آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الطريق إلى الروهينجا !

اليمن اليوم-

الطريق إلى الروهينجا

بقلم - مكرم محمد أحمد

بسبب مأساة مسجد الروضة في سيناء أجل الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر رحلته التاريخية إلى معسكرات اللاجئين من الروهينجا المسلمين فى بنجلاديش الذين هربوا من بورما التى تغير اسمها أخيرا إلى ميانمار، وتصل أعدادهم إلى ما يزيد على نصف مليون نسمة يعيشون فى مخيمات غاية فى الفقر وقلة الإمكانات بعد أن طردتهم قوات الجيش والأمن البورمى فى حرب مأساوية، تشكل أخطر كارثة إنسانية فى القرن الحادى والعشرين بعد الذى حدث فى سوريا خلال أحداث الربيع العربى الكاذب عام 2011 . ولأن الأزهر الشريف تابع عن قرب الصور المفزعة لأعمال القتل والمجازر الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية، هذا المشهد الهمجى واللا إنسانى الذى ما كان يحدث لولا أن الضمير الإنسانى قد مات، ارتفع صوت الأزهر يندد بالعدوان الآثم ويحفز مصر الدولة على أن تنهض بدورها لتكون الخارجية المصرية أول الداعين إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى، أدان العدوان وطالب بوقفه الفورى وعودة اللاجئين إلى بلادهم.

والروهينجا المسلمون أقلية لا تزيد على المليون يسكنون بورما منذ الأزل، بلد يتكون من أقليات وأعراق عديدة تحاربت طويلا، العرق الأكبر فيها هو شعب بامار الذى يشكل 40 فى المائة من بلد تعداده 48 مليون نسمة، يسكن الروهينجا إحدى ولاياته، ولاية راخين، ورغم ثراء إمكانات الولاية التى تضم حقولاً وأراضى زراعية شاسعة ومناجم وحقول بترول وغاز، يعيش الروهينجا فى أسوأ حال مضطهدين ومحرومين من الجنسية بحجة أنهم قدموا من أرض البنغال، ليس لهم حق الترشيح أو التصويت أو الانتخاب، ويفرض عليهم القانون فترة راحة مدتها 3 أعوام تفصل بين عملية إنجاب وأخرى كنوع إجبارى من تحديد النسل، ورغم أنهم يسكنون هذه المنطقة الإستراتيجية المهمة والغنية بالموارد الاقتصادية التى تفصل بين الهند والصين وتشهد الآن عددا من مشروعات التنمية الضخمة، فهم محرومون من فرص العمل فى هذه المشروعات ويعانون جميع صور التمييز السلبى خصوصا خلال فترة الحكم العسكرى. ورغم تغير أحوال البلاد السياسية عام 2015 بعد أن كسب حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بزعامة المناضلة سان سوكى (72 عاما) الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لم تتحسن أحوال الروهينجا وظلوا على أوضاعهم التى ازدادت سوءاً، وعندما سئلت رئيسة الوزراء الحاصلة على جائزة نوبل لماذا يظل الروهينجا المسلمون على اضطهادهم ؟ قالت سان سوكى أنا لا أعرف إن كان الروهينجا ينتمون إلى بورما أو البنغال!، وتعالت الانتقادات فى كل أنحاء العالم تطالب بسحب جائزة نوبل من سان سوكى لأنها تواطأت بالصمت على مأساة الروهينجا رغم نضالها الطويل فى بداية حياتها السياسية.

والواضح أن أزمة الروهينجا ازدادت حدة بسبب وصول مشروعات التنمية الكبرى إلى منطقة حقول الزيت والغاز فى الولاية، وتضخم حجم الاستثمارات الصينية فى بورما الذى جاوز 30 مليار دولار بينها 12 مليار دولار ثمن الأراضى التى يقام عليها خط نقل أنابيب الغاز إلى موانى التصدير الذى يمر بمناطق الروهينجا، وبدلاً من إشراك الروهينجا فى هذه الأعمال ودمجهم من خلال فرص العمل فى هذه المشروعات عزلوهم وحرموهم من العمل وسحبوا جنسياتهم بدعوى أنهم من البنغال المهاجرين من منطقة بنجلاديش، وتواصلت عمليات الإقصاء والتمييز والاضطهاد العنصرى، ولأن الروهينجا لم يجدوا عدلاً أو إنصافاً واستمر الحكم فى اضطهادهم وإنكار حقوقهم بينما العالم يلتزم الصمت إزاء الفظائع التى يتعرضون لها رغم تقارير الأمم المتحدة التى تسجل هذه الفظائع، لم يجد الروهينجا حلاً سوى المقاومة المسلحة تحت اسم جيش الإنقاذ الذى بدأ عملياته العسكرية فى بداية عام 2016 تحت شعار الدفاع عن النفس، مسلحاً بالسكاكين والسيوف وكانت أولى عملياته قتل تسعة من رجال الأمن والشرطة، ولا ينتمى جيش الإنقاذ إلى أي جماعة جهادية، ولا يمارس عملاً من أعمال العنف ضد المدنيين، وقد اعترفت الولايات المتحدة أخيراً بأن ما يجري ضد الروهينجا عمل من أعمال التطهير العرقي ينبغي أن يتوقف فورا، وأظن أن من المهم الآن تحذير العالم من ترك مشكلة الروهينجا دون تسوية أو حل سريع، لأن ذلك يعنى تكريس العنف وإتاحة الفرصة لجماعات الإرهاب كى تركب وتستثمر مشكلات الاضطهاد العنصرى كما حدث فى بقاع كثيرة تعانى الظلم ساعد غياب حلولها الصحيحة على نشر المزيد من الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى الروهينجا الطريق إلى الروهينجا



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen