آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها

اليمن اليوم-

نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها

بقلم/ مكرم محمد أحمد

قد لا تكون قمة دول العشرين الأكثر قدرة واقتصادا فى العالم التى انعقدت أخيرا فى مدينة هامبورج أنجزت الكثير لترميم خلافاتها حول قضايا المناخ والتجارة الدولية، وتقليل الفجوة بين مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة فى قضايا الدفاع والأمن نتيجة تبرم واشنطن من تواضع إسهام الدول الأوروبية فى موازنة حلف الناتو، وضعف حجم الإنفاق العسكرى الأوروبى قياسا على الناتج الوطنى العام لبعض الدول الأوروبية المتقدمة خاصة ألمانيا وعلى ما تنفقه الولايات المتحدة، إضافة إلى رغبة الأوروبيين المتزايدة تحت زعامة المستشارة أنجيلا ميركل فى المزيد من الاعتماد على النفس بعد أن وضح للأوروبيين أن عصر الاعتماد على الولايات المتحدة فى قضايا الأمن والدفاع قد انقضى فى ظل سياسات الرئيس الأمريكى ترامب، الذى تسبب فى المزيد من خيبة أمل الأوروبيين نتيجة انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ!

بحيث أصبحت الولايات المتحدة فى جانب وباقى الدول العشرين فى جانب آخر، بما يضعف الالتزام ببنود الاتفاقية، التى تلزم دول العالم خفض انبعاثاتها الكربونية بنسب محددة، حفاظا على كوكبنا الأرضى من تغيرات المناخ المتسارعة التى أدت إلى تنامى ظاهرات الجفاف والفيضانات والأعاصير وارتفاع مستويات مياه البحار والمحيطات بصورة تهدد باختفاء نسبة غير قليلة من سواحل العالم نتيجة ارتفاع درجة حرارة الكون وذوبان جليد القطبين. لكن قمة العشرين أنجزت رغم انقسامها الضخم حول قضية المناخ واختلافاتها الكثيرة حول قضايا التجارة الدولية هدفين مهمين.

أولهما يتعلق بضرورة أن يتكاتف المجتمع الدولى فى الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه المالية، وإدانة الدول التى لاتزال تمد جماعاته بالعون المادى والمعنوى وتعطيها ملاذات آمنة، رغم وجود بعض المعايير المزدوجة التى تسمح لبعض الدول المارقة مثل قطر بمواصلة دعمها جماعات الإرهاب، ابتداء من داعش إلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وصولا إلى جماعة الإخوان، التى تحتضنها قطر وتستضيف قياداتها المطلوبة للعدالة فى مصر، وتمكنها من بوق كاذب ينشر أفكار التطرف والكراهية، يتمثل فى تليفزيون الجزيرة الذى يفتقد كل معايير المهنية والحرفية ليصبح فقط أداة تخدم الإرهاب والتطرف!

ويتمثل الهدف الثانى الذى تحقق فى قمة العشرين فى إطلاق الحوار بين روسيا وأمريكا بعد فترة طويلة من تدهور العلاقات بينهما وصلت إلى حافة الخطر فى عهد الرئيس الأمريكى السابق أوباما، ودخلت فى دروب شائكة مع بدايات حكم الرئيس ترامب، بعد أن رصدت أجهزة المخابرات والمعلومات الأمريكية شواهد عديدة تؤكد تدخل الكرملين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة لمصلحة الرئيس الجمهورى ترامب، ورغم استمرار التحقيقات الأمريكية فى قضية تدخل الروس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، نجح الرئيسان ترامب وبوتين خلال لقائهما فى قمة هامبورج فى التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار فى جنوب غرب سوريا بموافقة الأردن وسوريا وإسرائيل بما يحفظ أرواح السوريين الذين كابدوا عذابات طويلة فى الحرب الأهلية السورية، ويهيئ لسوريا فرصة الاستقرار.

والواضح أن الجانبين الروسى والأمريكى توافقا أيضا على ضرورة أن تغادر أسرة الأسد الحكم فى ختام عملية انتقال سياسى للسلطة تشارك فيها المعارضة والحكومة تتم بعيدا عن بشار الأسد، بما يعنى أن تحسنا ملحوظا طرأ على العلاقات الأمريكية الروسية وأن الجانبين عبرا الأزمة المتعلقة بتدخل الروس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية سريعا إلى أن تظهر التحقيقات الأمريكية حقائق جديدة، لكن ما من شك أن توافق الروس والأمريكيين فى هامبورج على تهدئة الأزمة السورية والعمل على تسويتها سياسيا يشكل فى حد ذاته خطوة مهمة إلى الأمام فى الحرب على الإرهاب، لأن تسوية الأزمة السورية يعنى إغلاق المفرخة والحاضنة التى أنتجت الكثير من جماعات الإرهاب ومكنتها من ضرب استقرار الشرق الأوسط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen