بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
تحتفل جمهورية جنوب إفريقيا اليوم، بل يحتفل العالم كله، بالذكرى المئوية لمولد نيلسون مانديلا، ذلك الزعيم الأسطورى، والرمز الأشهر لرفض ومقاومة التفرقة العنصرية البغيضة. كان ميلاد مانديلا فى 18 يوليو 1918 فى قبيلة الهوسا، ودرس القانون فى جامعات جنوب إفريقيا فى جوهانسبورج، وبدأ فى ممارسة نشاطه ضد الاستعمار فى بلاده من خلال الانضمام لحزب المؤتمر الوطنى الإفريقى.
غير أن بروزه على الساحة السياسية فى بلده، ارتبط بوصول القوى العنصرية من الحزب الوطنى إلى السلطة فى عام 1948 وبدء سياسة الفصل العنصرى البغيضة. إن تاريخ نيلسون مانديلا حافل للغاية ويستحيل تلخيصه فى سطور قليلة، ولكن أبرز مافيه كان هو إلقاء القبض عليه فى عام 1961 ومحاكمته بتهم التخريب والتآمر لقلب نظام الحكم والحكم عليه بالسجن مدى الحياة! وقضى مانديلا فى السجن 27 عاما صاحبتها حملات دولية عديدة لإطلاق سراحه وهو ما تحقق عام 1990.
خرج مانديلا ليرأس حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى، ويقود المفاوضات مع الرئيس دى كليرك لإلغاء الفصل العنصرى وإجراء انتخابات متعددة الأعراق، فى 1994فاز فيها حزب المؤتمر، ليشكل حكومة للوحدة الوطنية.
لقد كانت شجاعة مانديلا ونهجه السلمى سببا للتقدير الدولى الهائل الذى ناله بأكثر من 250 جائزة وميدالية على رأسها جائزة نوبل للسلام عام 1993.
غير أن من المهم للغاية هنا أن نذكر أن نيلسون مانديلا زار مصر ثلاث مرات كانت أولاها حسب معلوماتى فى عام 1961 لكى يؤسس فى القاهرة مكتبا لحزب المؤتمر الوطنى، قبل أن يعود إلى بلاده ويقضى فترة سجنه الطويلة، وتكون مصر أول بلد يزوره بعد إطلاق سراحه فى عام 1991، ثم عاد إليها ثالثا وهو رئيس للجمهورية، فى 1995 وفى كل من تلك المرات كان فى استقباله أسطورة أخرى مصرية فى عالم العلاقات مع القارة الأم اسمها محمد فائق، وهذه حكايه كبيرة تستحق حديثا خاصا!
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك