آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

شبعا والضفة بعد الجولان!

اليمن اليوم-

شبعا والضفة بعد الجولان

بقلم-مكرم محمد أحمد

بعد يومين فقط من قرار الرئيس الأمريكي ترامب بضم هضبة الجولان إلي إسرائيل، تعرضت بعض المناطق السورية شمال شرق حلب لغارات القوات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت إحداها مركز قيادة عمليات الحرس الإيراني في منطقة الشيخ نجار، كما طالت منطقة النفارين الصناعية ومستودعات الذخيرة شمال مطار حلب الدولي، وأكدت إسرائيل أنها سوف تواصل عملياتها ضد محاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، دعما لادعاءات الولايات المتحدة بأن وجود إيران في هضبة الجولان يُشكل أحد الأسباب الرئيسية لضم الهضبة. ورغم أن واحدا من أهداف قرار الضم تمكين رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو من تحقيق نصر حاسم علي كل منافسيه في انتخابات الكنيست التي تجري في غضون أسابيع قليلة خاصة تحالف أبيض أزرق، فإن آخر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تؤكد ارتفاعا طفيفا في شعبية نيتانياهو بما يمكنه من الحصول علي 29 من مقاعد الكنيست بدلا من 26، لكن تحالف أبيض أزرق بزعامة رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بيني جانيتس لا يزال في المقدمة ويمكن أن يحصل علي 30 مقعدا بخسارة مقعدين اثنين، لكن الحقيقة الواضحة أنه باستثناء الولايات المتحدة، فإن جميع أعضاء مجلس الأمن الذين يمثلون 14 دولة أدانت قرار ترامب، كما أدانته جميع الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا واعتبروه انتهاكا صارخا للقانون الدولي يمكن أن ترتب تداعياته عواقب وخيمة علي أمن الشرق الأوسط واستقراره فضلا عن أنه قرار منعدم الأثر, في حين توقع صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن يستمر العدوان الأمريكي علي الأرض العربية، وتسارع إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة إلي ضم الضفة الغربية، خاصة أن الإسرائيليين في دعواتهم المتكررة يطالبون بضم 60% من الضفة، وحذر عريقات من أي قرار أمريكي يصدر بضم الضفة الغربية، لأنه سوف يؤدي إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، والمعروف أن اتفاقات أوسلو تُقسم الضفة إلي ثلاث مناطق، أولاها المنطقة (أ) التي تضم المراكز السكانية الرئيسية للفلسطينيين التي تُشكل 18% من مساحة الضفة وتخضع للسيطرة الفلسطينية أمنيا وإداريا ثم المنطقة (ب) التي تضم القري والبلدات الملاصقة للمدن وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وسيطرة أمنية إسرائيلية وتبلغ مساحتها 21% ،ثم المنطقة (ج) التي تشكل 60% من مساحة الضفة وتضم غالبية الكتل الاستيطانية، وتخضع لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية. وإذا كان الإانحياز المُطلق لإسرائيل يشكل أهم حافز للرئيس ترامب علي إصدار قراري ضم القدس والجولان بقرارات أحادية تفرض الأمر الواقع، فثمة حافز آخر لا يقل أهمية يتمثل في رغبة ترامب في إرضاء ناخبيه داخل الولايات المتحدة من المسيحيين البروتستانت الذين يعتقدون لأسباب دينية بحق إسرائيل في القدس والضفة والجولان، ولذا فإن مزارع شبعا اللبنانية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي والتي استولت إسرائيل عليها في حرب 1967 دون جهد يُذكر ودون أن يكون لبنان جزءاً من هذه الحرب ربما تكون الضحية التالية بعد القدس والجولان، خاصة أن الإسرائيليين لا يعترفون بلبنانية مزارع شبعا، وفي السياق نفسه حذر الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود من أن يكون ضم مزارع شبعا ومنطقة كفر شوبا لإسرائيل هو الخطوة القادمة للرئيس ترامب قبل أن يبدأ إعلان مشروعه صفقة العصر لتضم إسرائيل بحكم الأمر الواقع القدس والجولان والضفة الغربية أو 60% منها علي الأقل ومزارع شبعا ومنطقة كفر شوبا، وفي وسع ترامب أن يدعي بصفاقة أنه أزاح هذه المشكلات من مائدة التفاوض كي يسهل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ويختصر طريق التفاوض، وبذلك يمكن إسرائيل من القدس، ويمنحها أهم موقع إستراتيجي في الشرق الأوسط تسيطر من خلاله علي مياه جبل الشيخ الذي يضاعف مواردها المائية، لكن السؤال المهم لماذا يقبل الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون صفقة العصر وكلهم يشكلون الطرف الخاسر في صفقة غير متوازنة منعدمة التكافؤ يفرضها ترامب بحكم الأمر الواقع قسرا علي الجميع دون أن يمكنهم من حفظ ماء وجودهم، متجاهلا مصالح العرب القومية والأمنية، غير مهتم بغضبهم أو كرامتهم ضارباً عرض الحائط بالشرعية والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، مغتصبا سلطة الله، كاشفا عن نزعته الديكتاتورية التي أزاحت الستار عن وجه أمريكا القبيح.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبعا والضفة بعد الجولان شبعا والضفة بعد الجولان



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen