الصينى أن سياسته لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية سياسة ثابتة لا يمكن أن تهتز رغم تجارب كوريا الشمالية الصاروخية التى وصل عددها إلى 18 تجربة صاروخية خلال عام 2017 وحده، آخرها قبل عدة أيام الذى وصل مداه إلى 8 آلاف ميل، أغلقت الصين الطريق البرى الذى يربطها بكوريا الشمالية، كما أغلقت الكوبرى المقام على النهر الأصفر، وأوقفت خط الطيران المباشر الذى يصل بين البلدين غضباً من إطلاق الصاروخ الكورى، وتأكيداً لتوافق الصين والولايات المتحدة على ضرورة كبح جماح كوريا الشمالية أجرى الرئيس الأمريكى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصينى أعلن الرئيس ترامب عزم الولايات المتحدة على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية.

ومع كل هذه المؤازرة الصينية لسياسة كبح جماح كوريا الشمالية، يظل السؤال المهم، هل يمكن للصين أن تمضى قدماً مع سياسة العقوبات الأمريكية إلى النهاية، أم أن هناك حدوداً تلزم الصين التوقف عن مؤازرة سياسة العقوبات حفاظاً على الحياة والاستقرار فى كوريا الشمالية، الحليف المزعج الذى لا يزال اعتماده وبنسبة حد عالية فى غذائه ووقوده على الصين !، والواضح للجميع أن الصين لم تصل بعد إلى مرحلة التغيير الجذرى لسياساتها تجاه كوريا الشمالية، وأن هناك الكثير من الانتقادات على سياسات الرئيس الأمريكى ترامب تجاه كوريا الشمالية، وبرغم أنها قبلت فرض العقوبات على حليفها المزعج لتطويع إرادة الرئيس الكورى الشمالى كى يوقف تجاربه النووية والصاروخية ويجلس إلى مائدة التفاوض أملاً فى إخلاء الخليج الكورى من السلاح النووى، فإن الصين ترفض بالمطلق حرباً نووية أمريكية تهدد مصير كوريا الشمالية، كما أن الصين تأخذ على الولايات المتحدة تسرعها فى إعلان كوريا دولة راعية للإرهاب,

وثمة من يرون أن كوريا الشمالية لم تكن متحمسة للتفاوض مع واشنطن قبل أن يتحقق لصواريخها إمكان الوصول إلى أى مدينة فوق الأرض الأمريكية لتصبح فى موقف تفاوضى أشد قوة يمكنها من تحقيق هدفها فى أن يعترف بها قوة نووية صاروخية مع وجود أطراف دولية مهمة مثل روسيا ترى أن كوريا الشمالية سوف تكون أكثر سلاسة وانفتاحاً وثقة فى التفاوض لو أن الرئيس الأمريكى ترامب خفف من سياساته المتشددة، وتغيرت لغة حواره المباشرة مع كوريا من التهديدات المتبادلة إلى التفاوض. وبرغم أن الولايات المتحدة لا تزال تتحدث عن الحل العسكرى الذى لا يزال مطروحاً على مائدة التفاوض بعد أن قارب الوقت على الانتهاء أمام فرص التسوية السلمية فإن وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون يؤكد أن الحل السياسى لا يزال قائماً ومنظوراً، وأن الولايات المتحدة لا تزال تقبل بالتفاوض دون شروط مسبقة، والغالب على المشهد الآن رغم لغة التهديدات المتبادلة، أن الجانبين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يؤهلان نفسيهما لمرحلة تفاوض جديد تبدأ بقبول الطرفين تجميد الموقف كما تقترح روسيا والصين، بحيث تتوقف كوريا الشمالية عن جميع تجاربها النووية والصاروخية، كما تتوقف أمريكا وكوريا الجنوبية عن تدريباتهما العسكرية المشتركة، وتوافق كل الأطراف أمريكا والصين وروسيا والكوريتان شمالاً وجنوباً على إخلاء الخليج الكورى من السلاح النووى، ويظل السؤال أمام كوريا الشمالية ما الذى سوف يعود عليها من إنهاء برنامجها النووى والصاروخى؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الابتزاز النووى المتبادل الابتزاز النووى المتبادل



GMT 23:53 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

أردوغان محشوراً فى الزاوية

GMT 02:21 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مصاعب العلاقات التركية ـ الروسية

GMT 09:54 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

هذه المرة.. هناك فرق

GMT 23:40 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

شبعا والضفة بعد الجولان!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen