بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أقصد بالطبع مسابقة كأس العالم لكرة القدم لعام 2018 والتى اختتمت أمس الأول بفوز فرنسا وتتويجها بطلة للعالم فى كرة القدم للسنوات الأربع المقبلة. غير أن تلك المسابقة لم تكن أبدا مجرد مجموعة من مباريات الكرة، ولكنها كانت حدثا عالميا سياسيا وثقافيا، مثلما كانت له بالطبع أهميته الرياضية.
هذا المونديال خرج منه ثلاثة رابحين، أولهم بالطبع فرنسا التى أسفرت المسابقة عن فوز لم يكن متوقعا لمنتخبها هذه المرة، بعد أن توارت أسماء عظيمة فى عالم كرة القدم على نحو مفاجئ ومدهش للغاية مثل ألمانيا والبرازيل والأرجنتين التى انحصرت بينها تقريبا كل توقعات ما قبل المونديال.
الرابح الثانى بالتأكيد كانت كرواتيا، ذلك البلد الصغير جنوب أوروبا على البحر الإدرياتيكى، وهى بلد صغير طبعا (4٫3 مليون نسمة) مقارنة بكل الآخرين الذين سبق أن وصلوا إلى نهائيات كأس العالم فى تاريخها، ولذلك كان مجرد وصولها لنهائيات كأس العالم مفاجأة مدهشة، فضلا عن أداء فريقها المقاتل الذى انتزع الإعجاب لتصميمه على اللعب بكل حماس حتى آخر لحظات المباراة النهائية.
وأعتقد أن كرواتيا خرجت من المسابقة بسمعة ومكانة دولية تختلف عما كانت قبلها. أما الرابح الثالث، بل أهم الرابحين، فكانت بلا شك روسيا التى أفلحت فى تنظيم المونديال على نحو رائع بدا لافتا فى كفاءته وانضباطه، ولكن الأهم من ذلك أنها أتاحت للعالم كله أن يشهد تنوع مدن وأقاليم روسيا وغنى وسخاء الطبيعة مع أرضها الممتدة، مما جعل من المونديال مناسبة ذهبية لإنعاش السياحة إليها مع وفود مئات الألوف من المشجعين إليها، ونجاحها الساحق فى منع تهديدات الأعمال الإرهابية التى لوحت بها داعش قبل المونديال، الأمر الذى جعل جانى إنفانتينو رئيس الفيفا يعلن أن مونديال روسيا كان هو الأفضل على الإطلاق فى تاريخ كأس العالم!
المصدر :جريدة الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك