آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تناقضات مؤتمر المناخ

اليمن اليوم-

تناقضات مؤتمر المناخ

بقلم - مكرم محمد أحمد

بدأت فى مدينة كاتوفيته البولندية فى قلب المنطقة المنبثقة لمناجم الفحم التى تشكل واحدة من أهم عوامل التلوث المناخى فى العالم، أعمال قمة الأمم المتحدة بشأن التغير المناخى التى يشارك فيها علماء المناخ من 200 دولة، يحذرون العالم من مخاطر استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكبنا «الأرض» ما بين ثلاث إلى خمس درجات مئوية بدلاً من الرقم المستهدف وهو درجتان فقط بحلول نهاية هذا القرن، الأمر الذى يعنى فشل جهود الانسانية فى تحقيق هدف مؤتمر الانبعاثات الكربونية التى تتمثل فى مليارات الأطنان من غاز ثانى أكسيد الكربون مصدرها نشاط الإنسان على الأرض لتبقى أبد الدهر عالقة فى الجو لا تضيع ولا تبدد محتبسة داخل الغلاف الجوى ترفع درجة حرارة الكون وتزيد تسخين الأرض، بما يعجل بذوبان جليد القطبين، خاصة القطب الشمالى وارتفاع مستويات البحار وغرق مساحات هائلة من شواطيء عالميا وتنامى ظاهرات الجفاف والفيضانات بما يؤثر على حياة 27% من سكان العالم معرضين لموجات الحر الشديد وخطر الجفاف الذى يؤثر على حياة أكثر من 60 مليون نسمة فى بقاع عديدة من كوكبنا الأرضي. وتعد قمة المناخ التى تنعقد فى بولندا الآن الأكثر أهمية فى قمم المناخ منذ اتفاق باريس الموقع 2015 والذى اتفق فيه الجميع ـ عدا الولايات المتحدة التى يئست من المعاهدة ـ على ضرورة خفض الإشعاعات الكربونية بنحو 4% من معدلها الحالى بحلول عام 2030 للحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الكون بأكثر من درجة ونصف، وذلك يعنى تقليل اعتماد العالم على الطاقة الحرارية التى تنتج من حرق الوقود الأحفوري، الفحم والغاز والبترول، واللجوء إلى مصدر الطاقة المتجددة المولدة من الشمس والرياح والطاقة النووية إذا نجح الإنسان فى رفع معدلات أمانها وتقليل الأخطاء البشرية فى عمليات التشغيل التى تتسبب فى هذه المخاطر.

ويهدف مؤتمر المناخ الذى ينعقد سنويا فى دورته الـ24 إلى تأكيد التزام الدول بمقررات اتفاق باريس، وخفض الانبعاثات الكربونية بالنسب التى تم الاتفاق عليها خاصة أن 16 بلدا فقط من بين 196 دولة هى التى أوفت بالتزامها، ومع الأسف فإن معظم الدول الصناعية الكبرى التى كانت سببا فى التلوث المناخى هى التى خرقت التزاماتها، أما الولايات المتحدة على عهد الرئيس ترامب فرأت أن الحل الذى يعفيها من التزاماتها هو إنكار ظاهرة تغير المناخ ورفض الاعتراف بها رغم تحذيرات علماء المناخ. ويطرح عقد مؤتمر المناخ فى بولندا هذا العام جهود الدول الأوروبية للتخلص من مصادر الطاقة الملوثة وأخطرها الفحم والبترول، وفى مقدمة هذه الدول بولندا التى لاتزال تعتمد على الفحم بنسبة 80% لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، أضف إلى ذلك أن الوقت ينفد ولم يعد أمام البشرية فى جميع البلدان سوى أن ترفع سقف التزاماتها بعد أن أكد علماء المناخ أن الجهود الحالية المبذولة فى هذا الاتجاه غير كافية لتحقيق الهدف الحتمى الذى يتمثل فى حصر معدل ارتفاع درجات حرارة الكرة الارضية فى درجة ونصف أو درجتين على الأكثر، وأن الإبقاء على الوضع الراهن الذى يمكن أن يرفع درجة حرارة الأرض ما بين 3 و5 درجات يشكل خطورة بالغة على مستقبل البشرية تشهد الآن بداياتها بوضوح. ولأن خطر تغيرات المناخ أصبح حالاً حيث يؤكد العلماء أن ما يحدث الآن بالفعل أشد خطرا وأنهم لا يقولون كل ما يعرفون لكى لا تصاب البشرية بالاحباط، وأن جوهر المشكلة أن الفجوة تتسع بشكل غير مسبوق بين ما تقول الدول أنها تفعله وما تفعله بالفعل وما ينبغى أن تفعله كى يكون العالم أكثر أمناً، فضلا عن أن تقارير علماء المناخ تؤكد بصوت عال أن الوقت ينفد وأن أى زيادة طفيفة فى حرارة الكون تشكل أمراً خطيرا، وأن جزءاً من البشرية الأقل تقدماً الأكثر تأثراً بظاهرات المناخ يحصد نتائج ظاهرات تسببت فيها الدول الصناعية المتقدمة التى لاتزال ترفض تحمل تبعات سلوكها، وهى الأكثر خرقا لاتفاقية خفض الانبعاثات الكربونية التى تم الاتفاق عليها، فى اتفاق باريس عام 2015. وما يزيد من صعوبة الوضع الراهن انعدام ثقة الدول النامية، خاصة فى إفريقيا الأكثر تأثرا بظاهرات المناخ فى الدول الصناعية الكبرى التى تسببت فى المشكلة وتحاول الهرب من تبعاتها، لا تنفذ التزاماتها بضرورة خفض انبعاثاتها الكربونية، ولا تقوم بمسئولياتها لمعاونة الدول النامية خاصة فى إفريقيا الأكثر تأثرا على التكيف مع ظاهرات المناخ.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تناقضات مؤتمر المناخ تناقضات مؤتمر المناخ



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen